اخبار الإمارات

ليست الحوادث السبب الوحيد: أسباب النزيف الداخلي وطرق العلاج

اعتبر النزيف الداخلي حالة طبية طارئة ومهددة للحياة تتطلب علاجًا فوريًا، وغالبًا ينتج عن صدمة شديدة في الحوادث، لكن قد يحدث أيضًا لأسباب مرضية.

الأسباب

تنتج إصابات النزيف الداخلي غالبًا عن صدمات مختلفة، فتشمل الصدمة النافذة عندما يخترق جسم خارجي الجسم مثل سكين أو شظية، والصدمة غير النافذة الناتجة عن ضربات أو اصطدامات قد تكون واضحة أو تبدو طفيفة في البداية، وإصابات التباطؤ التي تحدث في حوادث السيارات عند توقّف المركبة فجأة مسببة تمزق أو انفصال الأوعية والأعضاء. كما قد تؤدي كسور العظام الطويلة في الذراع أو الساق أو الحوض إلى فقدان كبير للدم أو تسبب شظايا العظام تمزق الأوعية. قد يحدث النزيف أيضًا بسبب تمدد الأوعية الدموية نتيجة ضعف جدار الوعاء الذي قد يتمزق أثناء الجهد أو دون سبب واضح، أو بسبب اضطرابات تخثر الدم مثل الهيموفيليا حيث لا يتجلط الدم جيدًا، وفي حالات أقل شيوعًا قد تسبب الحمى النزفية الفيروسية جلطات صغيرة في الأوعية ونقصًا في الصفائح الدموية مما يزيد احتمال النزيف.

الأعراض

لا تتناسب الأعراض دائمًا مع مقدار النزيف، فقد يختفي نزيف كبير في البطن أو الكلى دون أعراض مبكرة بينما يسبب نزيف صغير في الدماغ أعراضًا خطيرة. قد يتأخر ظهور الأعراض بعد الصدمة لذلك لا يعني غيابها الشفاء التلقائي. يبدأ المريض بالشعور بالدوار أحيانًا عند الوقوف نتيجة انخفاض ضغط الدم، ويُعد الألم عرضًا شائعًا لأن الدم يهيج الأنسجة وقد يقتصر على مكان النزيف أو يَشعر به المريض في مناطق بعيدة عن مصدره مثل ألم الكتف عند نزيف قرب الحجاب الحاجز. يسبب فقدان الدم ضيقًا في التنفس لقلّة خلايا الدم الحمراء الحاملة للأكسجين وقد يشعر المريض بوخز أو برودة في اليدين والقدمين نتيجة تضييق الأوعية الطرفية، كما قد تظهر تغيرات في الرؤية أو ازدواجها خاصةً مع نزف دماغي وقد يحدث غثيان أو قيء بشكل مترافق مع نزيف في الجهاز الهضمي أو الدماغ. يكون التعرق البارد مفاجئًا أحيانًا، وقد تظهر كدمات خاصة حول السرة أو على الخاصرة دليلاً على نزف بطني، وأي تغير في الحالة العقلية مثل الارتباك أو فقدان التوازن أو فقدان الوعي يدل عادة على فقدان كمية كبيرة من الدم ويعتبر حالة طارئة.

المضاعفات

قد يؤدي فقدان الدم الشديد إلى الوفاة بالاستنزاف عندما يفقد الجسم نسبة كبيرة من دمه، وتؤدي المضاعفات الأخرى إلى صدمة نقص التروية التي تمنع وصول الدم والأكسجين إلى الأنسجة، وفي حالة فشل وصول الدم إلى أعضاء حساسة كالقلب والكلى يحدث نخر أو تلف دائم، كما قد يؤدي نزيف المخ إلى شلل وفقدان الرؤية وتغيرات في الشخصية والذاكرة ومشاكل بالبلع.

العلاج

يركز العلاج على إيقاف النزيف واستقرار حالة المريض ومعالجة السبب، وتبدأ الرعاية بتقييم موقع وشدة النزيف وقد تكتفي الحالات الخفيفة بالمراقبة إذا كوّن الجسم جلطة أوقفّت النزيف، أما النزيف الحاد فيتطلب عادة تدخلًا طبيًا عاجلًا داخل المستشفى قد يشمل جراحة أو إجراءات لسد الوعاء النازف أو نقل دم، ولا توجد طرق منزلية موثوقة لوقف النزيف الداخلي لذلك يعتمد الشفاء على الرعاية الطبية المتخصصة لتحديد المصدر والسيطرة عليه والوقاية من مضاعفات خطيرة.

متى يجب زيارة الطبيب؟

يفترض فحص أي شخص تعرض لصدمة قوية أو سقوط عالي أو إصابة بسبب حادث سيارة أو رياضات تلامسية، ويجب التوجه فورًا للمستشفى عند ظهور ألم شديد في البطن أو الصدر أو ضيق التنفس أو الدوار أو الإغماء أو سعال مصحوب بدم أو تغييرات مفاجئة في الرؤية أو الحالة العقلية، لأن هذه علامات على نزيف محتمل يتطلب تقييمًا وعلاجًا فوريين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى