الشيخ أحمد ربيع الأزهري: المحتوى الديني لا يمثل سوى 2% من الإنترنت

10:07 م
الثلاثاء 05 أغسطس 2025
كتب- محمد قادوس:
أكد الشيخ أحمد ربيع الأزهري، من علماء وزارة الأوقاف، أن ضعف الثقافة الدينية لدى قطاعات من الشباب يعود إلى عدة عوامل متشابكة، على رأسها قلة المحتوى الديني المعتدل والموثوق على الشبكة الرقمية، مشيرًا إلى أن “المحتوى الديني لا يُمثل سوى نحو 2% فقط من إجمالي المحتوى على الإنترنت، وهو رقم ضئيل جدًا بالنظر إلى حجم التحديات الفكرية والثقافية التي تواجه الأمة”.
وأضاف الأزهري، خلال حلقة برنامج “مع الناس”، المذاع على قناة” الناس”: أن هذه النسبة الضئيلة من المحتوى الديني تتضمن أيضًا كثيرًا من الصراعات المذهبية والانقسامات بين الفرق والطوائف، مما يُضعف التأثير الإيجابي للمحتوى الدعوي الوسطي، ويزيد من التشويش الفكري لدى المستخدمين.
وأشار إلى أن المؤسسات الدينية الوسطية مثل الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء المصرية تبذل جهودًا كبيرة في إنتاج محتوى رقمي معتدل، حيث أطلقت الأوقاف منصة قوية، وتملك دار الإفتاء تطبيقات تفاعلية متطورة، وللأزهر الشريف بوابة إلكترونية ومرصد متخصص، “لكن هذا كله لا يزال غير كافٍ من حيث الكم، ويحتاج إلى تضاعف الجهد والانتشار”.
وأوضح الشيخ أحمد ربيع أن أدوات الذكاء الاصطناعي اليوم تجمع المعلومات من المحتوى المنشور على الشبكة، وبالتالي فإن قوة التأثير تكمن في “الكم والجودة والتكرار”، مؤكداً: “لابد من نشر آلاف المواد ذات المرجعية الموثوقة، حتى يكون المحتوى الديني الرقمي هو المرجع الأول لأي باحث أو سائل، وإلا سيجد نفسه أمام مصادر مشوشة أو مضللة”.
وحذّر الأزهري من الاعتماد على الذكاء الاصطناعي بشكل أعمى دون ضبط مرجعي، قائلاً: “قد تُنتج الخطب والدروس آليًا، لكنها تحمل مفاهيم قد تكون بعيدة عن فهم الأزهر الشريف ومبادئ الاعتدال، وربما تتضمن آراء شاذة أو مضللة”، مشددًا على أهمية صناعة المحتوى بأنفسنا، بمراجع صحيحة، وبأساليب ولغة تتناسب مع الجيل الجديد.
ودعا إلى مراجعة المناهج التربوية الدينية في المدارس باعتبارها خط الدفاع الأول لحماية الهوية الثقافية والدينية، مؤكدًا أن إعادة صياغة هذه المناهج بات ضرورة في ظل الهجمات الناعمة التي تستهدف عقول الأجيال القادمة.
اقرأ أيضاً:
الشيخ خالد الجندي: من يُحلل الخمر أو الحشيش فقد غاب عنه المخ الصحيح