اخبار الأردن

| دراسة: الحر الشديد يفاقم الاكتئاب ويؤثر على الصحة العقلية

  • دراسة: تغيّر المناخ يفاقم الاكتئاب والأفكار الانتحارية لدى النساء في المجتمعات الفقيرة

أكدت دراسة حديثة أن تغيرات المناخ والتقلبات الجوية تمثل تهديدًا متزايدًا للصحة العقلية، لا سيما بين النساء في المجتمعات الفقيرة والمهمّشة، حيث تتضاعف آثار الأزمات المناخية مع الأزمات الاقتصادية والاجتماعية.

وأشار الباحث سيبريان موستيرت، أخصائي علم النفس وخبير اقتصاديات الصحة في جامعات دبلن وترينتي (أيرلندا)، وأغاخان (باكستان وكينيا)، إلى أن معظم الدراسات السابقة حول العلاقة بين المناخ والصحة النفسية أجريت خارج إفريقيا، رغم أن القارة تشهد صدمات مناخية عنيفة تتطلب فهمًا أعمق لتأثيراتها النفسية.


الدراسة في كينيا: 14,801 امرأة شاركن في البحث

وأجرى موستيرت وزملاؤه من معهد أبحاث المخ والعقل بجامعة أغاخان دراسة ميدانية في منطقة كيليفي الساحلية بكينيا، التي تعاني من الجفاف المزمن وغياب البنية التحتية الأساسية، وركّزت الدراسة على تأثير التغيرات المناخية في أعراض الاكتئاب والأفكار الانتحارية لدى النساء.

وشملت العينة 14,801 متطوعة تمثل كل واحدة منهن أسرة مختلفة، قُسّمن إلى مجموعتين:

نساء في مناطق عشوائية تفتقر للمياه النظيفة والصرف الصحي

نساء في مناطق ريفية مستقرة تتوفر فيها الأساسيات

وطُلب من المشاركات ملء استبيانات حول تأثير تراجع الأمطار، وارتفاع درجات الحرارة، والجفاف على حالتهن النفسية، كما جرت مطابقة نتائج الاستبيانات مع بيانات الأرصاد الجوية للفترات نفسها.

نتائج صادمة: الجفاف وارتفاع الحرارة يضاعفان المخاطر

أظهرت الدراسة أن:

موجات الحرارة تؤدي إلى زيادة بنسبة 14.9% في الأفكار الانتحارية

الجفاف يؤدي إلى زيادة بنسبة 36.7% في هذه الأفكار

تراجع الأمطار يؤدي إلى زيادة بنسبة 28.7%

التغيرات المناخية المصحوبة بارتفاع أسعار الغذاء ترفع الأفكار الانتحارية بنسبة 48.3%

كما أظهرت الدراسة ارتفاع أعراض الاكتئاب بنسبة 10.8% بين النساء في المناطق العشوائية مقارنةً بالمناطق الريفية المستقرة، مع روابط قوية بين تدهور المناخ والصحة النفسية، خاصة في المجتمعات المحرومة.

دعوة لدمج الصحة النفسية في سياسات المناخ

حذر موستيرت من أن التوترات النفسية لدى النساء، بسبب الضغوط الاقتصادية والبيئية، تنعكس بشكل مباشر على استقرار الأسرة والمجتمع، مشددًا على ضرورة اعتراف الحكومات بتأثير المناخ على الصحة النفسية، وليس فقط الجسدية.

كما دعا إلى دمج الدعم النفسي في استراتيجيات التكيّف مع التغير المناخي، بما يساعد في بناء مجتمعات مرنة وقادرة على مواجهة الصدمات، وتحسين جودة الحياة في المجتمعات الضعيفة داخل كينيا وخارجها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى