مقالات

علي جمعة يفسر رؤيا النبي في المنام وسماعه إذا قال ما يخالف الشريعة



02:09 م


الأربعاء 06 أغسطس 2025

كتب – علي شبل:

أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، أن الله تعالى بعد انقطاع النبوة بتبليغ رسالة خاتم الأنبياء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، لا يقطع مدده عن المحسنين من عباده، وأن رحماته تظل تنزل على عباده المؤمنين، ومنها رؤيا النبي في المنام وان كان سمع منه ما يخالف الشريعة.

وفسر جمعة ذلك بأن الرؤيا حق، وأن الكلام الذي يخالف الشرع قد يكون من إلقاء الشيطان، فمناط الرؤيا الشكل والصورة، لا السمع والكلام.

وقال جمعة: جلس النبي ﷺ إلى صحابته الكرام، وقال لهم :” انقطعت النبوة، فلا نبي بعدى ولا رسول”. فتخيل الصحابة أن خبر السماء قد انقطع، وأن الوحى قد انتهى، وأن المرجع الأعلى ﷺ لن يكون فيهم، فشق ذلك عليهم، وتكلم بعضهم مع بعض؛ منهم من بكى، ومنهم من قد حزن حزنًا شديدًا، ومنهم من قد اعتزل الناس، لما تصوروا أن هذا اليقين، وهذه اللطافة، وتلك الحلاوة سيحرمون منها، خاصة بعد أن ينتقل رسول الله ﷺ إلى الرفيق الأعلى.

ولذلك، لما انتقل ﷺ إلى الرفيق الأعلى، قالوا : “أنكرنا قلوبنا”. تخيل نفسك وقد انفتحت لك أبواب السماء، ورب العالمين يخاطب نبيه أمامك، ثم تخيل أن هذا الباب قد أغلق، فشق ذلك على الصحابة.

فسلاهم النبي ﷺ وقال: ” انقطعت النبوة، وبقيت المبشرات”. قالوا: وما المبشرات يا رسول الله؟ قال: ” الرؤية الصالحة يراها العبد الصالح، أو ترى له” .

وأضاف جمعة، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، أن الله تعالى أرشدنا إلى أنه لا يقطع مدده عن المحسنين من عباده، وأن رحماته تظل تنزل على عباده، وأنه لا يكون محسنًا إلا من كان من أمة المسلمين، ولا يكون محسنًا إلا من اتقى الله في السر والعلن، ولا يكون محسنًا إلا من تورع عن حرمات الله، ولا يكون محسنًا إلا من ذكر الله كثيرًا، فمن كانت هذه صفته، بقيت المبشرات فيه بالرؤيا الصالحة يراها, ومنه حين يذكر الله عندما يراها، وله حين يراه الناس في رؤاهم.

وتابع فضيلة المفتي الأسبق : النبي ﷺ علق الرؤيا على النظر، علي نظر البصيرة لا على السمع، فقال ﷺ: “من رآني فقد رآني حقًا، فإن الشيطان لا يتمثل بي “. نعم، الشيطان لا يتمثل بسيدنا رسول الله ﷺ، لا في المنام ولا في اليقظة.

وقد قال العلماء: علق النبي ﷺ الرؤيا بالنظر والصورة والشكل، لا بالكلام والسمع . فإن شكا بعض الناس أنهم رأوا رسول الله ﷺ في المنام، وسمعوه يقول ما يخالف الشريعة، فليعلموا أن الرؤية حق، وأن الكلام الذي يخالف الشرع قد يكون من إلقاء الشيطان، فمناط الرؤيا الشكل والصورة، لا السمع والكلام.

وتابع عضو هيئة كبار العلماء أنه لو في المنام كلام يخالف الكتاب والسنة، أو يخالف الواقع المحسوس، أو كان أمرًا بمنكر، أو نهيًا عن معروف، أو دعوة إلى إثم، أو قطيعة رحم، فاعلم أن ذلك مرفوض مردود، ولو أنك قد رأيت صورة سيدنا محمد ﷺ؛ لأن الصورة حق، وأما الكلام فليس هو مناط الرؤيا.

وخلص الدكتور علي جمعة إلى أن الرؤيا حق، خاصة إذا كانت في النبي ﷺ، ومناطها إنما هو الصورة لا السمع، وهي ليست بحجة إذا خالفت الشرع الشريف أو الواقع المعيش.

اقرأ أيضًا:

هل توجد زكاة على ذهب الزينة؟.. تعرف على رد أمين الفتوى (فيديو)

ما حكم قراءة الإمام آية فيها سجدة تلاوة في الصلاة السرية؟.. الإفتاء تجيب

هل صلاة النوافل على كرسي لها نصف الثواب؟.. امين الفتوى يوضح (فيديو)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى