نصر الله: ما تشهده فلسطين تاريخي ومهم جداً
أكّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أنّ “لبنان يتأثّر جداً بكل ما يجري في المنطقة والعالم، وبشكل أساسي في دول الجوار وعلى رأسها سوريا وفلسطين”.
وفي كلمة خلال الحفل التأبيني في ذكرى مرور أسبوع على ارتقاء القائد الجهادي الحاج أسد صغير بعد صراع مع المرض، أوضح السيد نصر الله أنّ “الحديث عن حاضر ومستقبل سوريا وفلسطين، هو حديث عن حاضر ومستقبل لبنان”.
وأضاف أنّ “هناك من يتصور أنّ لبنان هو جزيرة في قلب محيط وليس له علاقة بكل ما له علاقة بالمنطقة. للأسف هناك بديهيات تحتاج الى نقاش”، متسائلاً: “لو سقطت سوريا بيد داعش أي كان لبنان الآن؟”.
وشدّد على أنّ “سوريا من المنطقة العربية، وكذلك فلسطين، ونحن معنيون بهذه الدول المجاورة بالمسؤولية الأخلاقية والقومية والدينية”.
وأشار السيد نصر الله إلى أنّ “كل ما يجري في فلسطين، له تأثير على أمن وسيادة وحاضر ومستقبل لبنان”، مضيفاً: “تصوروا اليوم فلسطين بجوار لبنان وبدون إسرائيل؟ هذا ليس حلماً وإنّما حقيقة آتية إن شاء الله”.
الانفتاح العربي على سوريا هو اعتراف بانتصارها
وبيّن أنّ المنطقة أمام “إنجاز ضخم بعد فشل الحرب الكونية على سوريا”، مؤكّداً أنّ “سوريا كانت أساساً في الصراع مع العدو وفي قلب محور المقاومة، ولا زالت رغم الحرب الكونية”.
وتابع السيد نصر الله: “كلنا يعرف موقع سوريا منذ بدء الصراع العربي الاسرائيلي وخصوصاً في الخمسين السنة الماضية، والحديث عن أنّ سوريا سيتم استعادتها إلى الحضن العربي، وبالتالي ستخرج من محور المقاومة هو غير صحيح”.
وأوضح أنّ “الصحيح هو عودة العرب إلى سوريا، فسوريا لم تغادر الجامعة العربية، بل هم أخرجوا أنفسهم والجامعة العربية معهم”.
وشدّد السيد نصر الله على أنّ “علاقة الثقة بين حزب الله وسوريا تعمدت بالدم حين قاتلنا في سوريا، فهذه المعركة عزّزت أواصر الثقة، لذلك لا تسمحوا لأي محلل سخيف أو أي أحد آخر بأن يصدع هذه العلاقة”.
ولفت إلى أنّ “سوريا وهي في ثاني سنوات الحرب الكونية عليها، عُرض عليها أن تتخلى عن موقعها الأساسي في محور المقاومة، ولكنّها رفضت”، مشدداً على أنّه “عندما تكون قوياً لا تخاف من الحوار ولا أي خطوات سياسية أو دبلوماسية”.
وقال السيد نصر الله: “عندما نرى وفوداً عربية وغربية رسمية تزور سوريا نشعر بالسعادة ولا نقلق ولا نخاف”، مشيراً إلى أنّ “الانفتاح على سوريا هو اعتراف بانتصارها، وهو إعلان عن اليأس”.
وفيما يتعلّق بالمحاولات لإيجاد التباسات داخل جبهة المقاومة، أوضح السيد نصر الله أنّ هناك محاولات للترويج أنّ إيران جاءت لتسيطر وتهيمن على سوريا”، لكنّ “سوريا وقيادتها تمارس كامل سيادتها وحريتها وتأخذ كل القرارات التي تريدها”.
وأكّد أنّ “إيران لا تمارس سلوك الدول الاستعمارية في سوريا، وتساعد دمشق من أجل الحفاظ عليها ومنع سقوطها”.
وأشار الأمين العام لحزب الله إلى أنّ “بعض الأنظمة العربية تخوض معركة وهمية وخيالية مع سوريا”، كما لفت إلى أنّ “سوريا خارج دائرة الخضوع لأميركا، وهي دائما كانت محط أنظار المشاريع الأميركية في المنطقة”.
وأوضح أنّه “لولا صمود سوريا، التسوية كانت انتهت منذ زمن، ودعم سوريا لحركات المقاومة غير كل المعادلات في المنطقة”.
الولايات المتحدة تُكمل الحصار والحرب على سوريا في أشكال مختلفة
وبيّن في السياق، أنّه “عندما رأت واشنطن العودة العربية إلى سوريا، وضعت أساساً بأنّ المسموح هو فقط التقارب فيما يتعلق بالزلزال الكارث الذي ضربها”.
