09:57 م
الخميس 24 يوليه 2025
كتب- محمد قادوس:
قال الشيخ أحمد الطلحي، الداعية الإسلامي، إن الصلاة المشيشية المنسوبة إلى الإمام العارف بالله سيدي عبد السلام بن مشيش، هي من الصلوات العظيمة التي امتلأت أنوارًا وأسرارًا ومعارف إلهية، مشيرًا إلى أن فيها من المفردات والدعوات ما يدل على مقام عالٍ من الفهم والتجرد والتوحيد.
وأضاف الطلحي، خلال حلقة برنامج “مع الناس”، المذاع على قناة” الناس”: أن قول: “اللهم صلّ على من منه انشقت الأسرار وانفلقت الأنوار…”، يعبّر عن علوّ مقام النبي محمد ﷺ، وأنه صلى الله عليه وسلم هو الوسيلة والواسطة التي بها فُتحت أبواب الفهم عن الله، قائلاً: “كل شيء منوط به، ولولاه ما وصل الموسوط، وهذا يدل على كمال الوساطة النبوية التي بها يُعرف الحق”.
وأوضح الداعية أن عبارات مثل: “وزج بي في بحار الأحادية”، تعني أن الله هو الذي يُغرق عبده في شهود الأحدية، أي أن لا يرى العبد في قلبه وروحه إلا الله، وهو مقام عالٍ في التوحيد، لا يدركه إلا أهل الذوق والمعرفة، مشيرًا إلى أن الواحد الأحد لا يُشاركه في ذاته ولا صفاته شيء.
وأشار إلى أن قول: “وانشلني من أوحال التوحيد”، فيها إشارة دقيقة إلى ما قد يقع فيه بعض الناس من انحرافات عقدية تحت اسم التوحيد، مثل القول بالتجسيم أو التحديد أو الجهة لله عز وجل، مضيفًا أن هذا من الأوحال الفكرية التي وقع فيها بعض المذاهب، وقد رد عليها علماء الأزهر الشريف قديمًا وحديثًا.
وتابع الطلحي: “الإمام ابن مشيش رضي الله عنه يريد نقاء التوحيد، بعيدًا عن الشبهات الكلامية، لا يقع في لجاج القضاء والقدر، ولا في مفارقات الجبر والاختيار، بل يسلم لله تسليمًا مطلقًا كما جاء في قوله تعالى: ليس كمثله شيء وهو السميع البصير”.
وتابع: “هذه الصلاة المباركة تُرشدنا إلى مقام عالٍ من حب النبي وتعظيمه، وتوحيد الله توحيدًا خالصًا نقيًا من شوائب الفكر، فكل ذلك ببركة الصلاة على النبي الأعظم ﷺ، الذي أمرنا الله أن نصلي عليه ونسلم تسليمًا.
اقرأ أيضًا:
هل توجد زكاة على ذهب الزينة؟.. تعرف على رد أمين الفتوى (فيديو)
ما حكم قراءة الإمام آية فيها سجدة تلاوة في الصلاة السرية؟.. الإفتاء تجيب