أمين الفتوى: المعيار الحقيقي للرجولة والإيمان هو أداء الأمانة والوفاء بالعهد

02:10 م
الجمعة 09 مايو 2025
كتب – علي شبل:
حذر الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، من خصلة ذميمة بين بعض الناس، وهي خيانة الأمانة، مؤكدًا أن تلك الخصلة تعد من أبرز علامات النفاق، وتنذر بانحدار الأخلاق وانفصال الإنسان عن القيم الدينية، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان”.
وأكد شلبي، خلال لقائه مع الإعلامية زينب سعد الدين في برنامج “فتاوى الناس”، أن حفظ الأمانة ليس مقتصرًا على الجانب الديني فحسب، بل يعد من أصول الأخلاق، موضحًا أن خيانة الأمانة قد تشير إلى حمل الشخص صفة من صفات النفاق العملي، مذكرًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها، ومنها: إذا اؤتمن خان”.
وأشار أمين الفتوى إلى خطبة شهيرة لسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، التي قال فيها: “لا يعجبنكم طنطنة الرجل، ولكن من أدى الأمانة وحفظ أعراض الناس فهو الرجل”، مؤكدًا أن المعيار الحقيقي للرجولة والإيمان هو أداء الأمانة، لا كثرة الكلام أو المظاهر.
واختتم الشيخ محمود شلبي مستشهدًا بقوله تعالى: “إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها”، مؤكدًا أن خيانة الأمانة ليست مجرد خطأ عابر، بل خرق لعهد أخلاقي وديني يتطلب من الجميع الالتزام والوفاء بالعهد.
مفتي الجمهورية: الوفاء بالوعد علامة فارقة بين المؤمن والمنافق
وكان الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، أكد أن الوفاء بالعهد يعد إحدى القيم الأخلاقية والدينية الكبرى التي يجب أن يتحلى بها المسلم، وحذر من خطورة الإخلال بالوعد والغدر بالعهد، حيث وضعها الشرع الشريف في مصاف صفات المنافقين التي تهدم الثقة بين الناس، وتؤدي إلى فساد المجتمعات وانتكاس الفطرة.
وشدد فضيلته -في حديثه الرمضاني السابق في برنامج “اسأل المفتي” مع الإعلامي حمدي رزق على فضائية صدى البلد- على أن الوفاء بالوعد ليس مسألة هينة أو يسيرة، بل هي علامة فارقة بين المؤمن والمنافق، مستشهدًا بقوله صلى الله عليه وسلم: “أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها”، ومنها: “إذا وعد أخلف”، وكذلك حديثه عليه الصلاة والسلام: “آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان”، مؤكدًا أن هذه النصوص تبين بوضوح أن عدم الالتزام بالوعد هو علامة من علامات النفاق، وهو ما يجعل الإنسان في موضع خطر ديني وأخلاقي، حيث إن الله سبحانه وتعالى خاطب عباده في القرآن الكريم بقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ}، مشيرًا إلى أن هذا النداء موجَّه للمؤمنين تحديدًا، ولم يقل الله “يا أيها الناس” أو “يا أيها المسلمون”، مما يدل على أن الوفاء بالعهد من صميم الإيمان الحقيقي.
وأوضح فضيلته أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يغدر يومًا قط، وكان أوفى الناس بالعهد، مستشهدًا بموقفه في صلح الحديبية عندما جاء أبو جندل بن سهيل بن عمرو إلى النبي فارًّا بدينه بعد معاناة شديدة، ومع ذلك أعاده النبي صلى الله عليه وسلم إلى كفار مكة احترامًا للعهد الذي قطعه معهم، قائلًا له: “إنا لا نغدر، وإن الله ناصرك”، رغم أن الرجل كان قد تعرض لأشد أنواع العذاب في سبيل دينه.
وأكد مفتي الجمهورية أن الوفاء بالعهد يرتبط بجوانب متعددة في حياة الإنسان، فهو يشمل العلاقة بين العبد وربه، وبين العبد ونفسه، وبين العبد وبني جنسه، مبينًا أن الوفاء بالعهد مع الله يعني الالتزام بأوامره، واجتناب نواهيه، والوقوف عند حدوده، واتباع تعاليمه، بينما الوفاء بالعهد مع النفس يتمثل في وضعها في إطارها الصحيح، وضبطها، وإبعادها عن الرذائل والمعاصي، والوفاء بالعهد مع الناس يكون عبر التزام الحقوق، وأداء الأمانات، والصدق في المعاملات.
اقرأ أيضاً:
شقيقي عاجز عن دفع مصاريف مدارس أولاده فهل يجوز دفعها من زكاة مالي؟.. عالم أزهري يجيب
هل يجوز أن أصلي الفريضة خلف شخص يصلي السنة؟.. المفتي السابق يوضح
أمين الفتوى: مفهوم الحجاب يشمل الرجل وليس مقصورًا على المرأة فقط