إغلاق مصانع وتسريح عمال| ماذا يحدث بشركات السيارات الأوروبية؟

05:46 م
الإثنين 25 أغسطس 2025
كتب – محمود أمين:
تمر صناعة السيارات الأوروبية بموجة من عدم الاستقرار تعد الأعنف والأصعب منذ عقود، مرحلة تكشف عن أزمة عميقة تتجاوز مجرد ضعف المبيعات أو ارتفاع التكاليف، لتطرح أسئلة هامة حول مستقبل هذه الصناعة.
فمنذ مطلع العام الحالي، تتوالى أخبار إغلاق المصانع وتسريح عشرات الآلاف من الموظفين في ألمانيا وفرنسا وإيطاليا، حتى بات المشهد مألوفاً، فما الذي يحدث؟
ولم يعد الحديث عن الأزمة محصورًا في المؤشرات الاقتصادية أو تقارير الأرباح والخسائر، بل انتقل إلى الشارع الأوروبي حيث تعاني آلاف الأسر من فقدان مصدر رزقها. في مدن صناعية مثل فولفسبورج في ألمانيا أو ميلوز في فرنسا.
آلاف العمال ممن قضوا سنوات طويلة على خطوط الإنتاج وجدوا أنفسهم في مواجهة المجهول، بينما تكافح الحكومات لاحتواء التداعيات الاجتماعية بتعويضات أو برامج لإعادة التأهيل المهني.
السياسات البيئية الصارمة التي تبناها الاتحاد الأوروبي وضعت الشركات أمام خيار واحد: التحول إلى السيارات الكهربائية.
ورغم أن الهدف هو تقليل الانبعاثات الكربونية، فإن كلفة هذا التحول جاء عكسياً. الشركات ضخت مليارات اليوروهات في تطوير البطاريات وبناء مصانع جديدة، لكن السوق الأوروبية لم تستجب كما كان متوقعاً.
فالمستهلك لا يزال متردداً بين ارتفاع أسعار السيارات الكهربائية من جهة، وغياب البنية التحتية الكافية من محطات الشحن من جهة أخرى. النتيجة أن الفجوة بين الاستثمارات الضخمة والمبيعات الفعلية اتسعت، ليجد المصنعون أنفسهم أمام خسائر متراكمة لا يمكن تغطيتها دون تقليص العمالة وإغلاق خطوط إنتاج.
في المقابل، برزت الصين كقوة جارفة أعادت صياغة قواعد المنافسة. شركات مثل بي واي دي وجيلي ونيو أصبحت تقدم سيارات كهربائية بأسعار أقل بكثير مما تعرضه الشركات الأوروبية، مع تقنيات متطورة في البطاريات ونطاقات قيادة أطول.
فجأة وجد المستهلك الأوروبي نفسه أمام خيار عملي واقتصادي: إذاً لماذا يشتري سيارة أوروبية أغلى ثمناً وبمدى قيادة أقل، بينما تتوافر سيارة صينية بنفس الجودة أو أفضل بسعر يناسب قدرته الشرائية؟
الأزمة سرعان ما تجاوزت حدود الصناعة لتتحول إلى ملف سياسي حساس. الاتحاد الأوروبي بدأ يفرض رسوماً جمركية إضافية على السيارات الصينية بدعوى مكافحة الدعم الحكومي غير العادل، بينما ترد بكين بتوسيع صادراتها وتوقيع اتفاقيات جديدة مع أسواق نامية.
والسؤال، هل تستطيع أوروبا حماية صناعتها من الانهيار، أم أنها ستصبح ساحة مفتوحة لتفوق الصناعات الصينية؟ في الوقت نفسه، تراقب الولايات المتحدة واليابان هذا المشهد، مدركة أن ما يحدث في أوروبا قد يكون مؤشراً لمستقبل صناعة السيارات العالمية بأكملها.
رغم الصورة القاتمة، يرى بعض الخبراء أن هذه الأزمة قد تكون فرصة لإعادة ابتكار الصناعة الأوروبية. فالشركات التي ستنجح في تطوير بطاريات أكثر كفاءة، أو في دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي وأنظمة القيادة الذاتية، ربما تستعيد قدرتها التنافسية. لكن هذا السيناريو يتطلب وقتاً واستثمارات ضخمة.
اقرأ أيضًا:
تخفيض أكثر من 100 ألف جنيه بأسعار إم جي RX5 بلس 2026 بمصر
تراجع أسعار السيارة إم جي ONE الجديدة في مصر 120 ألف جنيه.. التفاصيل
الأرخص بـ1.25 مليون جنيه| القائمة الكاملة لأسعار سيارات كيا الجديدة في مصر