تكنولوجيا

كيف تبقى الحيوانات الأبطأ على قيد الحياة؟



06:30 م


الخميس 28 أغسطس 2025

وكالات

عادة ما تحتل الحيوانات السريعة صدارة الاهتمام بفضل قدرتها على الجري أو السباحة بسرعة هائلة، لكن على الجانب الآخر هناك مملكة كاملة من الكائنات التي تعيش حياتها بوتيرة بطيئة للغاية، فكيف تتمكن من النجاة في عالم تحكمه قاعدة “البقاء للأسرع”؟

يقول جيمس ماكلين، كبير أمناء قسم الأسماك في متحف التاريخ الطبيعي بلندن، إن فكرة أن السرعة شرط للبقاء ليست صحيحة بالضرورة، فبالنسبة لبعض الحيوانات “البطء هو سر البقاء”.

في أعماق البحار

تُعتبر شقائق النعمان البحرية من أبطأ الكائنات على الإطلاق، إذ لا تتحرك إلا عندما تبحث عن موطن جديد، بسرعة لا تتجاوز 25 سنتيمترا في الساعة.

أما فرس البحر القزم، فيُعد أبطأ الأسماك، إذ يستغرق ساعة كاملة لقطع متر ونصف فقط. ومع ذلك، فإن بطءه لا يضره، فهو يتغذى على كائنات صغيرة تمر بجواره ويعتمد على صفائحه العظمية لحمايته من المفترسات.

الأمر نفسه ينطبق على قرش غرينلاند العملاق، الذي يعيش في المياه الباردة ويزحف بسرعة لا تتعدى 3 كيلومترات في الساعة، لكنه لا يحتاج إلى المطاردة السريعة لأنه يقتات غالبا على الجيف.

على اليابسة

اللقب قد يذهب إلى الحلزون الموز، الذي لا يقطع أكثر من 0.009 كيلومتر في الساعة، بينما يتحرك حلزون الحديقة “الأسرع نسبيًا” بسرعة 0.048 كيلومتر في الساعة فقط.

أما سلحفاة غالاباغوس العملاقة، فتُعرف بخطواتها الوئيدة التي لا تتجاوز 0.26 كيلومتر في الساعة، في حين تتحرك الرئيسيات مثل “اللوريس البطيء” بسرعة مدروسة وحذرة، لا تتعدى 1.8 كيلومتر في الساعة، ما يساعدها على تجنّب الانتباه إليها.

البطل الحقيقي للبُطء

لكن الكسلان ثلاثي الأصابع هو الأجدر بلقب “أبطأ حيوان في العالم”، حيث أن حركته بطيئة إلى درجة تجعل كل تحرك له أشبه بتمارين التاي تشي.

يعيش الكسلان على أوراق قليلة الطاقة، ويمتلك تمويها طبيعيا وقوة بدنية عالية تمكنه من التشبث بالأشجار لساعات دون حاجة للهروب.

ويشرح روري ويلسون، أستاذ علم الأحياء المائية في جامعة سوانسي: “البطء بالنسبة للكسلان ليس عيبًا، بل استراتيجية كاملة للحياة. فكلما قلّ استهلاك الطاقة، زادت فرص البقاء”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى