اخبار الإمارات

حوار يلا كورة.. محلل أداء مصري يبرز إنجاز ويمبلدون بعد رحلة شاقة

بدأ أحمد جمال مسيرته كمحلل أداء في عام 2020 بعدما كان يدرس الهندسة، وتأثر بتوقف الدراسة بسبب جائحة كورونا، مما دفعه للبحث عن كورسات في مجال تحليل الأداء من مؤسسات وأندية مثل برشلونة. التقى بالمحلل المصري حسن بلتاجي الذي كان يعمل في ألمانيا، وعمل معه في مشروع تخرجه، ثم أدير قسم تحليل الأداء في شركة خاصة، بينما كان يعمل عن بعد مع نادي فنلندي بقيادة مدرب برتغالي مما ساعده على الصعود من الدرجة الثالثة إلى الثانية بعد غياب 20 عامًا، قبل أن يسافر لدراسة في لندن، وحصل على بكالوريوس في تحليل الأداء واكتشاف المواهب.

توضح الدراسة في إنجلترا أن المناهج التعليمية ليست عملية بشكل كامل، فهي تعلمك كيفية قراءة الأبحاث والتعامل مع الناشئين، لكنها لا تتطرق إلى الجانب التقني بشكل مباشر، الذي يتعلمه المحلل من العمل مع المدربين مباشرة. عمل أحمد مع فرق مثل كاجاني هاكا في فنلندا كمتطوع، ومع جلاسجو سيتي الإسكتلندي للسيدات كمدير لقسم التحليل، وشارك في دوري الأبطال، وعمل كذلك مع أندية ألمانية في الدرجة الرابعة، وكل هذه الخبرات منحتّه فهمًا أوسع لطرق التعامل مع المدربين والتخطيط للمباريات.

يُبرز أحمد أن الفارق الأكبر بين العمل في فنلندا وألمانيا وإنجلترا هو الموارد، فالأندية الإنجليزية تمتلك موارد أكثر وأندية الدرجة الرابعة فيها حقوق رعاية وبث، مما يرفع مستوى التنافس ويزيد من إمكانيات العمل. كما أكد أن الموارد والأدوات تختلف تبعًا للمدى الذي تصل إليه الأندية، وأن إنجلترا تملك أكبر مستوى من الاحترافية والتنافسية في تلك الدرجة.

رحلة تأهل ويمبلدون

يذكر أحمد أن نادي ويمبلدون بدأ منذ عامين وهو كان ينافس على البقاء، واحتل المركز 21، لكن بفضل مدير الكرة الذي استطاع استقطاب لاعبين بمبالغ قليلة بسبب ضعف الموارد، ثم طور الفريق وطاقم التدريب، ونجح في الوصول إلى دوري الليج 1. كان هدف المدرب في الإعداد هو التقدم للمراكز السبعة الأولى، وتحول أسلوب اللعب من 442 إلى 352، واعتمد الفريق على الضغط العالي، واستغل الضربات الثابتة التي سجل منها 18 هدفًا، مع تحسين الأداء الدفاعي ضد اللعب المباشر.

مواجهة توماس فرانك وأبرز المباريات

يصف أحمد أن مواجهة فريق برينتفورد ومدربه المفضل توماس فرانك كانت من أجمل اللحظات، حيث أتيحت له فرصة لمقابلته والتحدث معه، وأخبروه أنه كان من مدربيه المفضلين خلال السنوات الماضية وحصل على صورة تذكارية معه. أما عن مواجهة نيوكاسل فشرح كيف أعد فريقه بعد إغلاق الملعب بسبب مشاكل في أرضيته، فالمباراة أقيمت على ملعب نيوكاسل، ودرس أداء الفريق المنافس، خاصة في طريقة دفاعهم وضغطهم، وطبقوا استراتيجيات لمواجهة هجماتهم، مع محاولة استغلال الركنيات ورميات التماس الطويلة كفرص لتسجيل. بالرغم من الخسارة بهدف من ركلة جزاء، اعتبرها تجربة مفيدة جدًا وأكد على أن التحليل والتخطيط ساعدهم على تعزيز الأداء.

تأثير اللاعبين المصريين والإندماج في إنجلترا

لفت أحمد إلى أنه لم يلمس تأثيرًا مباشرًا لوجود اللاعبين المصريين في أوروبا، لكنه كان يتحدث مع زملائه عن صلاح ومرموش، وكان بعضهم يضحك قائلين: “قريب مرموش”، بسبب الجنسية المصرية. كما ذكر أن وجود عمر شعبان اللبناني، الذي وُلد في ألمانيا ويعيش في إنجلترا، ساعده على التعود على الأجواء، رغم أنه لا يتحدث العربية بطلاقة، فكان يتبادل معه بعض الكلمات، مما سهل عملية التكيف في بيئة العمل.

الصعوبات والتحديات أمام محترلي التحليل في مصر

يؤكد أحمد أن التحدي الأكبر هو توفير فرص عمل للمحللين، حيث لا يوجد في مصر العديد من الوظائف الرسمية، وغالبًا تعتمد على العلاقات الشخصية لتولي المناصب. كما أن معظم الأندية لا تدرك أهمية وظيفة محلل الأداء بشكل حقيقي، وبعضها يراها موضة غير مفيدة. كثير من الأندية يفتقر إلى فهم مهام المحلل، ويظل الحكم على أدائه بناءً على العمر فقط، وليس على الأداء أو الكفاءة. هذا يحد من تطور المجال ويجعل العمل في الخارج مثل السعودية أو أوروبا هو الخيار الوحيد لتحقيق طموحاتهم، رغم أن هذا يتطلب وقتًا وجهدًا وقد يضطر البعض للعمل بشكل تطوعي أو أثناء الدراسة.

أما عن دور اتحاد الكرة، فهو حسب أحمد يعوق بشكل كبير تقديم الفرص للمحللين والمدربين الشباب بسبب الشروط الصعبة، التي تعتمد بشكل كبير على العلاقات، حيث يتم تفضيل من حصل على ألقاب قارية مثل دوري أبطال أفريقيا، وهي شروط تعجيزية. كما أشار إلى أن وضع الشروط يمنع كثيرين من الحصول على فرص عادلة، وأن بعض الأندية الكبيرة لا تدرك وظيفة محلل الأداء جيدًا، وتظل الاعتمادية على الأعضاء القدامى، مع غياب دعم واضح لتطوير المنظومة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى