وضعية الجلوس السيئة تؤدي إلى ألم الصدر.. إليك 5 نصائح مهمة

آثار الوضعية الخاطئة أمام الشاشة على الصحة
يؤدي الجلوس بطريقة غير صحيحة أمام الكمبيوتر أو الاسترخاء بشكل مائل على الأريكة إلى آثار قد تتجاوز مجرد ألم الظهر أو الرقبة. فالوضعية السيئة، التي أصبحت جزءًا من حياة الكثيرين، سواء أثناء العمل في المكاتب أو عند الاستخدام اليومي في المنازل، لا تؤثر فقط على شكل الجسم، بل تمتد آثارها إلى الداخل، حيث يمكن أن تتسبب في مشاكل صحية متعددة، بما في ذلك ألم الصدر. السؤال الذي يبرز هنا هو: هل يمكن لوضعية الجلوس غير السليمة أن تؤدي إلى ألم في منطقة الصدر يهدد صحتنا وراحتهن؟
العلاقة بين وضعية الجسم وألم الصدر
عندما تنحني أو تجلس بشكل غير صحيح، يضغط وضع الجسم على الأنسجة والأعضاء الداخلية في الصدر، مما قد يحد من حركة الرئة ويؤدي إلى ضغط على جدار الصدر. هذا الضغط يمكن أن يسبب ضغطًا على المفاصل الغضروفية بين الأضلاع وعظم القص، مما يسبب ألمًا شديدًا. بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي ذلك إلى تصلب الأعصاب أو مشاكل في أوتار العضلات في منطقة الصدر، وهو ما يظهر كألم مستمر أو شعور بالضيق في الصدر.
كيف يسبب الجلوس السيء الألم في الصدر؟
تسبب وضعيات الجلوس غير الصحيحة، خاصة الانحناء لفترات طويلة، في شد عضلات وأربطة الجزء العلوي من الظهر والصدر بشكل مفرط. مع مرور الوقت، يسبب هذا الشد المستمر ألمًا خفيفًا أو حارقًا في تلك المنطقة. كذلك، فإن الأيام الطويلة من العمل أمام الكمبيوتر تساهم في ظهور آلام مزمنة في الظهر، وتؤدي إلى مشاكل صحية أخرى، مثل صعوبة التنفس، خاصة لمن يعانون من ضعف في التنفس أو مشاكل في الجهاز التنفسي بسبب ضغط الوضعية السيئة على جدار الصدر والرئتين.
الأسباب الطبية وراء ألم الصدر الناتج عن الوضعية السيئة
بحسب موقع “healthsite”، تتسبب وضعية الجسم غير الصحيحة في ضغط على جدران الصدر، مما يحد من قدرة الرئة على التمدد بشكل طبيعي، كما يسبب تهيج المفاصل الضلعية حيث يلتقي عظم القص مع الأضلاع. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى ضغط على الأعصاب أو تصلب في الجزء العلوي من الظهر، وكلها عوامل تؤدي إلى ألم حاد في منطقة الصدر.
الآثار المترتبة على أجزاء الجسم الأخرى
إن الجلوس والانحناء بطرق خاطئة يسبب أيضًا ألمًا في الرقبة، والكتف، والظهر، ومع استمرار ذلك، تتكون أربطة أو عقد عضلية في عضلات جدار الصدر، وتصبح هذه العقد محفزات للألم. وأشارت الدراسات إلى أن الانحناء للأمام لساعات، كما يحدث عند التحديق في شاشة أو حمل الهاتف، يسبب شدًا في عضلات وأربطة الجزء العلوي من الجسم، محدثًا ضغطًا وتوترًا يسبب إحساسًا بالحرق أو الألم في الصدر مع مرور الوقت.
علامات وعلاجات آلام الصدر الناتجة عن الوضعية السيئة
عادةً، تتفاقم أعراض ألم الصدر مع الحركة أو التغير في الوضعية، وتختفي بالراحة وتعديل وضعية الجسم. ألم الصدر الناجم عن سوء الوضعية لا يترافق مع أعراض خطيرة مثل التعرق أو الغثيان أو ضيق التنفس التي تكون مرتبطة بأمراض القلب، لذا لا يحتاج لمعاملة فورية. يمكن علاج هذا الألم بواسطة تصحيح وضعية الجلوس، وتقوية عضلات الظهر والبطن من خلال التمارين، بالإضافة إلى جلسات العلاج الطبيعي التي تركز على تحرير وتفكيك العقد العضلية بواسطة الموجات فوق الصوتية أو العلاج اليدوي.
نصائح لتحسين وضعية الجسم والتقليل من الألم
لتخفيف مخاطر المشاكل الصحية التي تنتج عن الوضعية السيئة، ينصح الأطباء باتباع بعض العادات البسيطة، مثل الجلوس بوضعية مستقيمة مع القدمين ثابتتين على الأرض، وعدم الانحناء المفرط نحو المكاتب أو الهواتف، مع ضرورة الاستراحة وتغيير الوضعية كل نصف ساعة على الأقل. كما يُفضل ممارسة تمارين اليوجا أو ملائكة الحائط كجزء من الروتين اليومي لتقوية وتحسين مرونة الجسم، مع الحفاظ على حركة مستمرة ونشاط دائم لتخفيف التوتر على العضلات والهيكل العظمي.