الدكتور أحمد الرخ: الحج استدعاء إلهي ورحلة قلبية إلى بيت الله

11:09 ص
الإثنين 05 مايو 2025
كتب- محمد قادوس:
قال الدكتور أحمد الرخ، أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، إن مشهد الحج في ذاته هو مشهد روحاني عظيم يُجسّد معنى الشوق الإلهي الذي زرعه الله في قلوب عباده، مشيرًا إلى أن قوله تعالى: “فاجعل أفئدةً من الناس تهوي إليهم” يكشف عن حقيقة إيمانية كبرى، وهي أن الذهاب إلى البيت الحرام ليس رحلة جسدية فقط، بل هو استجابة لدعوة إلهية تسكن القلوب قبل الأجساد.
وأضاف الرخ، خلال برنامج “مع الناس”، المذاع على قناة” الناس”:، أن سيدنا إبراهيم عليه السلام حين دعا بهذه الدعوة، لم يقل “أفئدة الناس”، بل قال “أفئدة من الناس”، كما جاء في تفسير عبد الله بن عباس رضي الله عنه، ليؤكد أن الله اختص بهذه المحبة قلوبًا معينة من عباده، هم الذين استجابوا لهذا النداء، فحنّت قلوبهم واشتاقت أفئدتهم إلى البيت الحرام.
وأوضح أستاذ الشريعة، أن الحج زيارة لله، وضيافة عند الله، ووفادة على الله، مصداقًا لقول النبي ﷺ: “الحاج والمعتمر وفد الله، دعاهم فأجابوه، وسألوه فأعطاهم”، وهذه ليست دعوة من جهة تنظيمية أو بشرية، بل من الله جلّ في علاه، لقوله تعالى: “وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالًا وعلى كل ضامر”.
وأكد أن من لبّى نداء الحج لا بد أن يستشعر أنه في بيت الله، وأنه واقف في مواضع وقفت فيها أقدام الأنبياء، وتفيّأت فيها أرواح الأولياء، مستحضرًا مشاهد كالنبي ﷺ وهو يطوف بالكعبة، ويقبّل الحجر الأسود، ويقف على عرفات متذللاً لله كالمستعطف المسكين.
وتابع: الحج ليس مجرد أداء مناسك، بل هو رحلة روحانية كاملة، تبدأ بنداء في القلب، وتُترجم بشوق غير مقنن إلى البيت الحرام، وتنتهي بفيض من الرحمة والمغفرة، وشوق أعظم إلى لقاء وجه الله الكريم في الجنة، كما قال تعالى: (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة).
اقرأ أيضاً:
خالد الجندي يكشف عن 3 شروط لقبول التوبة النصوح إلى الله (فيديو)
أمين الفتوى: لا يوجد في الإسلام ما يسمى بالصداقة بين رجل وامرأة أجنبية عنه