بعد وفاة تيمور تيمور.. هل يمكن أن تتسبب الصدمة النفسية في الوفاة؟

أثار إنقاذ تيمور لابنه من الغرق في الساحل الشمالي حالة حزن واسعة في مصر، وطرحت واقعة وفاته تساؤلات عن إمكانية أن تؤدي الصدمة النفسية إلى الموت أحيانًا.
ما هي الصدمة الطبية والفرق عن الصدمة النفسية
تعرف الصدمة طبيًا بانخفاض خطير في تدفق الدم إلى أعضاء الجسم الحيوية، مما يقلل وصول الأكسجين والمواد الغذائية إلى الدماغ والقلب والرئتين وقد يؤدي إلى وفاة المصاب إذا لم يُستعد تدفق الدم بسرعة. أما ما يسميه الناس “الصدمة” عند وقوع حدث مفزع أو خوف شديد فهذه استجابة عاطفية قصيرة الأمد يفرز خلالها الجسم هرمون الأدرينالين، وغالبًا ما تختفي عند زوال سبب الخوف أو حصول تهدئة، لكنها تختلف جوهريًا عن الصدمة الطبية.
هل يمكن أن تسبب الصدمة النفسية الوفاة؟
قد لا تسبب الصدمة النفسية الموت مباشرة لدى شخص سليم تمامًا، لكن الانفعال الشديد والإفراز الكبير للأدرينالين قد يسبب اضطرابات قلبية أو يفاقم حالات قلبية موجودة مسبقًا، وفي حالات نادرة يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل اضطرابات النبض أو اعتلال عضلة القلب الناتج عن التوتر، لذا قد تنتهي بوفاة بعض الأشخاص الضعفاء صحيًا.
أعراض الصدمة الطبية
تتضمن علامات الصدمة الطبية شحوبًا وبرودة ورطوبة الجلد، تنفسًا سطحيًا وسريعًا، صعوبة في التنفس، قلقًا وتسارع ضربات القلب أو اضطرابًا في نظمها، عطشًا وجفافًا في الفم، قلة أو غمقان البول، غثيانًا وقيئًا، دوخة وارتباكًا، وقد يصل الأمر إلى فقدان الوعي.
أنواع الصدمة
تنتج الصدمة عن أسباب مختلفة فمنها صدمة نقص حجم الدم الناتجة عن نزيف أو جفاف شديد تؤدي إلى انخفاض حجم الدم، وصدمة قلبية تحدث عندما يعجز القلب عن الضخ بشكل كافٍ مثلما يحدث بعد نوبة قلبية، وصدمة عصبية تنتج عن إصابة بالحبل الشوكي فتفقد الأوعية الدموية تحكمها وتتمدد، وصدمة إنتانية ناجمة عن عدوى شديدة تسبب توسع الأوعية، وصدمة تأقية نتيجة تفاعل تحسسي شديد يوسع الأوعية، وصدمة انسدادية عندما يمنع انسداد تدفق الدم مثل الانسداد الرئوي أو انصباب التامور، كما قد تسبب اضطرابات هرمونية نادرة صدمة عن طريق تعطيل عمل القلب والأوعية الدموية.
الإسعافات الأولية والعلاج
تُعد الصدمة حالة طارئة تستلزم رعاية فورية، فإذا كان المصاب واعيًا ينبغي إسكاته ووضعه مستلقيًا مع تدفئته وإرخاء ملابسه ورفع الساقين قليلاً ما لم يشتبه في إصابة عمود فقري أو ألم يمنع ذلك، ويجب إيقاف أي نزيف ظاهري بالضغط المستمر وتجنب إعطاء طعام أو شراب، ووضع المصاب على جانبه ومراقبة التنفس عند فقدان الوعي. يعتمد علاج الصدمة الطبية على السبب، فقد يحتاج المصاب لتعويض السوائل ووقف النزيف أو نقل دم في حالات نقص الحجم، وقد تتطلب الصدمة القلبية أدوية لرفع ضغط الدم وتحسين ضخ القلب أو إجراءات جراحية، وتُعالج الصدمة الإنتانية بالمضادات الحيوية ورعاية داعمة، وتُعطى أدوية خاصة في حالات الصدمة التأقية أو الهرمونية، وقد يحتاج بعض المرضى إلى تدخلات لإزالة انسداد أو جلطات.
يمكن مساعدة من يعاني من “صدمة” عاطفية بتهدئته وتشجيعه على تقنيات إدارة القلق حتى يزول سبب الخوف، لكن عند وجود علامات صدمة طبية يجب طلب الإسعاف فورًا.