تكنولوجيا

ظاهرة جيولوجية غامضة.. علماء يرصدون قاع بحر مقلوب تحت الماء “صور”ظاهرة



04:34 م


الأحد 24 أغسطس 2025

وكالات

توصل فريق من العلماء إلى اكتشاف جيولوجي وصفوه بـ”غير المتوقع”، في أعماق بحر الشمال، بعدما رصدوا مئات التلال الرملية الضخمة الممتدة على مساحات يصل عرض بعضها إلى عدة كيلومترات.

ووفقا لبيان صادر عن جامعة مانشستر في المملكة المتحدة، فإن هذه التلال “تتحدى المبادئ الجيولوجية الأساسية” المتعارف عليها.

وتتكون هذه التلال فوق هياكل تعرف باسم السنكيتات، وهي نتاج عملية جيولوجية تسمى الانعكاس الطبقي، لم يتم رصدها من قبل بهذا الحجم.

يقول عالم الجيوفيزياء مادس هوس من جامعة مانشستر، إن هذا الاكتشاف يكشف عن عملية جيولوجية لم نشهدها من قبل على هذا النطاق.

وتابع: “لقد وجدنا هياكل حيث غرقت الرمال الكثيفة في الرواسب الأخف وزنا، ما أدى إلى قلب الطبقات التقليدية وإنشاء تلال ضخمة تحت البحر.”

وتتراكم الطبقات الجيولوجية من الناحية النظرية بترتيب زمني متسلسل، حيث تقع الأقدم في الأسفل وتعلوها تدريجيًا الطبقات الأحدث، لكن في حالة الانعكاس الطبقي يحدث العكس، إذ تهبط الطبقات الأحدث إلى أسفل وتصعد الأقدم إلى السطح، نتيجة عوامل مثل الانهيارات الصخرية أو الحركات التكتونية.

وتمكن هوس وزميله الجيوفيزيائي يان إريك رودجورد من شركة النفط النرويجية “أكر بي بي” باستخدام بيانات زلزالية دقيقة من تحديد مواقع الصخور السنكيتية في قاع بحر الشمال.

وأظهرت البيانات أن أجزاء واسعة من القاع تبدو مقلوبة رأسا على عقب، حيث دفنت طبقات رملية أحدث تحت طبقات أقدم وأخف وزنا ومع مرور الوقت، غرقت المواد الثقيلة للأعمق، فيما ارتفعت الطبقات الأخف لتشكل ما وصفه الباحثون بـ”العوامات”.

ويرجح أن هذه الظاهرة تعود إلى الحقبة الفاصلة بين عصر الميوسين والبليوسين قبل نحو 5.3 مليون عام، عندما كانت الطبقات الأقدم تتكون من رواسب بحرية دقيقة وخفيفة، تعلوها طبقة أكثر كثافة.

ويرى الباحثون أن زلازل أو اضطرابات طبيعية أخرى ربما فتتت الطبقة العليا إلى رمال غرقت تدريجيا، في حين ارتفعت المواد المسامية الأقدم لتشكل المشهد المتموج لقاع البحر الحالي.

ويعمل الفريق البحثي حاليا على توثيق وتحسين تفسير هذه الظاهرة، والتي قد تسهم في فهم أفضل لخصائص القشرة الأرضية تحت المحيطات، خاصة ما يتعلق بضعفها أو استقرارها.

وبحسب البحث المنشور في مجلة Communications Earth & Environment، فإن هذه النتائج تفتح الباب أمام إعادة تقييم العديد من النماذج الجيولوجية، رغم وجود بعض الأصوات المتشككة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى