اخبار

البنتاغون غاضب من “واشنطن بوست” لنشرها تفاصيل أمنية حساسة عن الوزير هيغسيث

أعرب مسؤولون في البنتاغون عن غضبهم الشديد من تقرير نشرته صحيفة “واشنطن بوست”، معتبرين أنه يعرض سلامة وزير الدفاع بيت هيغسيث وعائلته للخطر بسبب كشفه تفاصيل أمنية حساسة.

وقد جاء التقرير، الذي وصفته الصحيفة بأنه حصري وحمل عنوان “المتطلبات الأمنية الواسعة لهيغسث ترهق وحدة الحماية التابعة للجيش”، مستندا إلى مسؤولين لم تكشف هوياتهم.

وأكد هؤلاء أن الوزير يرهق الوكالة المكلفة بحمايته بسبب ما وصفوه بـ”متطلبات أمنية شخصية غير اعتيادية وكبيرة”.

وذكرت الصحيفة أن “المبادرة الواسعة، التي تكلف ملايين الدولارات، أجبرت قسم التحقيقات الجنائية التابع للجيش (CID) – وهي الجهة المسؤولة عن تأمين كبار مسؤولي وزارة الدفاع – على نشر عناصرها لفترات طويلة في مواقع متعددة، وصلت أحيانا إلى مراقبة منازل تعود لزوجات الوزير السابقات”.

وأوضحت أن “القسم يعاني أصلا منذ سنوات من نقص في الأفراد والميزانية، لكن المتطلبات الجديدة منذ تولي هيغسيث منصبه في يناير فرضت ضغوطا إضافية”.

وأضافت أن الوزير يحتاج إلى موارد إضافية بسبب “عائلته الكبيرة والمختلطة التي تملك منازل في عدة ولايات”، فضلا عن “تصاعد العنف السياسي في ظل الانقسام المتزايد داخل البلاد”، بالإضافة إلى “تهديد بقنبلة استهدف منزله في ولاية تينيسي”.

وكشف التقرير كذلك عن الولاية التي تعيش فيها زوجة هيغسيث الثانية، وأشار إلى أن “مهام عناصر الأمن قد تشمل مرافقة الأطفال إلى المدارس وتفقد محيط المنازل”، كما انتقد الوزير لاصطحابه عائلته إلى مباراة بيسبول لفريق واشنطن ناشونالز.

وقال المتحدث باسم البنتاغون كينغسلي ويلسون لشبكة “فوكس نيوز”: “حاولنا إقناع واشنطن بوست بحذف التفاصيل الحساسة المتعلقة بأمن زوجة الوزير وأطفاله وعائلته الممتدة، نظرا للمخاطر الأمنية الواضحة واحتمال تصاعد التهديدات بعد نشرها. لا يوجد أي مبرر لنشر هذه المعلومات”.

وانتقد كبير المتحدثين باسم البنتاغون شون بارنيل الصحيفة، معتبرا أنها “وضعت أرواحا في خطر”.

وكتب بارنيل على منصة “إكس”: “بعد محاولتي اغتيال استهدفتا الرئيس ترامب، وزيادة بنسبة 1000% في الاعتداءات على عناصر وكالة (ICE)، والتهديدات المتكررة من إيران بالانتقام بسبب استهداف قدراتها النووية، من المدهش أن تقوم واشنطن بوست بانتقاد مسؤول حكومي رفيع لحصوله على الحماية الأمنية اللازمة، خاصة بعد أن كشفت مقر إقامة وزيرة الأمن الداخلي الأسبوع الماضي”.

وأضاف: “أي إجراءات تخص حماية وزير الدفاع هيغسث وعائلته جاءت استجابة مباشرة للبيئة التهديدية وبناءً على توصية كاملة من قسم التحقيقات الجنائية للجيش (CID)”.

وتابع: “عندما تستمر مدونات يسارية مثل واشنطن بوست في كشف بروتوكولات الأمن وتحركات الوزراء، فإنها تعرض الأرواح للخطر”.

ورد الصحفي دان لاموث، كاتب التقرير في الصحيفة، على هذه الاتهامات عبر وسائل التواصل الاجتماعي قائلا: “من غير الصحيح إطلاقا أن واشنطن بوست كشفت معلومات شخصية عن أي شخص”، مضيفا أن “هناك خدمة عامة في توثيق الضغوط الكبيرة التي تتعرض لها هذه المهمة الحساسة التابعة للجيش، وفقًا للعديد من الخبراء المطلعين”.

وأعرب مساعدا المتحدث باسم وزارة الدفاع ريلي بودليسكي وجاكوب بليس عن استيائهما أيضا، إذ كتب بودليسكي: “كيف ينام هؤلاء الصحفيون ليلًا؟ بيت هيغسث ليس فقط وزير الدفاع بل أب أيضًا. هذا المقال، فضلًا عن كونه غير صحيح، يعرضه هو وأطفاله للخطر”.

وكتب بليس بدوره: “حثالة واشنطن بوست نشروا تفاصيل عن أمن وزير الدفاع باسم الصحافة. إنهم لا يحاسبون أحدا بل يضعون عائلات عديدة في خطر”.

كما دعا نائب المتحدث باسم البنتاغون جويل فالديز إلى فرض “عقوبات صارمة” على الصحفيين المشاركين.

وأشارت واشنطن بوست في تقريرها، بعد أكثر من عشرين فقرة، إلى أن “قسم التحقيقات الجنائية أكد أن هيغسث لم يطلب الحماية الإضافية”. كما أوردت تصريحًا لبارنيل وصف فيه حماية الوزير بأنها “مناسبة”، مؤكدًا أن “تدقيق الصحافة في بروتوكولات الأمن وتحركات الوزراء يضع الأرواح في خطر”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى