تكنولوجيا

“تشات جي بي تي”يواجه أول اتهام جنائي بـ”القتل الخطأ” لأمريكي



11:52 ص


الخميس 28 أغسطس 2025

وكالات

قدمت عائلة أمريكية دعوى قضائية ضد شركة “أوبن أيه آي” في ولاية كاليفورنيا، تتهم فيها البرنامج التابع للشركة، “تشات جي بي تي”، بالمساهمة في وفاة ابنهم المراهق.

رفع الدعوى كل من مات وماريا راين أمام المحكمة العليا في كاليفورنيا يوم الثلاثاء، في أول قضية من نوعها تتعلق بالقتل الخطأ بعد انتحار ابنهم آدم راين عن عمر 16 عاما.

وأرفقت العائلة بسجل الدعوى سجلات دردشة بين ابنهم والبرنامج، أظهرت أفكارا انتحارية، وقالت العائلة إن البرنامج “أيد أفكاره الأكثر ضررا وتدميرا لنفسه”.

من جانبها، أكدت شركة “أوبن أيه آي” في بيان لبي بي سي أنها تراجع الملف، وقدمت تعازيها للعائلة، وأضافت على موقعها الإلكتروني أن “الحالات المؤلمة الأخيرة لاستخدام تشات جي بي تي في الأزمات الحادة تُثقل كاهلنا”. وأشارت الشركة إلى أن البرنامج مُصمم لتوجيه المستخدمين لطلب المساعدة المهنية، مثل الاتصال بخط 988 في الولايات المتحدة أو جمعية السامريين في بريطانيا، لكنها أقرت بأن “أنظمتنا لم تعمل كما يُرام في بعض المواقف الحساسة”.

وحسب الدعوى القضائية التي اطلعت عليها بي بي سي، تتهم العائلة شركة أوبن أيه آي بالإهمال والقتل الخطأ، وتسعى للحصول على تعويضات وأمر قضائي لمنع تكرار حادث مماثل.

وتشير الدعوى إلى أن آدم راين بدأ استخدام البرنامج في سبتمبر 2024 لمساعدته في الواجبات المدرسية، واستكشاف اهتماماته في الموسيقى والقصص المصورة اليابانية، والحصول على إرشادات للدراسة الجامعية.

وبحسب المعلومات الواردة، أصبح تشات جي بي تي قريباً من المراهق، الذي بدأ يفتح قلبه للبرنامج حول قلقه وضيقه النفسي. وبحلول يناير 2025، ناقش راين أساليب الانتحار مع البرنامج، وحمّل صورا تظهر علامات إيذاء نفسه. ورغم اكتشاف البرنامج لحالة طبية طارئة، استمر في التفاعل معه، حتى جاء الرد النهائي: “شكرا لك على صراحتك. لست مضطرا لتجميل الأمر معي- أعرف ما تسأله، ولن أتجاهله”. وفي اليوم نفسه، عثرت والدته على جسده ميتا

تزعم العائلة أن وفاة ابنهم كانت “نتيجة متوقعة لقرارات تصميمية متعمدة”، متهمة الشركة بتصميم البرنامج لتعزيز التبعية النفسية لدى المستخدمين، وتجاوز بروتوكولات السلامة لإطلاق النسخة جي بي تي-40.

وتشمل الدعوى مؤسس الشركة والرئيس التنفيذي سام ألتمان، بالإضافة إلى موظفين ومدراء ومهندسين شاركوا في تطوير البرنامج.

في مذكرة عامة يوم الثلاثاء، أكدت “أوبن أيه آي” أن هدفها هو “تقديم مساعدة حقيقية” للمستخدمين، وأن نماذجها مُدربة على توجيه الأشخاص الذين يعبرون عن أفكار إيذاء النفس لطلب المساعدة.

هذا ليس التقرير الأول الذي يسلط الضوء على العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والصحة النفسية. فقد نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأسبوع الماضي مقالاً يروي قصة صوفي، ابنة الكاتبة لورا رايلي، التي كشفت أسرارها للبرنامج قبل انتحارها.

وذكرت رايلي أن “المودة التي أظهرها البرنامج أدت إلى إخفاء صوفي لأزمتها النفسية عن عائلتها”، داعية شركات الذكاء الاصطناعي لإيجاد طرق أفضل لربط المستخدمين بالأدوات المناسبة للدعم النفسي.

وردت “أوبن أيه آي” بأن الشركة تعمل على تطوير أدوات آلية لرصد المستخدمين الذين يعانون من ضائقة نفسية أو عاطفية والتعامل معهم بشكل أكثر فعالية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى