خطيب الجمعة بالمسجد الحرام يكشف عن أسرار قول “لا حول ولا قوة إلا بالله

05:50 م
الجمعة 18 يوليه 2025
كتب- علي شبل:
أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور ماهر بن حمد المعيقلي، المسلمين بتقوى الله وعبادته، والتقرب إليه بطاعته بما يرضيه وتجنب مساخطه ومناهيه.
وقال فضيلته: “إن العبد محتاج إلى الاستعانة بالله على فعل المأمورات، وترك المحظورات، والصبر على المقدورات، فمن حقق الاستعانة، أعانه الله، وهو معنى قول: لا حول ولا قوة إلا بالله، فلا حول للمرء عن معصية الله إلا بعصمته، ولا قوة له على طاعته إلا بمعونته، ولا تحول له من مرض إلى صحة، ولا من وهن إلى قوة، ولا من نقص إلى زيادة، ولا دفع شر، ولا تحصيل خير، إلا بالله جل جلاله وتقدست أسماؤه، فلا حول ولا قوة إلا بالله نفيًا لأي تحول من حال إلى حال، إلا بالله ذي الجلال والكمال، وهي تطرد الهم والحزن عن صاحبها؛ لأن قائلها يستعين بخالقه، ويفوض الأمر إليه، ويبرأ من حوله وقوته وعجزه، ومن حول كل مخلوق مهما بلغت مكانته، إلى حول الله وقوته وجبروته، فمن كان هذا قوله وفعله واعتقاده، كيف يخذله أكرم الأكرمين، وأجود الأجودين، سبحانه من إله كريم رحيم.
وذكر الشيخ المعيقلي، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أوصى أمته بالإكثار من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله، فمن ما ورد في فضلها، أنها سبب لمغفرة الذنوب وتكفير الخطايا فمن قالها عند موته، كانت له وقاية من النار، ففي سنن الترمذي: قال- صلى الله عليه وسلم-: (من قال: لا إله إلا الله والله أكبر، صدقه ربه، فقال: لا إله إلا أنا، وأنا أكبر، وإذا قال: لا إله إلا الله وحده قال: يقول الله: لا إله إلا أنا وحدي، وإذا قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، قال الله:
لا إله إلا أنا وحدي لا شريك لي، وإذا قال: لا إله إلا الله له الملك وله الحمد، قال الله: لا إله إلا أنا لي الملك ولي الحمد، وإذا قال: لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، قال الله: لا إله إلا أنا، ولا حول ولا قوة إلا بي، وكان يقول- صلى الله عليه وسلم-: من قالها في مرضه، ثم مات لم تطعمه النار.
وأوضح الدكتور المعيقلي، أن كلمة لا حول ولا قوة إلا بالله من أسباب استجابة الدعاء، فمن تعود ذكر الله، واستأنس به غلب عليه حتى يصبح حديث نفسه في نومه ويقظته، ومثل هذا حري بنيل الحسنات، وتكفير الخطيات، وإجابة الدعوات، ففي صحيح البخاري: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
(من تعار من الليل، فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، الحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لي، أو دعا استجيب له، فإن توضأ وصلى قبلت صلاته)، لا حول ولا قوة إلا بالله غرس من غراس الجنة، فيجب الإكثار من قول لا حول ولا قوة إلا بالله، وتربية النفس والأهل عليها، فقد أفلح من قالها، وفاز من تدبرها، ونجا يوم القيامة من داوم عليها، وهي إلى الله من أحب الكلمات، ومن الباقيات الصالحات، ففي مسند الإمام أحمد: أن عثمان بن عفان- رضي الله عنه-، سُئل عن الباقيات الصالحات، فقال “أن لا إله إلا الله، وسبحان الله، والحمد لله، والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله”، قال- تعالى-: (والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابًا وخير أملًا)، وقال (والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابًا وخير مردًا).
وأوضح الشيخ المعيقلي، أن لا حول ولا قوة إلا بالله كلمة عظيمة مباركة، فيها كمال التوكل على الله، والالتجاء إليه، ويشرع لمن خرج من بيته، لأي مصلحة دينية أو دنيوية، أن يلتجئ إلى ربه، فيقول: (بسم الله توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، فإذا قالها، قيل له حينئذ هديت، وكفيت، ووقيت، فتتنحى له الشياطين، فيقول له شيطان آخر: كيف لك برجل قد هدي وكفي ووقي)، كما أن لا حول ولا قوة إلا بالله كلمة استعانة، ولهذا شرع لنا إذا قال المؤذن “حي على الصلاة، حي على الفلاح”، أن نقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، طالبين بذلك عون الله وتوفيقه، ومدده وتسديده، فلذا يخطئ بعض الناس بأن يقولها جزعًا لا صبرًا، فيجعلها في مواضع الاسترجاع، وعند نزول المصائب والأوجاع، وبعضهم يختزلها اختزالًا يخل بمعناها، فيفوت علىه خير عظيم، وأجر جزيل.
اقرأ أيضًا:
علي جمعة يكشف عن الكلمات العشر الطيبات: أوصى بها النبي ﷺ
كيف نعرف أننا صادقون مع الله؟”.. الدكتور أسامة قابيل يجيب