اقتصاد

صور- اختفاء السجائر المحلية من الأسواق وارتفاع أسعارها بشكل غير مسبوق



01:47 م


الخميس 17 يوليه 2025

كتبت وتصوير: أحمد الخطيب:

تشهد أسواق السجائر في مصر، خلال الأيام الأخيرة، أزمة حادة في توافر السجائر المحلية، وعلى رأسها سجائر “كليوباترا” بمختلف أنواعها، حيث اختفت بشكل ملحوظ من محال الجملة والأكشاك، وسط غياب أي رد رسمي من الشركة المنتجة أو الجهات المعنية بالتوزيع.

هذا الشح المفاجئ تزامن مع ارتفاع كبير في الأسعار، قارب في بعض المناطق من ضعف السعر الرسمي، ما فتح الباب أمام انتشار السوق السوداء وزيادة معاناة المستهلكين، وتزايدت التساؤلات حول أسباب هذا الاختفاء المفاجئ، وسط مخاوف من تفاقم الأزمة خلال الفترة المقبلة في ظل استمرار غياب التوريد.

خلال جولة قامت بها مصراوي بمحافظة القاهرة، على عددًا من محال بيع السجائر بالجملة في شارع باب البحر، الذي يُعد من أكبر وأشهر أسواق بيع السجائر بالجملة في مصر، بالإضافة إلى بعض الأكشاك ومحال التجزئة في مناطق متفرقة.

ورصدت الجولة حالة من الارتباك في السوق، في ظل اختفاء بعض الأصناف المحلية الشهيرة، وارتفاع ملحوظ في الأسعار، وسط شكاوى من التجار والمواطنين بشأن نقص المعروض وصعوبة الحصول على السجائر من الشركة المُنتجة، ما فتح الباب أمام تداول أنواع مهربة أو مجهولة المصدر.

وتواصل “مصراوي” مع مسؤولي الشركة الشرقية للدخان “إيسترن كومباني” بشأن أزمة نقص السجائر لكن لم نتلق ردا حتى كتابة هذا التقرير.

كان مصدر مسؤول في شركة الشرقية للدخان “إيسترن كومباني” قال في تصريح سابق لـ “مصراوي” قبل أسبوعين، إن ما يتم تداوله حول وجود زيادات سعرية حالية في أسعار منتجات الشركة غير صحيح، والشركة لم تقم بأي تعديل في أسعار البيع حتى الآن منذ آخر زيادة في نوفمبر الماضي.

وأكد المصدر، أن الشركة أوقفت البيع للتجار منذ يوم السبت 28 يونيو الماضي، انتظارًا لنشر تعديلات قانون ضريبة القيمة المضافة في الجريدة الرسمية، وهو ما سيتبعه الإعلان رسميًا عن الأسعار الجديدة.

في شارع باب البحر

يقول أحد تجار الجملة “عندي كليوباترا أردني – الخرطوشة بـ 480 جنيه – لكن المصري مش موجود خالص،

الشركة مش بتنزل بضاعة ومحدش عارف إيه اللي هيحصل في السوق الأيام الجاية. كلمنا الشركة كتير ومفيش رد.”

كانت علبة سجائر كليو باترا المحلية تباع قبل الأزمة بين 40 و45 جنيها قبل ارتفاعها بين 60 و70 جنيها بسبب شح المعروض.

وسجائر “كليوباترا أردني” تُعد من الأنواع المنتشرة حاليًا في الأسواق، خاصة في ظل شح السجائر المحلية، لكنها ليست منتجة من الشركة الشرقية للدخان (إيسترن كومباني)، بل تُصنَّف كمنتج مهرب يتم إدخاله إلى السوق المصري بطرق غير شرعية. ورغم تشابه الاسم والتغليف مع السجائر المصرية الأصلية، إلا أنها غالبًا ما تكون ذات جودة أقل، ولا تخضع للرقابة أو المواصفات القياسية، مما يطرح تساؤلات حول سلامتها وتأثيرها على الصحة العامة، إلى جانب تأثيرها السلبي على السوق الرسمي والإيرادات الضريبية للدولة.

وقال آخر”حالة اختفاء السجائر المصري نفس اللي حصل في أزمتها في أخر عام 2023 وكانت في جميع الانواع بس المرة دي في السجائر المصري فقط ومفيش حد من الشركة بيرد علينا

وفي منطقة المطرية، قال محمد الصعيدي، صاحب أحد الأكشاك:

“سعر علبة كليوباترا وصل لـ65 جنيه، وبنجيبها بالعافية من تجار الجملة لأن الشركة مش شغالة بانتظام. الزبائن طبعًا مش راضية عن السعر، ولا إحنا راضيين نبيعها كده، بس مفيش حل، الأزمة أثرت علينا كأصحاب أكشاك، والناس بتفتكر إننا مخزنين السجاير، بس الحقيقة إن الشركة مش بتوزع، ومفيش رد منهم”.

أما في منطقة غمرة، أكد أحمد، صاحب محل بيع سجائر، على تفاقم الأزمة قائلاً:

“بقالنا فترة مش بنستلم لا كليوباترا ولا بوكس من الشركة. في الجملة العلبة بـ60 جنيه، والزباين مش بتقبل تدفع السعر ده. إحنا كمحلات بنتأثر أكتر من المستهلك، لأن حركة البيع بتتوقف.”

وفي رمسيس، أوضح جمال، صاحب أحد الأكشاك، أن سعر البيع وصل إلى مستويات غير مسبوقة:

“ببيع العلبة بـ70 جنيه عشان مش لاقيها في الجملة، والشركة مش بتنزل بضاعة. أغلب الموجود في السوق أردني، لكن الزبون بيدور على المصري. أنا شخصيًا بشتري العلبة من الجملة بـ60 أو 65، واللي مش عاجبه السعر مبيشتريش.”

المستهلكون يشتكون: لا سجائر في الأكشاك.. والأسعار نار

قال أحمد حسن، موظف، إنه يواجه صعوبة في العثور على سجائر كليوباترا في معظم الأكشاك، مضيفًا: “بلف على كذا مكان كل يوم ومش لاقي، ولو لقيت السعر بيكون أغلى من العادي بكتير”.

عبّر عمرو محمود، شاب في الثلاثينات من عمره، عن غضبه من استمرار الأزمة دون حلول واضحة: “اللي بيحصل ده مش طبيعي، السجاير مش متوفرة، والأسعار كل يوم بتزيد من غير سبب واضح، اضطريت أشتري نوع جديد مش متعود عليه، وسعره أغلى وجودته أقل، بس مضطر عشان مفيش غيره “.

ويرى تجار الجملة وأصحاب المحلات أن الأزمة قد تتفاقم أكثر في حال استمرار غياب الرقابة وعدم تدخل الجهات المختصة لضبط الأسواق وتوفير المنتج المحلي.

تعكس التصريحات التي رصدتها الجولة حجم المعاناة في السوق، وسط غياب تام لمنتجات الشركة الشرقية للدخان (إيسترن كومباني)، وغياب أي توضيح رسمي من جانب الشركة حول أسباب الأزمة أو موعد حلها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى