مقالات

بعد زيارة صلاح لمعبد “إيكوين” بطوكيو.. هل يحرم على المسلم زيارة المعاب



12:30 م


الإثنين 28 يوليه 2025

كتب – علي شبل:

فجرت زيارة النجم المصري ‏محمد صلاح رفقة بعثة فريق ليفربول الإنجليزي لكرة القدم إلى معبد إيكوين بطوكيو في اليابان جانبا من الجدل حول شرعية الزيارة من الناحية الدينية؛ فيما خضع اللاعبون داخل المعبد لجلسة تأمل مُصممة خصيصًا لهم، قبل العودة إلى التدريب على أرض الملعب.. فهل يحرم على المسلم شرعًا زيارة المعابد الكنائس، وما رأي الأزهر والإفتاء المصرية في تلك المسألة؟

يعتمد رأي الأزهر ودار الإفتاء المصرية في زيارة المسلم للمعابد والكنائس على الغرض من الزيارة والسياق، مع وجود ضوابط شرعية تحكم هذه المسألة:

رأي الأزهر:

كثير من علماء الأزهر أجازوا دخول المسلم للكنائس والمعابد في حالات معينة، مثل الضرورة أو المجاملة الاجتماعية (كحضور مناسبات اجتماعية مثل الأفراح أو العزاء)، بشرط ألا يتضمن ذلك المشاركة في شعائر دينية غير إسلامية أو الإقرار بمعتقدات مخالفة للإسلام.

كما أفتى بعض علماء الأزهر بجواز أداء الصلاة في هذه الأماكن إذا كانت طاهرة ولم تتضمن منكرات (مثل وجود صور أو تماثيل تعبد)، استنادًا إلى أن الأرض كلها صالحة للصلاة.

ومع ذلك، يحذر بعض العلماء من الزيارات التي قد تؤدي إلى الإعجاب بمعتقدات غير إسلامية أو التأثر بها، خاصة إذا كانت الزيارة لغرض السياحة فقط دون هدف تعليمي أو دعوي.

رأي دار الإفتاء المصرية:

أما دار الإفتاء المصرية فلم تصدر فتوى صريحة تحرم زيارة الكنائس أو المعابد بشكل مطلق، بل ترى أن الزيارة جائزة إذا كانت لغرض مشروع، مثل: التعلم عن الثقافات الأخرى، تعزيز التعايش السلمي، أو المشاركة في مناسبات اجتماعية، بشرط ألا يترتب عليها إقرار بالمعتقدات الأخرى أو المشاركة في شعائرها.

تؤكد الإفتاء، في فتوى نشرتها عبر بوابة الدار الرسمية، على أهمية مراعاة الضوابط الشرعية، مثل تجنب الأماكن التي تحتوي على منكرات (كالتماثيل المعبودة)، وأن تكون الزيارة خالية من أي فعل يناقض العقيدة الإسلامية.

وفي سياق التعايش، تشجع الدار على الحوار البناء والزيارات التي تعزز التفاهم بين أتباع الأديان، كما حدث تاريخيًا في مصر حيث سمحت السلطات ببناء وترميم الكنائس في عصور مختلفة.

وفي المقابل، يظهر التاريخ الإسلامي في مصر تسامحًا مع بناء الكنائس وزيارتها في سياقات معينة، كما أشار المقريزي وغيره من المؤرخين.

ماذا تعرف عن معبد إيكوين؟

– معبد إيكوين (Ekōin Temple) هو معبد بوذي يقع في حي ريوغوكو بمدينة طوكيو، اليابان، ويتبع طائفة جودو شينشو (Jōdo Shinshū). تأسس المعبد عام 1657 خلال فترة إيدو، ويُعتبر واحدًا من المعابد التاريخية الهامة في المدينة، ويشتهر بصلته الوثيقة برياضة السومو وارتباطه بالثقافة اليابانية التقليدية.

– تأسس المعبد بعد حريق مهيب في طوكيو (حريق مييره-ناكاساكايا) عام 1657، والذي أودى بحياة أكثر من 100,000 شخص. بُني المعبد لإحياء ذكرى الضحايا، حيث أُقيمت مراسم تأبين جماعية لهم، ودُفن رماد العديد من الضحايا في أراضي المعبد. يُعرف المعبد أحيانًا بـ”معبد الصلاة من أجل السلام” بسبب هذا التاريخ.

– يقع المعبد بالقرب من قاعة ريوغوكو كوكوغيكان، المركز الرئيسي لمباريات السومو في طوكيو. يُعتبر إيكوين مركزًا لإقامة مراسم تكريم الموتى من لاعبي السومو، كما يستضيف فعاليات متعلقة بهذه الرياضة التقليدية. ويُشار إلى أن المعبد يحتفظ بتاريخ طويل من الارتباط بمجتمع السومو.

– يُقام في المعبد مراسم تأمل وصلوات بوذية تقليدية، ويُستخدم المعبد أيضًا في إقامة مراسم تأبين جماعية للأرواح التي لم يطالب بها أحد، مما يعكس دوره الاجتماعي والروحي في المجتمع.

– يقع المعبد في منطقة ريوغوكو، وهي منطقة غنية بالتراث الثقافي الياباني، خاصة مع وجود متحف إيدو-طوكيو القريب. يُعتبر المعبد مكانًا للتأمل والسلام، ويجذب الزوار من السكان المحليين والسياح الراغبين في استكشاف الجوانب الروحية والتاريخية لليابان.

اقرأ أيضاً:

استنكار وقرار.. ردود قوية من الأزهر والإفتاء ضد تصريحات الداعية سعاد صالح عن الحشيش

الشيخ خالد الجندي: من يُحلل الخمر أو الحشيش فقد غاب عنه المخ الصحيح

محمد علي يوضح حكم إرضاع الكبير

ماذا نردد عند قول المؤذن في أذان الفجر “الصلاة خير من النوم”؟.. أمين الفتوى يجيب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى