قصور القلب المزمن.. لماذا تزداد حدة الأعراض ليلاً وما أهم النصائح

يؤدي نمط الحياة السريع والمجهد اليوم إلى زيادة مخاطر الإصابة بقصور القلب المزمن، الذي يتطور تدريجيًا ويصبح غالبًا غير ملحوظ حتى يتفاقم. من المهم فهم أن الحالة تزداد خطورة أثناء الليل، عندما يكون الجسم في حالة راحة ويغير القلب أداؤه. خلال النوم، يتراكم السوائل في الجسم نتيجة لانقلاب السوائل من الساقين إلى الصدر، مما يضع ضغطًا أكبر على الرئتين والقلب، وهو ما يجهد القلب الضعيف ويؤدي إلى ضيق التنفس وتراكم السوائل. بالإضافة إلى ذلك، يُبطئ معدل ضربات القلب ليلاً، مما يضعف من كفاءة ضخ الدم، كما تزيد عملية إنتاج البول خلال الليل، مسببة كثرة التبول التي تؤثر على نوعية النوم. ويمكن أن تؤدي اضطرابات مثل انقطاع النفس النومي إلى انخفاض مستوى الأكسجين في الدم، مما يفاقم إجهاد القلب ويزيد من خطورته. يظهر العديد من الأعراض الليلية التي تشير إلى وجود مشكلة، مثل ضيق التنفس عند الاستلقاء، الحاجة لكميات أكبر من الوسائد أو النوم على كرسي، التبول الليلي المتكرر، الاستيقاظ مع ضيق في التنفس أو ضربات قلب غير منتظمة، فضلاً عن التعب المستمر عند الاستيقاظ، على الرغم من النوم الطويل. تجاهل هذه العلامات قد يؤدي إلى مضاعفات مفاجئة، لذلك من الضروري استشارة الطبيب في الوقت المناسب.
هل الرجال أكثر عرضة للإصابة بقصور القلب المزمن؟
تشير الدراسات إلى أن الرجال قبل سن الأربعين يكونون أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض، ومع تقدم العمر، يتساوى الخطر بين الرجال والنساء. بعد سن الخمسين، تزداد مخاطر النساء أيضًا بسبب التغيرات الهرمونية التي تطرأ عليهن بعد انقطاع الطمث، مما يجعل مراقبة صحة القلب والاستيقاظ الليلي مهمتين لكلا الجنسين. في المراحل المبكرة، تظهر أعراض خفيفة غالبًا خلال الليل ولا تلاحظ بسهولة، مثل ضيق التنفس أو زيادة التبول، بينما في الحالات المتقدمة، تصبح الأعراض واضحة أكثر، ويعاني المرضى من اضطرابات النوم وضيق التنفس الشديد، مما يستدعي تدخلًا طبيًا عاجلاً وتشخيص الحالة بشكل دقيق.
مراحل قصور القلب وتأثير الليل
تبدأ الحالة بالمرحلة الأولى، حيث تظهر أعراض خفيفة وتكون غير ملحوظة غالبًا في النهار، وتتجلى أكثر عند النوم على شكل ضيق في التنفس أو زيادة التبول. وفي المرحلة الثانية والثالثة، يصبح ضيق التنفس أثناء الاستلقاء أكثر وضوحًا، ويحتاج المرضى إلى رفع الرأس عبر الوسائد أو النوم على كرسي، مع الاستيقاظ مع سعال أو ضيق تنفسي. أما في المرحلة الرابعة، فيصبح النوم مضطربًا بشكل كبير، ويعاني المرضى من اضطرابات قلبية متكررة، وقد يستلزم العلاج دخول المستشفى أو حتى زرع القلب.
كيفية حماية القلب أثناء النوم
يمكن تقليل مخاطر قصور القلب الليلي باتباع بعض الإجراءات، مثل رفع الرأس أثناء النوم باستخدام وسائد أو سرير قابل للتعديل لتقليل تراكم السوائل، ومراقبة كمية السوائل التي تتناولها، وتجنب تناول كميات كبيرة من الملح؛ لأن الصوديوم يسبب احتباس الماء ويزيد من العبء على القلب. من المهم أيضًا تنظيم مواعيد النوم واليقظة، والقيام بالفحوصات الدورية لمراقبة صحة القلب وجودة النوم، خاصةً إذا ظهرت أعراض متكررة ليلاً. تعزيز نمط حياة صحي، كالرياضة المنتظمة، وترك التدخين، وإدارة التوتر، حيث تساعد على تحسين وظيفة القلب وتخفيف العبء عنه أثناء الليل. كما يُنصح بالتحقق من اضطرابات النوم، مثل انقطاع النفس، لأنها تساهم في تدهور الحالة وتفاقم الأعراض بشكل غير ملحوظ.