مقالات

أستاذ بالأزهر: الشائعة قد تفرق بين زوجين.. وقد تصل إلى سفك ا



11:01 ص


الإثنين 14 يوليه 2025

كتب- محمد قادوس:

حذر الدكتور أحمد الرخ، الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف، من خطورة التسرع في تناقل الأخبار دون تمحيص، مشددًا على أن من ينقل كل ما يسمع يقع تحت طائلة التحذير النبوي: “كفى بالمرء كذبًا أن يحدث بكل ما سمع”، حتى وإن كان ينقل بعض الصدق، لأن كثرة النقل دون تحقق قد تجر إلى مفاسد عظيمة.

وأضاف الرخ، خلال حلقة برنامج “مع الناس”، المذاع على قناة” الناس”: أن الإنسان قد يظن أنه مجرد ناقل لكلام سمعه، لكنه لا يدري ما تؤول إليه كلمته من فساد، فربما فرقت بين زوجين أو أفسدت بيتًا، وقد ورد في الحديث الصحيح: ‘ليس منا من خبب امرأة على زوجها’ أي من أفسد علاقة بين زوجين، فالنبي صلى الله عليه وسلم تبرأ من مثل هذا الصنيع.

وأشار إلى أن حادثة الإفك في السنة الخامسة للهجرة تعد نموذجًا خطيرًا لما يمكن أن تصنعه الكلمة حينما تتناقلها الألسن دون وعي، موضحًا أن أم المؤمنين السيدة زينب بنت جحش رضي الله عنها لما سألها النبي عن السيدة عائشة قالت: “أحمي سمعي وبصري، ما علمت إلا خيرًا”، رغم أن زينب كانت تنافس عائشة على حب النبي، لكنها التزمت الحذر والإنصاف في القول.

وأوضح الأستاذ بالأزهر، أن الشائعة لا تقف عند حد التفريق بين الأشخاص، بل قد تصل إلى تفريق بين العائلات، وبين الأوطان والشعوب، مستشهدًا بقوله تعالى عن الكلمة الخبيثة: “كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار”، مشددًا على أن الكلمة حين تنتقل من لسان إلى آخر تتضخم ويضاف إليها حتى تصبح كالنار في الهشيم.

وتابع: قد تتفاقم الأمور حتى تصل إلى سفك الدماء بسبب كلمة، ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ‘من أعان على قتل مسلم ولو بشطر كلمة لقي الله مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله’، وهذا ما كاد أن يحدث في حادثة الإفك حين وقعت الفتنة بين الأوس والخزرج في حضرة النبي نفسه.

وتابع: لا تستهينوا بالكلمة، فالشائعة هي بذرة فتنة قد تتطور إلى فُرقة أو دماء، وعلينا أن نكون حماة لأسماعنا وأبصارنا كما كانت السيدة زينب رضي الله عنها، لا ننقل إلا ما تحققنا من صدقه وخيره.

اقرأ أيضًا:

3 أفعال يحرم على غير المتوضئ إتيانها.. يوضحها عالم بالأزهر

جائز بشرط.. الإفتاء توضح حكم الترجي بالنبي وآل البيت والكعبة والحلف بهم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى