تكنولوجيا

اكتشاف علامات تدل على هيكل خفي داخل نواة الأرض “صور”



05:54 م


الثلاثاء 26 أغسطس 2025

وكالات

توصل باحثون إلى أدلة جديدة تشير إلى أن النواة الداخلية للأرض ليست طبقة واحدة متجانسة كما اعتُقد سابقا، بل قد تحتوي على نواة أعمق ضمن بنيتها، وهو ما قد يغيّر فهمنا لتاريخ تشكّل كوكب الأرض.

وبحسب دراسة نُشرت في مجلة البحوث الجيوفيزيائية، اعتمد فريق من العلماء بقيادة عالمة الجيوفيزياء الأسترالية جوان ستيفنسون على تحليل بيانات زلزالية جمعت على مدى عقود من قبل المركز الدولي لرصد الزلازل، حيث استخدموا خوارزميات متقدمة لمطابقة آلاف النماذج الخاصة ببنية الأرض الداخلية مع سرعة انتقال الموجات الزلزالية عبر الكوكب.

وتشير النتائج إلى أن النواة الداخلية، التي تمثل نحو 1% فقط من حجم الأرض وتصل حرارتها إلى أكثر من 5000 درجة مئوية، قد تكون مقسمة إلى طبقتين متميزتين تختلفان في طبيعة محاذاة بلورات الحديد وطريقة تمرير الموجات الزلزالية.

ولاحظ الباحثون أن سرعة الموجات تختلف تبعا لاتجاه مرورها، حيث تنتقل بشكل أسرع موازية لمحور دوران الأرض مقارنة بخط الاستواء، مع وجود تغير ملحوظ عند زاوية 54 درجة.

وقالت ستيفنسون “لقد وجدنا أدلة قد تشير إلى تغير في بنية الحديد داخل النواة، وهو ما قد يعني أن الأرض مرت بمرحلتين تبريديتين منفصلتين في تاريخها الجيولوجي، وهو اكتشاف يضيف قطعة جديدة إلى لغز نشأة كوكبنا.”

ويرى العلماء أن هذه النتائج قد تفسر بعض التناقضات السابقة بين النماذج النظرية والأدلة التجريبية حول تركيب النواة الداخلية.

ورغم أن بعض الفرضيات السابقة لمحت إلى وجود طبقة داخلية أعمق، إلا أن هذه الدراسة تعد من أكثر الأدلة قوة على ذلك حتى الآن.

ومع ذلك، يؤكد الباحثون أن قيود توزيع الزلازل وأجهزة الرصد حول العالم خاصة في المناطق القطبية تجعل من الضروري إجراء المزيد من الدراسات لتعزيز هذه النتائج.

ويأمل الفريق أن تفتح الأبحاث المستقبلية الباب أمام إعادة كتابة بعض المفاهيم الراسخة عن تكوين الأرض وتاريخها المبكر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى