آية مفهومة غلط.. أستاذ بالأزهر يكشف عن المعنى الصحيح لآية الجهر بالسوء

06:05 م
الإثنين 25 أغسطس 2025
كتب – علي شبل:
حذر الداعية الإسلامي الدكتور هاني تمام، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، من فهم مغلوط لآية قرآنية، يشتهر معناها بالدلالة على حرية الجهر بالسوء لمن تعرض للظلم، وهي قوله تعالى : (لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظُلم).
وفي تحذيره من الفهم الخاطئ للآية، قال أستاذ الفقه الإسلامي إن بعض الناس عندما يتعرض لظلم أو ضرر من شخص، يظل يطلق لسانه فيه ويقع في عرضه بالسب والشتم والقذف، فإذا نصحه غيره تحجج بهذه الآية وقال: إني مظلوم ولي الحق في دفع الظلم وقول أي شيء، فصاروا للأسف الشديد يستحلون الوقوع في أعراض غيرهم بهذه الآية الكريمة.
والحقيقة، يوضح تمام، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، أن معنى الآية غير هذا؛ لأن الله لم يقل (لا يحب الله الجهر بالسوء إلا من ظلم) وإنما قيد ذلك بقوله: (من القول) والقول في لغة العرب وُضع للحكاية، أي تحكي به ما حدث فقط دون الزيادة عليه.
وبناء على ذلك، يقول تمام: إذا أردتَ الجهر بالسوء على من ظلمك أو الدعاء عليه فهذا حقك لكن لا تزد على مظلمتك شيئا، فلا يحل لك أن تحكي إلا القول أو الفعل الذي ظُلمتَ فيه، ولا تزد على ذلك بالخوض في عرض من ظلمك بالسب والشتم والقذف والكذب عليه ورميه بالاتهامات بحجة أنه ظلمك.
وأضاف الداعية الأزهري: فحدود الجهر تكون بمقدار دفع الظلم، لا بالزيادة عليه، وإن أمكن دفعه بغير الجهر كان أولى وأفضل. فمن عفا وأصلح فأجره على الله.
وأشار إلى أن من فعل ذلك بأن زاد على مظلمته بالسب والشتم والكذب والوقوع في الأعراض بغير حق فقد استحق عقاب الله حتى ولو كان مظلوما؛ لأن الله يقول : (لا يحب الله الحهر بالسوء ..) وعدم محبة تعالى لشيء كناية عن غضبه على فاعله وعدم رضاه عنه ومعاقبته ، كما قال المفسرون.
وشدد أستاذ الفقه بجامعة الأزهر على أنه لا يحب الله تعالى لأحد من عباده أن يجهر بالأقوال السيئة أو الأفعال السيئة ، إلا من وقع عليه الظلم فإنه يجوز له أن يجهر بالسوء من القول فى الحدود التى تمكنه من رفع الظلم عنه أو الشكوى دون أن يتجاوز أو يزيد على ذلك بأي شيء
وبين أن قوله تعالى في تلك الآية “ومِنْ” هنا بيانية وهي بيان لنوع السوء بأنه من القول، وذلك يشمل كل إعلان للألفاظ ولأعمال القبيحة، والترامي بها، فيشمل القذف والسباب ونحوه ، وكل ذلك من سوء القول وفاحشه.
وختم تمام، ناصحا: افهم جيدا قول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ، اسْتِطَالَةَ الْمَرْءِ فِي عِرْضِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ بِغَيْرِ حَقٍّ، وَمِنَ الكَبَائِرِ السَّبَّتَانِ بِالسَّبَّةِ» ( سنن أبي داود ) أي من الكبائر أن يسبك شخص مرة فتسبه مرتان.. فبهذا الفهم لكتاب وسنة رسوله الكريم يستقيم الإنسان وبالتالي تستقيم المجتمعات.
اقرأ أيضاً:
استنكار وقرار.. ردود قوية من الأزهر والإفتاء ضد تصريحات الداعية سعاد صالح عن الحشيش
الشيخ خالد الجندي: من يُحلل الخمر أو الحشيش فقد غاب عنه المخ الصحيح