بعد واقعة وزير الأوقاف.. عالم أزهري يوضح حكم تقبيل أيدي العلماء بعد تو

08:33 م
الثلاثاء 15 يوليه 2025
كتب- علي شبل:
بعد تداول صور لوزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري، أثناء إحدى زياراته وتقبيل البعض يده احتراما وتوقيرا، اشتعل جدل على منصات التواصل الاجتماعي حول حكم تقبيل يد العلماء والدعاة، وهل هو جائز شرعًا أم مكروه.
الرأي الشرعي في تلك المسألة، أوضحه الدكتور محمد إبراهيم العشماوي، أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر، كاشفا عن رأيه في تقبيل أيدي العلماء بعد توليهم المناصب.
يقول العالم الأزهري إنه شاع بيننا نحن الأزهريين تقبيل أيدي شيوخنا في العلم وفي الطريق إلى الله، ابتغاء وجه الله، وطاعة لرسول الله، برا بهم، وإكراما لهم، ومخاطبتهم بألفاظ التبجيل كمولانا، وسيدنا، وشيخنا، وأستاذنا.
واضاف العشماوي، في منشور عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، أن مثل هذه التصرفات قد لا تلقى قبولا عند غير الأزهريين من أهل العلم، ويرونها نوعا من الذلة والمهانة والاستكانة، وقد صرح لي بعضهم بذلك، عائبا به على الأزهريين!
والحق- يقول العشماوي- أن الأزهريين إنما ينطلقون في ذلك من منطلقات شرعية وعرفية، فقد قبّل الصحابة أطراف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقبل بعضهم أيدي بعض، وتواترت هذه العادة من لدن الصدر الأول إلى يومنا هذا بين أهل الفضل والعلم، واتفقت المذاهب الأربعة على استحبابها، استنادا إلى الشرع والعرف، حتى ظهرت أجيال تنكر هذه العادة، تارة تحت دعوى أنها مذلة ومهانة ونفاق وتملق، وتارة تحت دعوى أنه قد وردت بعض الآثار تنهى عن تقبيل اليد، حتى ألف بعض الأزهريين بحثا في حرمة تقبيل اليد، في مراغمة صريحة للنصوص الشرعية، والمذاهب الفقهية، وإنما أنكرها الإمام مالك لمعنى النفاق والتملق!
وأضاف أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر: والذي أقوله، وأدين الله به، وأفعله؛ أن تقبيل أيدي الصالحين، والعلماء العاملين، والأمراء العادلين – لغير دنيا – برا بهم، وإكراما لهم، من غير مذلة؛ أمر مشروع، ولا حرج فيه.. ومن باب أولى تقبيل أيدي الوالدين، وكبار السن، من أصحاب الفضل والفضيلة، وتقبيل أيدي المنكسرين والضعفاء، كاليتامى، والفقراء، والمساكين، والمسنين – جبرا لخاطرهم -؛ عندي حسن!
وتابع العشماوي: من فضل الله علي أنني أفعل ذلك، وقد رأيت شيخنا الدكتور القصبي زلط – رحمه الله – يفعله، وكذلك أقبل يد الأخت والزوجة والعمة والخالة، وكل من شهدت فيه نوع انكسار.. ولا أقبل يد أحد من أهل الدنيا، لا غني، ولا مسؤول، ولا من بيني وبينه حاجة، أو مظنة حاجة، أو خصومة، حتى إني امتنعت عن تقبيل أيدي شيوخنا الذين تولوا بعض المناصب العليا، وقد كنت أقبلها قبل توليهم هذه المناصب!
وأضاف الدكتور إبراهيم العشماوي: أحزن جدا حينما أرى بعض القيادات الدنيا تقبل أيدي القيادات العليا، لا سيما مع ارتداء الزي الأزهري؛ لأن قرائن الحال تنادي بأن هذا التقبيل معلول، إلا إذا كان يقبل يده قبل تولي المنصب؛ فهذا لا بأس به، وهو نظير قول الفقهاء في قبول المسؤولين للهدايا، فقد أجازوها لمن كان يهديه قبل المنصب، دون من أهداه بعده.. وقد شاع هذا التقبيل بين أهل المناصب الدنيوية عموما، وسموا من يقبلون يده بولي النعمة.
وتابع: أعجبني جدا أن سمعت بعض كبار شيوخنا؛ يقول لتلميذ له في منصب: لا تعد تقبل يدي بعد اليوم، احتراما لهيبة المنصب! وكذلك لا أقبل يد من يرخي يده للتقبيل، أو يحب أن تقبل يده!
وختم العشماوي حديثه، قائلًا: لا أحب للعالم والصالح أن يمد يده لتقبل، وأحب له أن ينزعها، فتنتزع منه انتزاعا، إلا إذا غُلب عليها، أو كان من عادة الناس أن تنكسر خواطرهم بنزع اليد منهم، وقد كان سيدنا الشيخ الخطيب وسيدنا الشيخ عبد السلام وغير واحد من شيوخنا يفعلون ذلك.. وأما تقبيل أيدي الفسقة والظلمة وأعوانهم والنساء الأجنبيات؛ فأمر دونه خرط القتاد عندي، وأسأل الله ألا يبتليني به، وما أحسن قول ابن الوردي في (لاميته):
أنا لا أَرْضَى بتقبيلِ يدٍ
قَطْعُها أحسنُ من تلك القُبَلْ!
نسأل الله العفو والعافية والمعافاة الدائمة، في الدين والدنيا والآخرة!
اقرأ أيضًا:
علي جمعة يكشف عن الكلمات العشر الطيبات: أوصى بها النبي ﷺ
كيف نعرف أننا صادقون مع الله؟”.. الدكتور أسامة قابيل يجيب