ووفقاً للسيد نصر الله، فإنّ “الولايات المتحدة تُكمل الحصار والحرب على سوريا في أشكال مختلفة، ومنها القوات العسكرية في شرق الفرات التي تمنع التحرير”، مشيراً إلى أنّ “القاعدة الأميركية في منطقة التنف هدفها حماية داعش والعناصر الإرهابية التي تعتدي على المدنيين في البادية”.
وأضاف أنّ “الخصم الحقيقي لسوريا هو الأميركي، وسوريا وشعبها يحتاجون لكل التعاون من كل صديق وحليف”، مبيّناً أنّ “المعطيات الدولية والإقليمية تؤشر إلى أنّ الحصار والعقوبات على سوريا واليمن ودول المنطقة لن تستمر وستكسر”.
وفيما يتعلّق بالأزمة بين سوريا وتركيا في شمال شرقي تركيا، أشار السيد نصر الله إلى أنّ “معالجة ما يجري في هذه المنطقة، إذا أمكن من خلال التفاوض الروسي السوري الإيراني التركي فهو أفضل”.
ما تشهده فلسطين تاريخي ومهم جداً
وتطرّق السيد نصر الله إلى ما يجري في فلسطين المحتلة، واصفاً ما تشهده الساحة الفلسطينية بـ “التاريخي والمهم جداً”.
وقال إنّ “هناك إجماع داخل كيان الاحتلال على أنّ الانقسام الداخلي والعامل الخارجي سيؤدي إلى الزوال”، لافتاً إلى أنّه “في إسرائيل لديهم عقدة نبوخذ نصر، ويتخوفون من الخراب الثالث للكيان”.
وأوضح في هذا الخصوص، أنّ “أحد الأسباب الرئيسية للوفود الأميركية إلى إسرائيل تهدف إلى معالجة الشرخ الداخلي الذي يمكن أن يوصل إلى صدام دموي”.
وأكّد السيد نصر الله أنّ “ما يجري في الداخل الإسرائيلي يفتح آمالاً كبيرةً، وما وصل إليه الكيان اليوم يعود أيضاً للصمود والمقاومة في المنطقة”، مشدداً على أنّ “التطبيع مع الدول لا يحمي الكيان ولا يمكن أن يوقف العمليات”.
وشدّد على أنّ “ما يجري اليوم في الضفة وفي أجزاء من الـ 48 على درجة عالية من الأهمية في مشروع المقاومة”، مبيّناً أنّ “التحول المهم اليوم في الكيان، أنّه باتت هناك ثقافة شبيهة بما جرى خلال اندحار 25 أيار/مايو من جنوب لبنان”.
وأضاف السيد نصر الله أنّ “الأولوية اليوم يجب أن تكون كيفية مد يد العون لهذا الفلسطيني المقاوم والمجاهد الذي يدفع هذا الكيان إلى الهاوية”.
التقارب الإيراني السعودي جيد ولمصلحة شعوب المنطقة
كذلك، علّق السيد نصر الله على الاتفاق الإيراني السعودي على استئناف العلاقات الدبلوماسية وفتح السفارات، مؤكّداً أنّ “التحول المتعلق بالتقارب السعودي الإيراني جيد، ولن يكون على حساب شعوب المنطقة، وإنّما لمصلحتها”.
وذكر أنّه “في حال سار التقارب السعودي الإيراني في المسار الطبيعي، فيمكن أن يفتح آفاقا في المنطقة وفي لبنان أيضاً”.
يذكر أنّ كلٌّ من إيران والسعودية أعلنتا في وقتٍ سابق اليوم في بيان مشترك الاتفاق على استئناف الحوار والعلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح السفارتين في البلدين في غضون شهرين.
ووفق البيان المشترك، فإنّ “استئناف الحوار بين طهران والرياض يأتي استجابةً لمبادرة من الرئيس الصيني”، خلال لقاءات ومفاوضات إيرانية سعودية جرت ما بين 6 و10 آذار/مارس الحالي في بكين.
حزب الله لا يريد أن يفرض رئيساً للجمهورية على أحد
وبالحديث عن آخر التطورات في الداخل اللبناني، أكّد السيد نصر الله أنّ “حزب الله لا يريد أن يفرض رئيساً للجمهورية على أحد، ويريد أن يفتح الأبواب لإتمام هذا الاستحقاق”.
وتوجّه السيد نصر الله إلى اللبنانيين بالقول: “لا تنتظروا الخارج، ولا يحق لأي دولة خارجية أن تفرض أي فيتو فيما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي”.
وفي وقتٍ سابق، أكّد السيد نصر الله أنّ حزب الله يريد جدياً انتخاب رئيس بشكلٍ قاطع ولا يريد الفراغ و”هذه المصلحة الوطنية الأكيدة”.
وأشار السيد نصر الله إلى أنه “عندما نسمي شخصية للرئاسة فإنه التزام جدي فلا نناور ولا نغيّر مرشحنا في المستقبل”، كاشفاً بأنّ المرشح الذي يدعمه حزب الله في الانتخابات الرئاسية ويعتبر أنّ المواصفات تنطبق عليه هو الوزير سليمان فرنجية.