مشكلات المسالك البولية عند الأطفال: طرق التشخيص والعلاج

يحدث أن يعاني الأطفال من مشاكل في جهاز الإخراج البولي، وهو جزء معقد ودقيق يتأثر بعدة عوامل قد تؤدي إلى مشاكل صحية تتطلب علاجًا سريعًا. تشمل هذه المشاكل ليس فقط الالتهابات، بل قد تتعلق بتشوهات خلقية، صعوبات في التبول، أو حالات نادرة من ارتجاع البول. فهم هذه الحالات جيدًا يساعد الأهل على ملاحظة العلامات مبكرًا، مما يساهم في حماية الأطفال من مضاعفات خطيرة قد تؤثر على صحتهم العامة.
لا تعتبر مشاكل المسالك البولية عند الأطفال دائمًا حالات خطيرة، لكن إهمالها يمكن أن يؤدي إلى مشاكل طويلة الأمد، مثل ضعف وظائف الكلى أو ارتفاع ضغط الدم. لذا، فإن المعرفة الدقيقة، والملاحظة الحذرة، والوقاية عوامل مهمة جدًا لحماية صحة الأطفال، حسبما أكد تقرير نُشر على موقع صحة الجهاز البولي.
الأسباب المحتملة لمشاكل المسالك البولية
تتنوع أسباب اضطرابات الجهاز البولي لدى الأطفال، من بينها التهابات بكتيرية تعد الأكثر شيوعًا، خاصةً في السنوات الأولى من العمر. كما توجد تشوهات خلقية مثل ضيق الحالب أو وجود صمام خلفي يمنع التبول بشكل طبيعي. يؤثر أيضًا الإمساك المزمن، حيث يضغط المستقيم على المثانة، على عملية تفريغها بشكل كامل، بالإضافة إلى تأخر أو اضطراب تدريب الطفل على استخدام الحمام، مما يؤدي إلى عادات تبول خاطئة. من الأسباب أيضًا ارتجاع البول من المثانة إلى الحالب أو الكلى، سواء كان مكتسبًا أو خَلقيًا، وأحيانًا حدوث انسداد في مجرى البول يتسبب في منع خروج البول بشكل طبيعي، سواء كان جزئيًا أو كليًا.
العلامات التي لا يجب تجاهلها
قد لا تظهر أعراض مشاكل المسالك البولية دائمًا بشكل واضح، لكن من المهم الانتباه إلى علامات محددة. ارتفاع حرارة الجسم دون سبب واضح، وألم أو حرقان أثناء التبول من علامات الالتهابات أو مشاكل في الجهاز البولي. التبول المتكرر أو احتباسه، ورائحة البول القوية أو غير المعتادة، وتغير لون البول الذي قد يكون غامقًا أو محمرًا أو غائمًا، كلها علامات تدعو للاستشارة الطبية. كما يجب مراقبة انتفاخ البطن أو الألم في منطقة الجانبين وأسفل الظهر، وتبلل الفراش ليلاً بعد أن يتعود الطفل على الجفاف، بالإضافة إلى أي تأخر في النمو أو فقدان الشهية، فهي مؤشرات مهمة لتنبيه الأهل بوجود مشكلة.
كيفية حماية الأطفال من هذه المشكلات
تبدأ الوقاية بالتعليم على عادات النظافة الشخصية الصحيحة، خاصة خلال تدريب الطفل على الحمام. ينصح بتشجيع الطفل على التبول بشكل منتظم وعدم تأجيل الحاجة إلى دخول الحمام، مع زيادة كمية المياه التي يتناولها يوميًا لتحفيز الجهاز البولي على التخلص من البكتيريا. يجب علاج الإمساك حال وجوده، لأنه يؤثر بشكل مباشر على وظيفة المثانة. كذلك، من الضروري مراقبة سلوك الطفل أثناء التبول وعدم التردد في استشارة الطبيب عند ظهور أي علامات غير معتادة.
كيف يتم التشخيص عند الطبيب
عند ملاحظة علامات مقلقة، يلجأ الطبيب إلى فحوصات متعددة للتأكد من السبب. يُجري تحليل بول كامل للتحقق من وجود خلايا دم بيضاء أو بكتيريا أو دم في البول. يستخدم مزرعة البول لتحديد نوع البكتيريا واختيار العلاج المناسب. كما يُستخدم التصوير بالموجات فوق الصوتية لفحص الكلى والمثانة، وفحص أثناء التبول للكشف عن حالات الارتجاع البول، ويتم إجراء فحوصات دموية في حالات الاشتباه في وجود عدوى تؤثر على الكلى.
طرق العلاج الممكنة
يعتمد العلاج على سبب المشكلة ودرجة شدتها. تُعطى المضادات الحيوية لعلاج الالتهابات البكتيرية، وتؤخذ غالبًا عن طريق الفم، وأحيانًا عبر الوريد في الحالات الشديدة. تُستخدم أدوية لإرخاء المثانة أو تنظيم التبول إذا كان هناك خلل وظيفي. في بعض الحالات، يُمكن أن يتم اللجوء إلى جراحة بسيطة لعلاج التشوهات الخلقية مثل تضيق الحالب أو الصمامات الخلفية. أما الحالات الأكثر تعقيدًا، مثل الارتجاع الشديد أو الانسداد المزمن، فتحتاج إلى جراحات أكبر. تتطلب الحالة أيضًا متابعة منتظمة لمراقبة تطور الحالة والتأكد من عدم عودة المشكلة أو تأثيرها على وظائف الكلى.
ماذا بعد العلاج؟ أهمية المتابعة المستمرة
حتى بعد انتهاء العلاج، فإن المتابعة الدورية مع طبيب المسالك البولية ضرورية لضمان سلامة وظائف الكلى واستمرار نمو الطفل بشكل طبيعي. خاصةً إذا كان هناك تاريخ عائلي للمشاكل أو تكرار للعدوى، تتطلب الحالة فحوصات مستمرة لضمان الحفاظ على صحة الطفل وعدم عودة المشاكل مرة أخرى.