اختبار جيني جديد يكشف احتمالات إصابة الأطفال بالسمنة بعد البلوغ

أجرت دراسة حديثة اختبارًا جينيًا يمكن إجراؤه خلال مرحلة الطفولة لتحديد مدى احتمالية إصابة الطفل بالسمنة، بالإضافة إلى قدرة الطفل على الاستجابة للعلاجات المختلفة. تهدف هذه الدراسة إلى تمهيد الطريق للتدخل المبكر للوقاية من السمنة وأضرارها.
وأشارت الدراسة إلى أن بعض المتغيرات الجينية تؤثر على كيفية تخزين الجسم للدهون أو تزيد من ميل الطفل للإفراط في تناول الطعام. كما أن الاختلافات الجينية يمكنها أن تتنبأ بمدى استجابة الفرد للأدوية المصممة لإنقاص الوزن.
تفاصيل الدراسة
شارك في تنفيذ الدراسة أكثر من 600 باحث من جميع أنحاء العالم، وجمعوا بيانات جينية لأكثر من 5 ملايين شخص، مما يجعلها أكبر مجموعة بيانات جينية وأكثرها تنوعًا حتى الآن. من خلال هذه البيانات، استطاع الباحثون حساب ما يعرف بدرجة المخاطرة المتعددة الجينات، والتي تأخذ في الاعتبار المتغيرات الجينية المرتبطة بزيادة مؤشر كتلة الجسم خلال مرحلة البلوغ. وقال الباحثون إن هذه النتيجة يمكن أن تساعد في التنبؤ بخطر إصابة الشخص بالسمنة قبل بلوغه سن الخامسة.
وأوضحت الباحثة روث لوس أن الطفولة تعتبر أفضل وقت للتدخل للوقاية من السمنة وأضرارها، خاصة مع تزايد معدلات السمنة عالميًا منذ عام 1990، حيث تضاعفت معدلات السمنة لدى البالغين، وتضاعفت أربع مرات بين المراهقين، إلى أن وصل الأمر إلى أن أكثر من 40% من البالغين في الولايات المتحدة يعانون من السمنة.
فعالية الاختبار الجيني
أكدت الدراسة أن الاختبار الجيني الجديد هو أكثر فعالية تقريبًا مرتين من الطرق الحالية التي يستخدمها الأطباء لتقييم خطر السمنة. يمكن لهذا الاختبار أن يفسر حوالي 8.5% من خطر إصابة الفرد بارتفاع مؤشر كتلة الجسم، ورفع ذلك إلى حوالي 17.6% عند احتساب العوامل الجينية، وهو ما يعكس أن أكثر من 80% من عوامل الإصابة بالسمنة تعتمد على عوامل أخرى مثل البيئة الغذائية والنشاط البدني والموقع الذي يعيش فيه الشخص.