مقالات

ماليزيا تغلظ عقوبة التغيب عن صلاة الجمعة للسجن سنتين.. ما حكم الشرع؟



01:01 م


الخميس 21 أغسطس 2025

كتب- محمد قادوس:

أعلنت ولاية تيرينجانو الماليزية عن تشديد العقوبات المفروضة على الرجال المسلمين الذين يتغيبون عن صلاة الجمعة دون أعذار شرعية.

وبحسب ما أوردته صحيفة الجارديان البريطانية، فقد أعلن الحزب الإسلامي الماليزي (PAS) الحاكم في تيرينجانو، أن العقوبات الجديدة تشمل السجن لمدة تصل إلى عامين وغرامة تصل إلى 3000 رينجيت ماليزي (ما يعادل نحو 527 جنيهًا إسترلينيًا)، أو العقوبتين معًا، لمن يتغيب عن صلاة الجمعة دون سبب وجيه.

وأشارت السلطات إلى أن تطبيق القرار سيتم عبر لافتات إرشادية في المساجد للتوعية بالقواعد الجديدة، بالإضافة إلى الاعتماد على بلاغات المواطنين وتكثيف الدوريات الدينية بالتعاون مع إدارة الشؤون الإسلامية في تيرينجانو.

كان القانون ينص في السابق على معاقبة من يتغيب عن صلاة الجمعة ثلاث مرات متتالية بالسجن مدة لا تتجاوز ستة أشهر أو دفع غرامة تصل إلى 1000 رينجيت (نحو 176 جنيهًا إسترلينيًا).

يُذكر أن القانون الأصلي صدر لأول مرة عام 2001، ثم جرى تعديله عام 2016 ليشمل تشديد العقوبات على مخالفات دينية أخرى مثل عدم احترام شعائر رمضان والتحرش بالنساء في الأماكن العامة.

حكم تَرك صلاة الجُمعة والتكاسل عن أدائها؟

أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن الله عز وَجَلَّ فَرَض الجُمعة على كُلِّ مُسلمٍ، بالغٍ، عاقلٍ، ذَكَرٍ، مُقيمٍ، صحيحٍ غيرَ مريض؛ فعَنْ حَفْصَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ ﷺ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «على كُلِّ مُحتَلِمٍ رَوَاحُ الجُمُعةِ» [أخرجه أبو داود]، وعَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «الْجُمُعَةُ حَقٌّ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ فِي جَمَاعَةٍ إِلَّا أَرْبَعَةً: عَبْدٌ مَمْلُوكٌ، أَوِ امْرَأَةٌ، أَوْ صَبِيٌّ، أَوْ مَرِيضٌ». [أخرجه أبو داود].

وأوضحت لجنة الفتاوى بالمركز أنه قد أجمَع المسلمون على فرضية صلاة الجُمعة وحرمة التخلف عنها؛ عملًا بقول الحق سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}. [الجمعة: 9].

وشددت اللجنة، في بيان فتواها على أنه يحرُم ترك الجُمعة -دون عُذرٍ مُعتَبر- على من وَجَبَت عليه، وقد وَرَد النهي عن تركها، وترتيب الوعيد الشديد على ذلك؛ فعَنْ عَبْدَ اللهِ بْن عُمَرَ، وَأَبي هُرَيْرَةَ أَنَّهُمَا سَمِعَا رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ عَلَى أَعْوَادِ مِنْبَرِهِ: «لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ الْجُمُعَاتِ، أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ، ثُمَّ لَيَكُونُنَّ مِنَ الْغَافِلِينَ» [أخرجه مسلم]، وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ سَيِّدنا رَسُولِ الله ﷺ قَالَ: «مَنْ تَرَكَ الْجُمُعَةَ ثَلَاثًا مِنْ غَيْرِ ضَرُورَةٍ طَبَعَ اللهُ عَلَى قَلْبِهِ». [أخرجه النسائي].

وختمت اللجنة فتواها مؤكدة على أن الأدلة الواردة تُغلِّظ الأمر على من ترك الجُمعة تكاسلًا، وتدعوه إلى التوبة والاستغفار والعزم على المحافظة على أدائها والسعي إليها.

حكم من فاتته صلاة الجمعة بسبب النوم؟

قال الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية السابق، أن من فاتته صلاة الجمعة بسبب النوم من غير تهاونٍ ولا تقصيرٍ لا يكون آثمًا شرعًا، ويلزمه قضاؤها ظهرًا اتفاقًا.

وأوضح علام أنه على المسلم أن يحتاطَ لأمر صلاة الجمعة ويحرص على حضورها، وأن يأخذَ بما يعينه على أدائها من الأساليب والأسباب؛ كالنوم باكرًا وعدم السهر بلا فائدة، أو كأن يعهد إلى أحدٍ أن يوقظَه، أو أن يضبط ساعته أو منبه هاتفه لإيقاظه ونحو ذلك من الوسائل التي تعين المرء على أداء صلاة الجمعة في وقتها؛ قيامًا بالفرض، وتحصيلًا للأجر وعظيم الفضل.

حكم ترك صلاة الجمعة.. وهل قضاؤها يكون ظهرًا؟

رد لأزهر الشريف أن صلاة الجمعة فرض عين على كلِّ مسلم، ولا يصح لمسلم ترك صلاة الجمعة إلا لعذرٍ كمرض أو سفر.

واستشهدت لجنة الفتوى بقول الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [الجمعة:9]، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «رَوَاحُ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ»[رواه: النسائي]، وقال صلى الله عليه وسلم: ” الْجُمُعَةُ حَقٌّ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ فِي جَمَاعَةٍ إِلَّا أَرْبَعَةً: عَبْدٌ مَمْلُوكٌ، أَوِ امْرَأَةٌ، أَوْ صَبِيٌّ، أَوْ مَرِيضٌ “. [رواه: أبو داود.

وحول حكم تركها، أكدت لجنة الفتوى، أن ترك صلاة الجمعة إثم كبير ما دام بغير عذرٍ يمنعه من أدائها، وقد ورد في تركها وعيد شديد كما في الحديث الشريف: “مَنْ تَرَكَ ثَلَاثَ جُمَعٍ تَهَاوُنًا بِهَا طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ” [رواه: النسائي]، وقال صلى الله عليه وسلم أيضًا: “لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ الْجُمُعَاتِ، أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ، ثُمَّ لَيَكُونُنَّ مِنَ الْغَافِلِينَ” [رواه: مسلم].

لو فاتتنى صلاة الجمعة.. هل أقضيها ظهرًا؟

أكد الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن على من فاتته صلاة الجمعة لسبب قهري وليس عمدا أن يصليها صلاة ظهر عادية أي أربع ركعات.

هل من فاتته خطبة الجمعة يصلي مع الإمام أم يصلي ظهرًا؟

قالت لجنة الفتوى بالمجمع إنه إذا ما تأخر المصلي وأدرك الخطبة في آخرها فقد أساء وقصر لكنها صحيحة منقوصة الأجر ولا تلزمه إلا صلاة الجمعة، وإنما الخلاف فيمن تأخر حتى وصل به الحال إلى عدم إدراك ركوع الركعة الثانية فحينئذ يلزم بصلاة أربع ركعات على قول الجمهور.

اقرأ أيضاً:

تحذير شرعي من الكذب فيما يراه الإنسان من الرؤى والمنامات.. تكشف عنه الإفتاء

“حسب العُرف والنية”.. أمين الفتوى يوضح حكم مصافحة المرأة لزميلها في العمل

هل تجوز الصلاة قبل الانتهاء من الأذان؟.. تعرف على رد أمين الفتوى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى