اخبار

واللا العبري: هكذا تعمل وحدات “المستعربين” في قلب مخيمات الضفة الغربية

 تواصل عمليات الاغتيال والتصفية التي ينفذها أفراد الوحدات الخاصة في جيش الاحتلال الملقبون بـ”المستعربين”، كشفت أوساط إسرائيلية بعضا من التفاصيل عن سلوكياتهم وتدريباتهم، تمهيدا لتنفيذ مهامهم الدموية في وضح النهار.

ومن خلال ارتداء الملابس المحلية الفلسطينية، ومعرفة الأزقة الصغيرة مثل راحة أيديهم، ومتابعة ما يقال من أحاديث بين الفلسطينيين، يتسلل المستعربون منتحلين صفة مواطنين فلسطينيين، ثم يدعون قوات الجيش لاقتحام المنطقة حال معرفة مكان المطلوبين.

أمير بوخبوط المراسل العسكري لموقع واللا العبري، زعم أن “عمل المستعربين يبدأ بمجرد أن تصل ما تسمى المعلومة الذهبية إلى جهاز الأمن العام- الشاباك حول مكان إخفاء المسلحين الفلسطينيين في قلب معسكر اللاجئين، حيث يتم تحديد سريع للقوة الخاصة المكلفة وإرسالها أولاً إلى المهمة، لمواصلة العملية، تمهيدا لإفساح الطريق للقوات القتالية الأخرى، حيث يتم تحديد هوية القوة الخاصة وفقًا لمستوى المخاطر الناشئة عن استعداد المسلح للقتال حتى الموت، ونوعية مخيم اللاجئين، والبيئة المحيطة بالمطلوب”.

وأضاف في تقرير أن “المستعربين يخرجون لمهمتهم يستقلون سيارات بلوحات فلسطينية، ويرتدون ملابس فلسطينيين، ويحوزون ما فيه الكفاية والكفاءة في اللهجة المحلية المحكية، مع الاستعداد الدائم لأي مفاجآت غير متوقعة، رغم معرفتهم بالمتاجر، والعائلات المحلية، والشخصيات التي تهيمن على المخيم، والمزاج العام في الشارع، بما في ذلك من تزوج يوم أمس، ويعتمد اللباس الذي يرتدونه على الظروف السائدة والممارسة المطلوبة، وفي لحظة الحقيقة يتم الكشف عن السلاح المستخدم، بحيث يكون مستعدًا لإطلاق النار”.

وأشار إلى أنه “فور معرفة المستعربين لمكان المطلوبين الفلسطينيين يدخل جنود الاحتلال بمركباتهم العسكرية المصفحة، وبصحبتهم وحدات تكنولوجية لجمع المعلومات الاستخبارية، مع العلم أن المستعربين جرت العادة أن يدخلوا المخيم تحت ستار شاحنات لتوزيع الطعام أو خضروات، ويجمعون وثائق من كاميرات الشوارع، التي شاهدنا معظمها على شبكات التواصل الاجتماعي، كما حصل في نابلس وجنين”.

ونقل عن ضباط في القيادة الوسطى للجيش بأن “مهمة المستعربين أكثر خطورة وتعقيدًا، لكن الجيش حين يدخل في مركباته المحمية يسعى لعزل المساحة المستهدفة، ومنع الاضطرابات المسلحة والمنظمة، بهدف تحييد وإحباط المطلوبين، وهو ما تم في الأيام الأخيرة بمخيم عقبة جبر بمدينة أريحا، وحين بدأ النداء في المساجد لمساعدة المحاصرين، سارعت قوات الجيش جنبا إلى جنب مع المستعربين لاعتقال ثلاثة منهم”.

وتؤكد هذه المعلومات أن نشاط المستعربين تزايد في الآونة الأخيرة لاعتقال وتصفية المقاومين الفلسطينيين الذين أوجعوا الاحتلال في عملياتهم الفدائية منذ عام كامل، حيث يحوز المستعربون القتلة على تدريب وتأهيل يمكّنهم من القيام بمهامهم الميدانية، فلغتهم العربية قوية، ومعرفتهم بالقرى والأحياء الفلسطينية جيدة، ويمرون بمراحل تدريب قاسية تجعلهم يخرجون من بين عشرات المتظاهرين دون أن يمسوا بأذى، بانتظار لحظة الحسم المتمثلة بإلقاء القبض على هذا المطلوب أو قتله.

ورغم كل هذا التأهيل، فإن المستعربين يمرون أحيانا بلحظات خطرة، ويرتكبون أحيانا أخطاء قاتلة، كفيلة بكشف هويتهم، مع أنهم يخرجون في صباح اليوم المحدد إلى المكان الذي توجد فيه العملية المطلوبة، يرتدون الكوفية أحيانا على أعناقهم، وفي بناطيلهم يضعون المسدسات، وفي لحظات معدودة يتم الاتصال بين المستعربين وقوات الجيش لاقتحام المخيم، وقد مرّ عليها هذا العام ثلاثون عاما على تأسيسها، عملت خلالها في أجواء متوترة قابلة للانفجار في أي لحظة.

عربي21

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى