غروسي يحذر إسرائيل من استهداف المنشآت النووية الإيرانية
تطرق المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافايل غروسي، خلال زيارته لإيران إلى التهديدات الإسرائيلية ضد المنشآت النووية، معتبرا أن “توجيه تهديدات ضد المنشآت النووية باتت قضية رائجة، والسبب يعود إلى الحرب في أوكرانيا”.
وأكد أن “الوكالة الدولية للطاقة الذرية نددت في مؤتمراتها العامة بمثل هذه التهديدات”.
وأشار إلى أن “أي عمل عسكري ضد المنشآت النووية، يعتبر عملا غير شرعي ويندرج خارج إطار عملنا”.
جاء ذلك، خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده غروسي مع مدير منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، في اليوم الثاني من زيارته للعاصمة طهران.
وقال غروسي، إننا “نريد إجراء حوار جاد ومنهجي مع إيران في الملف النووي”.
وشدد على أهمية استمرار العمل المشترك مع طهران، بما في ذلك بحث القضايا التي يجب إضفاء الشفافية عليها واتفاق الضمانات الخاص ببرنامج إيران النووي، حسب وكالة “إرنا”.
ونوّه أنه “تم إجراء محادثات مع مدير منظمة الطاقة الذرية الإيرانية حول التعاون الفني والعلمي بين الوكالة الدولية وإيران”.
وكان غروسي قد وصل إلى إيران أمس، الجمعة، في وقت وصلت المفاوضات الرامية إلى إحياء الاتفاق التاريخي المبرم في 2015 والمعروف رسميا بخطة العمل الشاملة المشتركة إلى طريق مسدود.
وقال مصدر دبلوماسي لوكالة “فرانس برس” إن غروسي سيلتقي الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، “لإعادة إطلاق الحوار” حول النشاط النووي الإيراني و”إعادة العلاقات إلى أعلى مستوياتها”. وأضاف أن غروسي أوضح أنه “مستعد لزيارة طهران فقط إذا تلقى دعوة للتحدث مع الرئيس”.
وبحسب تقرير غير معد للنشر للوكالة الدولية للطاقة الذرية اطّلعت عليه وكالة “فرانس برس” الثلاثاء، اكتشفت جزئيات من اليورانيوم المخصّب بنسبة 83,7%، أي أقل بقليل من 90% اللازمة لإنتاج قنبلة ذرية، في مصنع فوردو الواقع تحت الأرض على مسافة مئة كيلومتر جنوب العاصمة طهران.
وبرّرت إيران التي تنفي رغبتها في حيازة سلاح نووي، الأمر بالإشارة إلى “تقلّبات لا إرادية” أثناء عملية التخصيب، مؤكدة في الوقت ذاته “عدم قيامها بأي محاولة للتخصيب بما يتجاوز 60%”.
وجاء هذا الاكتشاف بعدما عدّلت إيران طريقة الوصل بين مجموعتين من أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم، دون إخطار الوكالة الذرية.
وفي المؤتمر الصحافي المشترك، دعا إسلامي موقعي اتفاق 2015 للوفاء بـ”التزاماتهم”. وقال إن “ثلاث دول أوروبية وبعض الدول الأخرى تركز فقط على التزامات إيران بخطة العمل الشاملة المشتركة” مضيفا “لديهم أيضا التزامات يتعين عليهم الامتثال بها”.
وتابع “توصلنا إلى اتفاق (مع غروسي) لتحديد تعاوننا في إطار الضمانات” بشأن النشاط النووي.
والتقى غروسي في وقت لاحق اليوم وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان.
وكان وزير الخارجية الإيراني قد أكد في مقابلة مع شبكة “سي إن إن” أن “نافذة التوصل إلى اتفاق في مفاوضات إلغاء الحظر بفيينا ما زالت مفتوحة لكن إذا أقر البرلمان الإيراني قانونا جديدا بخصوص ذلك فإن هذه النافذة لن تبقى مفتوحة إلى الأبد”.
وقال المصدر الدبلوماسي إن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية سعى خلال الزيارة لتأمين “مزيد من الوصول إلى موقع فوردو ومزيد من عمليات التفتيش”.
وكانت فرنسا، إحدى الدول الموقعة لاتفاق العام 2015 الذي تعهّد رفع العقوبات الدولية عن إيران مقابل الحدّ من نشاطاتها النووية، وصفت الخميس “التطورات غير المسبوقة” بأنّها “مقلقة للغاية”.
وكانت القيود المنصوص عليها في الاتفاق، بما في ذلك عتبة التخصيب البالغة 3,67%، تهدف إلى منع إيران من تطوير سلاح نووي.
وانسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق في العام 2018 في عهد الرئيس دونالد ترامب وأعادت فرض عقوبات على إيران، ما دفع طهران إلى التراجع تدريجيا عن التزاماتها.
وبدأت المفاوضات الرامية إلى إحياء الاتفاق في العام 2021، لكنها متوقّفة منذ العام الماضي.
وتعتبر زيارة غروسي في إيران مؤشرا آخر على إمكان اتباع نهج قائم على الحوار لحل الأزمة النووية.
واعتمادا على نتيجة رحلة غروسي، ستقرر الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا ما إذا كانت ستقدم مشروع قرار يدين إيران إلى مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي من المقرر أن يجتمع الأسبوع المقبل في فيينا.
وكان مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ندد في اجتماعه الأخير في تشرين الثاني/نوفمبر 2022 بعدم تعاون إيران في ما يتعلق بآثار يورانيوم مخصب عُثر عليها في ثلاثة مواقع غير معلنة.
وكانت آخر رحلة قام بها غروسي إلى إيران مطلع آذار/مارس 2022 وركّزت على المواقع الثلاثة غير المعلنة.
وقالت الوكالة الذرية إن غروسي سيعقد مؤتمرا صحافيا لدى عودته إلى فيينا بعد ظهر السبت.