تفاصيل إنزال أول كابل بحري مباشر بين مصر والأردن في طابا

06:26 م
السبت 16 أغسطس 2025
كتبت- آية محمد:
شهد عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وسامي السميرات وزير الاقتصاد الرقمي والريادة بالمملكة الأردنية، وخالد مبارك محافظ جنوب سيناء عبر تقنية الفيديو كونفرنس عملية إنزال نظام الكابل البحري عالي السعة “كورال بريدج” في مدينة طابا المصرية.
ويعد هذا أول كابل بحري مباشر يربط بين مصر والأردن منذ أكثر من 25 عامًا، ليكون بمثابة ربط رقمي مباشر عالي السرعة مدعم بعدد كبير من شعيرات الألياف الضوئية يمر عبر خليج العقبة، وهو ما يمثل خطوة محورية في مسيرة تطوير البنية التحتية الرقمية بمنطقة الشرق الأوسط.
ويعتبر “كورال بريدج” أول نظام كابل بحري للاتصالات يتم إنزاله بنقطة إنزال طابا؛ وهي نقطة من ضمن البنية التحتية الرقمية التى أنشأتها الشركة المصرية للاتصالات مؤخرًا بشبه جزيرة سيناء.
ومن المقرر أن يتم إنزال الكابل في العقبة خلال الأيام القادمة وذلك بمركز بيانات مدينة العقبة الرقمية العالمي، حيث يضمن الكابل استمرارية الخدمات، من خلال توفير مسارات بديلة واتصالات احتياطية، وهو ما يدعم خطط الشركات الكبرى ومزودي الخدمات السحابية المستضافين في مركز البيانات للحفاظ على أعمالهم.
يوفر الكابل ربطًا سلسًا عبر القارات الثلاث: آسيا وأفريقيا وأوروبا وذلك اعتمادًا على الموقع الاستراتيجي للدولتين والبنية التحتية للكابلات البحرية الواسعة للشركة المصرية للاتصالات الممتدة، ما يعزز استفادة الأعمال محليًا وإقليميًا ودوليًا.
كما تم تصميم الكابل البحري البالغ طوله 15 كيلومترًا، على عدد كبير من الألياف الضوئية مما يتيح تجميع ونقل حركة البيانات الدولية ذات السعات العالية، لتلبية الطلب المتزايد لتطبيقات الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات، بالإضافة لذلك، فقصر طوله يعزز من سرعة نقل حركة البيانات الدولية ويخفض تكاليفها.
وأكد طلعت أن الكابل البحرى “كورال بريدج” يمثل إضافة لمنظومة الكابلات البحرية العربية فضلا عن أهميته في تعزيز التعاون بين مصر والأردن في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، موضحا أنه يعد أول نظام كابل بحري يتم إنزاله في سيناء، وذلك في إطار الجهود الرامية لتعددية البنية التحتية الدولية من خلال توفير نقاط إنزال جديدة، ومسارات جديدة لعبور الكابلات البحرية أرضا وربطها بين البحر الأحمر والبحر المتوسط.
وأضاف أنه يتم تنفيذ خطة للتوسع بشبكة الكابلات البحرية في شبه جزيرة سيناء لإتاحة مواقع أقرب لدول الجوار بما يعزز الربط الإقليمي ويزيد من كفاءة وسرعة نقل حركة البيانات الدولية.
وأشار طلعت إلى حرص وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على تعزيز المقومات التنافسية لمصر كمعبر رئيسي لحركة البيانات الدولية بين الشرق والغرب؛ موضحا أن أكثر من 90% من حركة البيانات بين الشرق والغرب يمر من خلال مصر من خلال منظومة ضخمة من الكابلات البحرية تصل إلى 15 كابلا؛ مضيفا أنه يوجد حاليا نحو 11 نقطة إنزال.
ومن جانبه؛ أوضح سامي السميرات وزير الاقتصاد الرقمي والريادة بالمملكة الأردنية الهاشمية أن مصر والأردن تجمعهما علاقة تاريخية حيث يأتي تنفيذ مشروع الكابل البحرى “كورال بريدج” كثمرة من ثمار التعاون بين البلدين الذى أرست دعائمه القيادة السياسية في كلا البلدين.
وأضاف أن المشروع جاء ترجمة عملية لهذا التعاون من خلال تنفيذ مشروع على أرض الواقع في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لاسيما وأن تنفيذه يأتى في أعقاب اجتماعات اللجنة العليا المصرية الأردنية في دورتها الـ 33 التي عقدت منذ أيام قليلة في العاصمة عمان بالأردن؛ مشيرا إلى أن هذا الكابل يمثل منفذًا رقميًا للملكة الأردنية الهاشمية ؛ موضحا أنه يتم العمل على تعظيم هذه المنافذ الرقمية والتي تجعل كل من مصر والأردن مركزا إقليميا بل وعالميا في نقل البيانات.
وقد تم تصميم “كورال بريدج” وفقا لأعلى المعايير الفنية والبيئية، وتم تطويره مع وضع الاستدامة في الاعتبار، وتحقيق التوازن بين القدرة والأداء والمسئولية البيئية.
كما تم إنشاؤه تنفيذا لاتفاقية التعاون الموقعة بين الشركة المصرية للاتصالات، الشركة الرائدة في مجال تقديم خدمات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مصر وأحد أكبر مشغلي الكابلات البحرية في المنطقة، وشركة نايتل أحد مزودى خدمات الاتصالات في الأردن، وذراع الاتصالات لمدينة العقبة الرقمية في يناير 2024، مما يعكس أهمية مساهمة الشراكات عبر الحدود والتي تفتح آفاقًا جديدة للنمو، ويحقق فوائد مستدامة لكافة الجهات المعنية، ويمهد الطريق لمشروعات البنية التحتية المستقبلية والتي تخدم منطقة الشرق الأوسط ومناطق أخرى حول العالم.