مقالات

داعية: الزلازل من علامات الساعة.. وهذا ما فعله عمر بن الخطاب وقت الرجفة



03:06 ص


الأربعاء 14 مايو 2025

كتب- محمد قادوس:

على الرغم أنه لم يثبت في كتب السنة والآثار الصحيحة أنه قد وقع زلازل في عهد رسول الله-صلى الله عليه وسلم-، إلا أنه قد وردت بعض الأحاديث الضعيفة في هذا الشأن، فمنها: عن محمد بن عبد الملك بن مروان قال : “إن الأرض زلزلت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فوضع يده عليها ثم قال: اسكني فإنه لم يأن لك بعد، ثم التفت إلى أصحابه، فقال: إن ربكم يستعتبكم فأعتبوه”، وقد رواه ابن أبي الدنيا في “العقوبات”، لكن ذكر الطبري في تفسيره لإحدى الآيات أن هذا الأثر عن عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه، فروى عن قتادة، قوله: “(وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلا تَخْوِيفًا)، وإن الله يخوّف الناس بما شاء من آية لعلهم يعتبرون، أو يذَّكَّرون، أو يرجعون، ذُكر لنا أن الكوفة رجفت على عهد ابن مسعود ، فقال : يا أيها الناس ! إن ربكم يستعتبكم فأعتبوه.

ولكن يقول الدكتور محمد علي، الداعية الإسلامي، إنه لا شك أن الزلزال عقوبة من الله على أمر أحدثه العباد، وهذا لأن الله-تعالى-له جنود السماوات والأرض ولا يعلمها إلا هو-سبحانه وتعالى -، مستشهدا في ذلك بقول الله-تعالى-في سورة الفتح “وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا”.

وبقول الله-تعالى “وما يعلم جنود ربك إلا هو”.

وأشار الداعية إلى أن الزلزال هو جند الله وهي من البلاء لما يكون فيها من شدة وبأس، وقد قال عمر بن عبد العزيز: ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة.

وأضاف علي في حديثة لمصراوي، أنه قد حدثت رجفة على عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالمدينة فقال رضي الله عنه: ما رجفت إلا لحدث أحدثتموه، إن عادت لا أساكنكم فيها.. وما قال ذلك رضي الله عنه إلا لعلمه أن الله جل وعلا يرسل آياته إما لعقوبة وإما لينذر الناس، فإن لم ينتفع المنذَر بالنذارة ويرتدع المعاقب بالعقوبة فإن ذلك يدل على استفحال الشر واستشرائه.

واستشهد بما روى ابن ماجه في سننه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ: (يَامَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ! خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ، وَأَعُوذُ بِاللهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ: لَمْ تَظْهَرَ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ. حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا، إِلاَّ فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلاَفِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا. وَلَمْ يَنْقَصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ، إِلاَّ أخِذَوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّة الْمَئُونَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ. وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ، إِلاَّ مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ، وَلَوْلاَ الْبَهَائِمُ لَمْ يُمَطَرُوا.وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللهِ وَعَهْدَ رَسُوِلِهِ، إِلاَّ سَلَّطَ اللهُ عَلَيْهِمْ عَدُوّاً مِنء غَيْرِهِمْ، فَأَخَذُوا بَعْضَ مَافِي بأَيْدِيِهمْ. وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللهِ، وَيَتَخَّيُروا ممَّا أَنْزَلَ اللهُ، إِلاَّ جَعَلَ اللهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ.وتابع: الزلازل من علامات قرب قيام الساعة كما أخبر بذلك النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال: ( لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم ويتقارب الزمان وتكثر الزلازل، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج ” قيل وما الهرج يا رسول الله؟ قال: (القتل القتل)).

وقال الداعية: “ها أنتم ترون بأم أعيونكم كثرتها وتتابعها في هذا الزمن مصداقاً لقول نبينا – صلى الله عليه وسلم”.

وأوضح الداعية في تصريح خاص لمصراوي، أنه لا شك أن ما حصل من الزلازل في هذه الأيام في جهات كثيرة هو من جملة الآيات التي يخوف الله بها -سبحانه -عباده.

وكل ما يحدث في الوجود من الزلازل وغيرها مما يضر العباد ويسبب لهم أنواعا من الأذى، كله بأسباب الشرك والمعاصي، كما قال الله -عز وجل -: (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ).

وبين الداعية أن سيدنا عمر بن عبد العزيز كان يقول: إن الله لا يعذب العامة بذنب الخاصة، ولكن إذا عمل المنكر جهاراً استحقوا العقوبة كلهم وروي عن عمر بن عبد العزيز-رحمه الله-أنه كان يكتب إلى أمرائه عند وجود الزلزلة أن يتصدقوا.

وأشار إلى واقعة حدثت في عهد عمر بن عبدالعزيز، وهي قال الذهبي رحمه الله: ” كانت الزلزلة المهولة بـدمشق ودامت ثلاث ساعات، وسقطت الجدران وهرب الخلق إلى المصلى يجأرون إلى الله “.

أما عن ما قالوه الصحابة والصالحون حين زُلزلت بهم الأرض؟

نقلت لنا كتب التراجم والآثار والسير موقف الصحابة والتابعين والصالحين من الزلازل ورؤيتهم لها، ومن بينها:

– قال عمر بن الخطاب وقد زلزلت المدينة، فخطبهم ووعظهم، وقال: “لئن عادت لا أساكنكم فيها”.

– روي عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله أنه كان يكتب إلى أمرائه عند وجود الزلزلة أن يتصدقوا .

– ذكر ابن أبي الدنيا عن أنس بن مالك : ” أنه دخل على عائشة هو ورجل آخر ، فقال لها الرجل : يا أم المؤمنين حدثينا عن الزلزلة ؟ فقالت : إذا استباحوا الزنا، وشربوا الخمور، وضربوا بالمعازف، غار الله عز وجل في سمائه، فقال للأرض: تزلزلي بهم، فإن تابوا ونزعوا، وإلا أهدمها عليهم، قال: يا أم المؤمنين ، أعذابا لهم ؟ قالت: بل موعظة ورحمة للمؤمنين ، ونكالاً وعذاباً وسخطاً على الكافرين “.

– قال ابن تيمية: “الزلازل من الآيات التي يخوف الله بها عباده, كما يخوفهم بالكسوف وغيره من الآيات، والحوادث لها أسباب وحكم, فكونها آية يخوف الله بها عباده, هي من حكمة ذلك.

أما أسبابه: فمن أسبابه انضغاط البخار في جوف الأرض، كما ينضغط الريح والماء في المكان الضيق، فإذا انضغط طلب مخرجاً، يشق ويزلزل ما قرب منه من الأرض”.

– قال ابن القيم: “وقد يأذن الله سبحانه للأرض في بعض الأحيان بالتنفس فتحدث فيها الزلازل العظام، فيحدث من ذلك لعباده الخوف والخشية، والإنابة والإقلاع عن المعاصي والتضرع إلى الله سبحانه، والندم كما قال بعض السلف، وقد زلزلت الأرض: “إن ربكم يستعتبكم”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى