اخبار

17 مؤسسة حقوقية تُكذب “ويتكوف”: أدلة مجاعة غزة ملموسة ولا تُمحى بالتصريحات

عبرت مؤسسات حقوقية وقانونية دولية عن استنكارها ورفضها القاطع للتصريحات الأخيرة الصادرة عن المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، والتي أنكر فيها وجود مجاعة في قطاع غزة.

وقالت 17 مؤسسة حقوقية عربية ودولية في بيان مشترك صدر عنها اليوم الاثنين، إن تصريحات ويتكوف تتجاهل بشكل تام الحقائق الميدانية الموثقة والتقارير الدولية التي تؤكد وجود كارثة إنسانية غير مسبوقة تتهدد حياة أكثر من مليوني فلسطيني، مؤكدة ان “الأدلة لا تُمحى بالتصريحات”.

وشددت أن “المجاعة في غزة حقيقة ملموسة أودت بحياة 159 إنساناً، من بينهم 90 طفلاً، وهو رقم موثق يعكس حجم الجريمة التي لا يمكن تبريرها أو نفيها”.

وأضافت أن هذه الأزمة الإنسانية تطال الجميع بلا استثناء، بمن فيهم الأسرى الإسرائيليون الذين ظهرت عليهم -في تسجيلات مصورة- آثار الجوع وسوء التغذية.

ودعت المؤسسات، الأمم المتحدة ومجلس الأمن لسرعة إرسال لجنة تحقيق دولية مستقلة إلى قطاع غزة، للوقوف بشكل مباشر على الأوضاع الكارثية التي يعيشها السكان المدنيون، والتحقيق في سياسة التجويع الممنهج، باعتبارها جريمة حرب.

وطالبت، المحكمة الجنائية الدولية (ICC) بتسريع تحقيقاتها في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في غزة، بما في ذلك جريمة التجويع، ومساءلة جميع الأطراف المتورطة.

ودعت المجتمع الدولي إلى فرض وقف فوري ودائم لإطلاق النار في القطاع، لضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق وحماية المدنيين وفرق الإغاثة والعاملين في المجال الطبي.

كما طالبت المجتمع الدولي بالضغط الفوري على سلطات الاحتلال الإسرائيلي للسماح لجميع الصحفيين والمراسلين من وكالات الأنباء والصحف الدولية بالدخول إلى قطاع غزة، بعد أكثر من عشرة أشهر من الحظر الإعلامي الذي قالت إنه يهدف إلى التعتيم على جرائم الإبادة الجماعية والتجويع.

ووجهت المؤسسات “دعوة صريحة إلى الحكومات التي تدعم سياسة التجويع أو التي تساهم في إعاقة وصول المساعدات، مثل الولايات المتحدة، لتحمل مسؤوليتها القانونية والأخلاقية، والالتزام بضمان وصول المساعدات الضرورية”.

ويواجه فلسطينيو القطاع موجة جوع غير مسبوقة منذ إغلاق الاحتلال معابر غزة، مطلع مارس/ آذار المنصرم، وفرض قيود مشددة على دخول المساعدات الغذائية والإغاثية والوقود والدواء، للقطاع منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وكان “ويتكوف” قد زار صباح الجمعة الماضي، رفقة السفير الأمريكي في تل أبيب مايك هاكابي، مركزا لتوزيع المساعدات الغذائية يتبع لـ”مؤسسة غزة الإنسانية” المدعومة إسرائيليا وأمريكيا في مدينة رفح جنوبي القطاع.

وفي أعقاب الزيارة، زعم المبعوث الأمريكي، عدم وجود مجاعة في قطاع غزة، مضيفًا: “هناك “صعوبات ونقصًا في قطاع غزة، لكن لا توجد مجاعة”، وهو ما يتعارض مع تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي قال فيها الأسبوع الماضي إنه “لا يتفق مع بينامين نتنياهو بأنّه لا يوجد جوع في غزة.

كذلك، فندت هيئات إغاثية وأممية تصريحات ويتكوف حول نفي وجود مجاعة في غزة، إذ قال برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية، في بيان مشترك، إن قطاع غزة يواجه اليوم سيناريو مجاعة حقيقيًا، تجاوزت فيه مؤشرات الجوع وسوء التغذية العتبات المعتمدة دوليًا.

وأكد أحدث تقرير صادر عن شبكة تصنيف الأمن الغذائي، الأسبوع الماضي، فإن أكثر من نصف مليون فلسطيني في غزة يعيشون فعليًا في ظروف “مجاعة مؤكدة”، بينما يواجه ربع سكان القطاع خطر الجوع الطارئ، مع انهيار منظومة المساعدات الإنسانية.

وفي بيان مشترك صدر مؤخرا، قالت منظمات أممية، من بينها “يونيسف” ومنظمة الأغذية والزراعة (فاو)، إن “الوقت ينفد لإنقاذ الأرواح”، وإن المؤشرات على الأرض تُظهر أن “مقومات الحياة الأساسية تتآكل يومًا بعد يوم”، وسط نقص حاد في الغذاء، وشلل في شبكات التوزيع، ومنع متكرر لوصول الإمدادات إلى شمال غزة.

من جانبها، وصفت منظمة الصحة العالمية الوضع الصحي في غزة بأنه “أسوأ سيناريو ممكن للمجاعة يتكشّف أمام أعين العالم”، مؤكدة أن كثيرين “يموتون لأن أجسادهم الناقصة التغذية تنهار أمام الأمراض أو فشل الأعضاء”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى