يبدأ سرطان البروستاتا من خلايا غدة البروستاتا، ويقصد به نمو خلايا سرطانية خبيثة قادرة على غزو الأنسجة المجاورة وتدميرها، وقد ينتشر هذا الورم إلى أجزاء أخرى من الجسم.
يُعد سرطان البروستاتا من أكثر أنواع السرطان شيوعًا لدى كبار الرجال، وقد لا يسبب أي علامات أو أعراض في مراحله المبكرة، وغالبًا ما تظهر الأعراض عندما يكبر الورم ويتسبب في تغيرات في الجسم أو في عادات التبول.
الأعراض
قد تشمل أعراض سرطان البروستاتا تكرار التبول خاصة أثناء الليل، أو رغبة مفاجئة وقوية في التبول، أو تدفق بول ضعيف أو بطيء أو انقطاع التدفق، أو شعور بعدم إفراغ المثانة تمامًا أو صعوبة في التحكم بها، وقد يحدث حرقة أو ألم عند التبول، وقد يشعر المريض بعدم الراحة أو ألم عند الجلوس بسبب تضخم البروستاتا، كما قد يواجه صعوبة في الحصول على الانتصاب، وقد يظهر ألم أو تصلب في الظهر أو الوركين أو الحوض لا يزول، وقد يرافق المرض شعور بالتعب.
في حالات نادرة قد يسبب سرطان البروستاتا متلازمة تُعرف بمتلازمة الورم الحليمي، وتظهر من خلال أعراض مثل ارتفاع ضغط الدم والتعب وفقدان الوزن نتيجة أن المواد التي تفرزها الخلايا السرطانية تعطل وظائف أعضاء أو نسيج قريب أو بعيد.
المضاعفات الطارئة
في بعض الحالات المتقدمة قد يسبب السرطان مشكلات طبية خطيرة تتطلب علاجًا فوريًا، مثل الفشل الكلوي الحاد إذا حجب الورم الحالب، أو انضغاط الحبل الشوكي إذا ضغط الورم عليه مما قد يؤدي إلى ضعف في الساقين أو فقدان السيطرة على الأمعاء أو المثانة، ويعطى علاج لتخفيف الضغط على الحبل الشوكي.
عوامل تزيد الخطر
يزيد وجود تاريخ عائلي من الإصابة بسرطان البروستاتا، خاصة إذا كان أحد الأقارب من الدرجة الأولى مصابًا، من احتمال الإصابة، ويزيد العدد الأكبر من الأقارب المصابين من هذا الخطر. كما ترتبط السمنة أو زيادة الوزن بارتفاع خطر الإصابة وباحتمال تشخيص المرض في مراحل متقدمة، كما أن نسبة الدهون العالية في الجسم تزيد خطر الأورام عالية الدرجة.
قد ترفع بعض الطفرات الجينية خطر الإصابة، وإن كانت نسبة الحالات المرتبطة بطفرة موروثة قليلة، وأشهر الطفرات المرتبطة بسرطان البروستاتا هما HOXB13 وBRCA2، ويُجرى بحث مستمر حول طفرات أخرى، والاختبارات الجينية ليست شائعة للكشف الروتيني عن السرطان حاليًا.
يرتبط التهاب البروستاتا المزمن بزيادة خطر الإصابة في بعض الدراسات، وقد يسرع نمو الورم وانتشاره، كما أن تدخين التبغ يزيد من خطر الإصابة وبخاصة السرطانات العدوانية أو المتقدمة. وقد تكون المستويات العالية من الأندروجينات في الجسم مرتبطة بتطور ونمو سرطان البروستاتا، وتجري دراسات لفهم آثار تناول العلاج بهرمون التستوستيرون على المدى البعيد.
العلاج
يضع فريق الرعاية خطة علاج لكل مريض بناءً على نوع ومرحلة السرطان، ودرجة غليسون، ومستويات مستضد البروستاتا النوعي (PSA)، ومجموعة المخاطر لاحتمال عودة السرطان بعد العلاج، بالإضافة إلى الآثار الجانبية المحتملة وتفضيلات المريض وحالته الصحية العامة والعمر وأعراضه. قد تؤثر علاجات سرطان البروستاتا على جودة الحياة وتسبب آثارًا مثل ضعف الانتصاب أو سلس البول، وفي المقابل تنمو العديد من سرطانات البروستاتا ببطء ولا تسبب أعراضًا أو مشكلات ملموسة.