منوعات

من التحطيب إلى الأفراح.. كيف أصبح المزمار رمز الاحتفالات في الصعيد؟



02:30 م


الثلاثاء 26 أغسطس 2025

كتبت- أسماء مرسي:

المزمار أحد أبرز الرموز الموسيقية في صعيد مصر، فلا تكاد تخلو مناسبة سعيدة من أنغامه المميزة، فهو ليس مجرد آلة موسيقية، بل جزء أصيل من الطقوس والتقاليد التي تعبر عن البهجة والاحتفال، لكن ما سر هذا الارتباط الوثيق بين المزمار والمناسبات السعيدة في الصعيد؟

في هذا الصدد، أوضح مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار، أن المزمار البلدي وسيلة تعبير أساسية في صعيد مصر، ولا يقتصر وجوده على الصعيد فقط، بل يشمل أيضا بعض مناطق الوجه البحري.

وتابع شاكر في تصريحات لـ”مصراوي” أن المزمار بالإضافة إلى الطبلة والرق، يمثلون أدوات موسيقية شعبية تُستخدم في مناسبات متعددة، وعلى رأسها الأفراح.

المزمار في “المرماح” ومناسبات الخيول

وبين أن المزمار لا يُستخدم في حفلات الزواج فقط، بل يؤدي دورا في “المرماح”، وهو استعراض الخيول المصحوب بمبارزات بالعصا تُعرف باسم “التحطيب”، وهذا التقليد متوارث منذ العصور المصرية القديمة.

سبب انتشار المزمار

وأشار إلى أن انتشار المزمار يرجع إلى كونه آلة بسيطة الصنع، يمكن صناعتها من مواد طبيعية مثل الغاب أو الصفيح، وكانت تُصنع يدويا منذ مئات السنين، كما أن صوتها المرتفع يجعلها لا تحتاج إلى مكبرات صوت، ما يسهل استخدامها في الأماكن المفتوحة مثل القرى والحقول.

وأضاف أن المزمار يُصنع من الخشب أو المعدن، مما يجعل الأدوات الموسيقية الشعبية سهلة الصنع ومنخفضة التكلفة، هذا ساعد في انتشار المزمار كرمز أساسي في الأفراح الشعبية والتراث المصري.

سهولة العزف والتعلم

وقال إن الألحان التي يُصدرها المزمار تتميز ببساطتها، ما يدفع الناس للحركة والرقص بشكل عفوي، بالإضافة إلى ذلك، فإن تعلم العزف على المزمار لا يتطلب مهارة فنية عالية أو وقتا طويلا، ما ساهم في انتشاره الواسع بين الكثيرين وجعله جزءا من المناسبات الشعبية.

استمرارية المزمار رغم التطور

وأشار كبير الأثريين إلى أنه رغم التطور الموسيقي والتقني، لا يزال المزمار حاضرا بقوة في صعيد مصر، وفي الريف وبعض مناطق القاهرة، الكثير من الأفراح تعتمد عليه، لتقديم عروض موسيقية أصيلة.

طبيعة الأفراح في الصعيد

وأردف أن أفراح الصعيد تُقام في الهواء الطلق وليس داخل قاعات مغلقة، لذلك يحتاج الناس إلى أدوات موسيقية قادرة على إيصال الصوت لمساحات كبيرة، وهو ما يوفره المزمار وصحبه من الآلات البسيطة.

وأضاف أن المدن الكبرى مثل القاهرة، ما زال المزمار يحتفظ بمكانته، خاصة في مناسبات مثل “ليلة الحنة”، أحيانا، يظهر عازفو المزمار والطبلة بشكل مفاجئ في الشوارع، دون دعوة مسبقة، ويخلقون أجواء من البهجة والاحتفال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى