انطلاق أعمال الاجتماع الطارئ “للتعاون الإسلامي” لبحث حرب اسرائيل على قطاع غزة

انطلق، اليوم الأربعاء، في مقر منظمة التعاون الإسلامي في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية، لبحث حرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة ضد أبناء شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، وقرار إسرائيل بتوسيع عملياتها”.
ويأتي الاجتماع الوزاري الطارئ لتنسيق المواقف والجهود المشتركة لمواجهة القرارات والخطط الرامية الى ترسيخ الاحتلال والسيطرة الإسرائيلية الكاملة على قطاع غزة.
وطالب مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور، إسرائيل بالانسحاب الكامل من غزة، خلال الدورة الاستثنائية لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي لبحث الحرب على قطاع غزة
بدوره، قال وزير الشؤون الخارجية لجمهورية غامبيا الإسلامية، إن الوضع في فلسطين ولا سيما في قطاع غزة يتطلب عملا طارئا، فالأوضاع تزدادسوءا، عقب سنتين من الحرب، والخسائر في حياة الغزيين، ويتوجب علينا أن نخرج بنتائج من شأنها أن تغير حياة الفلسطينيين إلى الأفضل.
وأكد أن استمرار العمليات العسكرية الاسرائيليةوالتهجير القسري للفلسطينيين والقتل والتدمير لا يساعد في تحقيق السلام والأمنفي المنطقة، والكارثة الإنسانية في غزة وفلسطين عميقة، ولها تداعيات كبيرة لا تؤثر على المنطقة فقط، بل على الأمة الاسلامية والأسرة الدولية جمعاء.
وأضاف: الاحتلال الإسرائيلي غير شرعي يلحق ضررا بالفئات المستضعفة، فأطفال كثر فصلوا عن عائلاتهم، وخسروا آبائهم، وكذلك عدم توفر الغذاء النظافة الشخصية والتعليم، وذلك يؤثر على المدى القصير على استقرارهم، واستقرار المنطقة.
واستند إلى التقارير التي وثقّت المجاعة في قطاع غزة، وألقت بظلالها على نحو 300 ألف طفل، نتيجة الحصار الاسرائيلي، ومنع دخول المساعدات، واستهداف القوافل، ما يشكل مصدر قلق، وانتهاكا جديا للقانون الإنساني الدولي،واتفاقية “جنيف”، ونظام “روما”، ومحكمة العدل الدولية.
وأشار إلى أن تصعيد التوتر في الضفة وغزة والحدود مع لبنان من شأنه زعزعة الاستقرارالإقليمي، معبرا عن ادانة بلاده الشديدة للاعتداء على المقدسات في فلسطين، داعيا الىضرورة حمايتها.
وتابع: الوضع في غزة يتطلب ردا دوليا طارئا، من أجل التخفيف من المعاناة الإنسانية، وحماية حقوق الانسان،والعمل على تحقيق سلام دائم يعالج الأسباب الجذرية للصراع.
وأكد ضرورة وصول المساعدات الإنسانيةلمن يحتاج إليها، والعمل من أجل إيجاد حل سياسي، يسعى الى تحقيق السلام والأمنلكل الشعوب في المنطقة.
وختم قائلا: تكرر غامبيا دعمها الكامل للسلطة الفلسطينية، والشعب الفلسطيني، وتدعو الأسرة الدولية الى الالتزام بتعهداتها، وإلزام إسرائيل باحترام قراراتها، وقرارات مجلس الأمن الأممية، من أجل تسوية سلمية للقضية الفلسطينية.
وشدّد على ضرورة حل الدولتين بإنشاء دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس.
وفي السياق، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، ان اسرائيل ترتكب جريمة إنسانية، ولا يمكن أن نسمح باستمرار ذلك، ويجب أن نوقفها.
أضاف: يجب وقف إطلاق النار، وتوحيد الجهود من أجل الحفاظ على زخم الاعتراف بدولة فلسطين، والسعي الى حصولها على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، مع تعليق عمل إسرائيل في الجمعية العامة، والاستعداد لإعادة اعمار قطاع غزة ضمن الخطة العربية والإسلامية، مؤكدا اضطلاع تركيا بدورها في إطار هذه الجهود.
وتابع: غزة ملك للفلسطينيين، ويجب التأكد من بقائهم في أرضهم، والأولوية هي لوقف إطلاق نار دائم، والسماح بوصول المساعدات الى قطاع غزة.
وأكد دعم تركيا لجهود السلام التي تقوم بها قطر ومصر، مشيرا الى أن الحكومة الإسرائيلية لا تبحث عن السلام، ويجب عليها الموافقة على مقترح وقف إطلاق النار.
ونوه إلى أن هناك رفضا لسياسات الاحتلال القمعية، والمجتمعات الغربية باتت تغير موقفها.
ورحب فيدان بإعلان كل من فرنسا والمملكة المتحدة وكندا وأستراليا نيتهمالاعتراف بدولة فلسطين في المؤتمر الذي عقد في مدينة نيويورك الأميركية في 30 يوليو الماضي، مضيفا” ان الاعتراف بدولة فلسطين بات يتحول خطوة بعد أخرى إلى “حقيقة لا رجعة عنها”، ويجب إبقاء إسرائيل تحت ضغط قوي ومنسق من أجل التوصل إلى حل دائم في فلسطين.
ولفت إلى أن الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر ستشكللحظة مصيرية في هذا السياق، داعيا منظمة التعاون الإسلامي لاغتنام الفرصة لإعلاء الصوت، وتعزيز مؤسسات دولة فلسطين، والتي تحتاج الى دعم فني ومؤسسي للعمل بثبات.
وأوضح، أن منظمة التعاون الإسلامي تأسست للدفاع عن المسجد الأقصى، وعن القضية الفلسطينية، وأي ضعف في هذا السياق، من شأنه سيهدد سبب وجودها.
وحذر هاكان من أن عدوان إسرائيل لن يتوقف عند فلسطين، فالهجمات غير الشرعية التي تشنها حكومة نتنياهو على سوريا ولبنان وايران تكشف عن أجندة من شأنها أن تزعزع الاستقرار في المنطقة، وفي الشرق الأوسط، او ما يتعداه.