اخبار الإمارات

آلام النمو التقليدية التي تتطلب استشارة طبيب.. كيف تميز بين أنواع الآلام عند طفلك

يبدأ الكثير من الآباء في ملاحظة أن طفلهم يشتكي فجأة من ألم في ساقه، وخاصةً في الليل أو بعد أن يمارس الطفل رياضة أو يلعب بشكل نشيط خلال النهار. في هذه الحالة، يُنصح بتدليك الساقين وتطبيق كمادات دافئة على المنطقة المتألمة، ثم يختفي الألم غالبًا مع حلول الصباح، ويعود الطفل لممارسة نشاطه بشكل طبيعي دون الحاجة لفحوصات طبية في معظم الأحيان. غالبًا، يكون الأمر مجرد آلام نمو، وهي آلام عضلية غير حقيقية في العظام، وتظهر غالبًا عند الأطفال الذين يعانون من نمو سريع أو يمارسون الرياضة بكثرة. تقع عادةً حول الساق أو الفخذ، وتحدث في المساء أو الليل، وتكون على شكل ألم خفيف يخف مع الراحة أو التدليك، ويمكن أن تدوم لأسابيع أو شهور، وعادةً ما تتحسن مع تدابير بسيطة مثل الكمادات الدافئة والتغذية الجيدة والتمارين الإحمائية الصحيحة. عادةً ما تكون هذه الآلام ثنائية الجانب، وتختفي بحلول الصباح دون الحاجة لفحوصات خاصة، لكن ينبه إلى ضرورة استشارة الطبيب إذا استمرت الأعراض أو ظهرت بشكل غير طبيعي أو بدأت تؤثر على أنشطة الطفل اليومية.

علامات تشير إلى ضرورة استشارة الطبيب

يجب مراجعة الطبيب فورًا إذا لاحظت أن الطفل يفقد وزنه أو يشعر بالتعب والضعف، وإذا كان يعاني من آلام في مناطق أخرى غير الساق، أو إذا كانت الآلام مستمرة طوال اليوم، أو مرتبطة بتورم أو ألم في المفاصل، أو يرفض الطفل المشاركة في أنشطته المعتادة بسبب الألم، أو كانت الآلام في جانب واحد فقط، أو تكررت إصاباته أو تعرضه لصدمات، أو ظهرت عليه حمى أو طفح جلدي حديث. عند ظهور أحد هذه الأعراض، يتم إجراء فحوصات سريرية ودموية لتحديد السبب الدقيق للعلاج المناسب.

الأمراض التي قد تظن أنها آلام النمو لكنها تحتاج تقييمًا خاصًا

قد يُسبب نقص فيتامين د ألمًا يشبه ألم النمو، وغالبًا ما يكون مصحوبًا بألم في الظهر والذراعين، ويجب علاج نقص الفيتامين لتخفيف الحالة. كما أن آلام المفاصل بعد الإصابة بالفيروسات، وتورم المفاصل، أو حدوث إصابات أو صدمات، تتطلب تقييمًا دقيقًا، خاصة إذا كانت الأعراض في جانب واحد فقط أو كانت مصحوبة بانتفاخ أو تورم، وفحوص الأشعة أو التصوير بالرنين المغناطيسي ضرورية عند الحاجة.

أمراض أخرى قد تتشابه مع ألم النمو

تشمل حالات نقص فيتامين د، أو آلام المفاصل بعد الإصابة بالفيروس، وأمراض الروماتيزم أو الالتهابات، بالإضافة إلى الأورام العظمية أو سرطان الدم (اللوكيميا) التي قد تظهر مع أعراض أخرى مثل فقدان الوزن وتكرار العدوى والتعب الشديد. هذه الأمراض تحتاج إلى فحوصات خاصة وتدخل طبي سريع لتشخيص الحالة بشكل صحيح وعلاجها مبكرًا.

الصحة النفسية وأهميتها

لا ينبغي إغفال الجانب النفسي، حيث قد يظهر الألم بسبب الضغوط النفسية أو الخوف أو التنمر، خاصة إذا كان الطفل يعاني من مقاومة للذهاب إلى المدرسة أو فقدان الاهتمام باللعب، أو يعبر عن ألمه بشكل غير دقيق. التواصل مع الطفل وفهم حالته العاطفية وتهيئة بيئة داعمة يساعد على تحسين حالته النفسية والجسدية.

مع أن معظم آلام العظام في الأطفال تكون غير خطيرة وتعود لطبيعتها مع النمو، إلا أن الانتباه لأي أعراض غير معتادة أو غير نمطية مهم جدًا. ينبغي استشارة الطبيب عند الشعور بأي عرض غير معتاد، فالكشف المبكر يمكن أن يوجه التشخيص الصحيح ويساعد على علاج الحالة بشكل فعال. كل طفل يختلف عن غيره، والمتابعة الطبية مهمة لضمان صحة وسلامة الطفل بشكل عام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى