الإفتاء ترد على سؤال شائك: اذكر ثلاثة من المذاهب الأربعة احتفلوا بالمو

12:47 م
الجمعة 05 سبتمبر 2025
كتب – علي شبل:
احتفل المسلمون في مختلف أنحاء العالم بحلول ذكرى المولد النبوي الشريف، في اليوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول، والتي تُعد من أهم المناسبات الدينية في الوجدان الإسلامي، حيث تحمل هذه الذكرى في طياتها معاني المحبة والرحمة والاقتداء بسيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وتشهد ذكرى الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم الكثير من الجدل حول مشروعية الاحتفال ومظاهره من جلسات الذكر والمديح وتوزيع الحلوى والتهادي بالطعام، وهو ما كشفته دار الإفتاء المصرية في أكثر من فتوى تؤكد مشروعية الاحتفال وتوافقه مع الشرع، وقد تصدت الإفتاء للرد على السؤال الشائك: اذكر ثلاثة من المذاهب الأربعة احتفلوا بالمولد النبوي؟.
وفي ردها قالت الإفتاء: لقد تحدثت المذاهب الفقهية الأربعة حول مشروعية الفرح والسرور والمعايدة بكل مناسبة دينية يُقصد بها تذكُّر نعمة الله وشكره عليها، ونحن متفقون على أنه ليس هناك أفضل من نعمة ميلاد النبي وبعثته هاديًا ومبشرًا ونذيرًا، وهي نعمة تستوجب الشكر بلا جدال.
وذكرت الإفتاء، عبر صفحاتها الرسمية، طرفًا من أقوال الفقهاء في هذا الصدد على النحو الآتي:
– قال ابن عابدين من الحنفية: (سُمِّيَ الْعِيدُ بِهَذَا الِاسْمِ لِأَنَّ لِلَّهِ -تَعَالَى- فِيهِ عَوَائِدَ الْإِحْسَانِ أَيْ أَنْوَاعَ الْإِحْسَانِ الْعَائِدَةَ عَلَى عِبَادِهِ فِي كُلِّ عَامٍ: مِنْهَا الْفِطْرُ بَعْدَ الْمَنْعِ عَنْ الطَّعَامِ وَصَدَقَةُ الْفِطْرِ وَإِتْمَامُ الْحَجِّ بِطَوَافِ الزِّيَارَةِ وَلُحُومِ الْأَضَاحِيِّ وَغَيْرِ ذَلِكَ، وَلِأَنَّ الْعَادَةَ فِيهِ الْفَرَحُ وَالسُّرُورُ وَالنَّشَاطُ وَالْحُبُورُ غَالِبًا بِسَبَبِ ذَلِكَ أَوْ تَفَاؤُلًا، وَيُسْتَعْمَلُ فِي كُلِّ يَوْمِ مَسَرَّةٍ وَلِذَا قِيلَ:
عِيدٌ وَعِيدٌ صِرْنَ مُجْتَمِعَهْ … وَجْهُ الْحَبِيبِ وَيَوْمُ الْعِيدِ وَالْجُمُعَهْ) ا.هــ. حاشية ابن عابدين [2/ 165]. ولا شك أن يوم مولده الشريف صلى الله عليه وسلم من أيام الفرح والسعادة والمسرات.
– وقال الشيخ خليل المالكي صاحب المختصر: (قال ابن عباد في رسائله الكبرى ما نصه: وأما المولد فالذي يظهر لي أنه عيد من أعياد المسلمين وموسم من مواسمهم، وكل ما يفعل فيه ما يقتضيه وجود الفرح والسرور بذلك المولد المبارك،… أمر مباح،… والحكم بكون هذه الأشياء بدعة،… أمر مستثقل تشمئز منه القلوب السليمة، وتدفعه الآراء المستقيمة) مواهب الجليل [2/ 407].
– وقال ابن حجر الهيتمي الشافعي: (سئل شيخ الإسلام حافظ العصر أبو الفضل أحمد بن حجر عن عمل المولد فأجاب… قد ظهر لي تخريجها على أصل ثابت وهو ما ثبت في الصحيحين من «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قدم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسألهم فقالوا هذا يوم أغرق الله فيه فرعون ونجى موسى فنحن نصومه شكرًا لله تعالى» فيستفاد منه فعل الشكر لله على ما منَّ به في يوم معين من إسداء نعمة أو دفع نقمة، ويعاد ذلك في نظير ذلك اليوم من كل سنة،… وأي نعمة أعظم من النعمة ببروز هذا النبي نبي الرحمة في ذلك اليوم، وعلى هذا فينبغي أن يتحرى اليوم بعينه حتى يطابق قصة موسى في يوم عاشوراء،… هذا ما يتعلق بأصل عمله وأما ما يعمل فيه فينبغي أن يقتصر فيه على ما يفهم الشكر لله تعالى) تحفة المحتاج [7/ 422].
– ولقد ألَّف الإمام برهان الدِّين أبو إسحاقَ إبراهيمُ بنُ مُحمَّدٍ النَّاجِي الحنبلي كتابًا في المولد سمَّاه: “كَنْزُ الرَّاغِبينَ العُفاة في الرَّمْزِ إلى المَوْلدِ المُحَمَّدي والوَفَاة”) مختصر الإفادات، لمحمد بن بدر الدين بن بلبان، [ص440].
اقرأ أيضاً:
يمنع زوجته من الجلوس أمام أعمامها دون حجاب فما الحكم؟.. أمين الفتوى يجيب
هل السجود في الصلاة للتسبيح فقط ولا يجوز التحدث إلى الله؟.. أمين الفتوى يوضح
5 ردود شرعية على ادعاء بدعية الاحتفال بالمولد النبوي.. يكشف عنها عالم أزهري