دونالد ترامب يقف في طريق مستقبل السيارات الكهربائية.. ما القصة؟

02:07 م
الثلاثاء 05 أغسطس 2025
القاهرة – (مصراوي):
كشف تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية عن تباطؤ في قطاع السيارات الكهربائية داخل الولايات المتحدة، جراء السياسات الضريبية التي أقرها الرئيس دونالد ترامب بعد عودته إلى سدة الحكم في مطلع العام الجاري.
وقالت الصحيفة إن السيارات الكهربائية فقدت زخمها في الولايات المتحدة في أعقاب عودة ترامب، وخاصة بعدما ألغت إدارته أدوات التشجيع المتمثلة في الإعفاءات الضريبية التي تصل إلى 7.500 دولار على مشتريات واستئجار السيارات الكهربائية.
وكانت إدارة الرئيس السابق جو بايدن ترى في عوامل التشجيع تلك خطوة هامة في طريق التحول سريعًا إلى الطاقة النظيفة، إلا أن السياسات الضريبية الجديدة التي أقرها ترامب أنهت تلك الحوافز المالية بشكل كامل بحلول نهاية سبتمبر المقبل.
ووصف ترامب الحوافز الفيدرالية المخصصة لسيارات الطاقة النظيفة بأنها “إلزام يجبر الجميع على شراء سيارات كهربائية لا يرغب بها أحد”. بينما كانت إدارة بايدن قد وضعت هدفاً طموحاً يتمثل في جعل نصف مبيعات السيارات الجديدة كهربائية مع بداية العقد المقبل، دون أن تمنع المستهلكين من خيار اقتناء سيارات البنزين، ما يعكس اختلافاً جوهرياً في الرؤية الاقتصادية والبيئية بين الإدارتين، بحسب”سكاي نيوز عربية”.
وبالرغم من التباطؤ الذي تواجهه السيارات الكهربائية إلا أنها ستظل تشكل جزءا كبيرا من سوق السيارات في الولايات المتحدة، ومبيعات هذه النماذج سوف تنمو مرة أخرى في نهاية المطاف في الأشهر المقبلة.
ووفقًا لـ”نيويورك تايمز” تظل السيارات الكهربائية التي تنتجها تسلا وبعض شركات صناعة السيارات الأخرى أقل تأثرًا برسوم الرئيس ترامب الجمركية من العديد من السيارات التقليدية، ذلك كون معظم أجزاء هذه السيارات يتم تصنيعها داخل الولايات المتحدة.
وتعكس المبيعات المسجلة في السوق الأمريكي خلال الأشهر الست الأول من عام 2025 الجاري حالة التراجع التي تضر السيارات الكهربائية، فبالرغم من تسجيل معدل نمو بمقدار 1.5% على أساس سنوي إلا أن المبيعات العالمية نمت بنحو 28% وفقاً لشركة كوكس أوتوموتيف.
قال الخبير الاقتصادي، أنور القاسم، إن صناعة السيارات الكهربائية تواجه الآن خطر ركود استثماري حاد بالولايات المتحدة، فقد بدأت شركات بإبطاء خطوط الإنتاج وتأجيل توسعاتها، تحوطًا لإلغاء الحوافز وغياب الرؤية السياسية المستقرة.
وأضاف القاسم في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية” أن ارتفاع كلفة المدخلات من المواد الأساسية مثل النحاس والصلب نتيجة الرسوم الجمركية، قد يتسبب بارتباك واسع في سلاسل الإمداد العالمية لقطاع السيارات الكهربائية، ويضغط على تكاليف الإنتاج، ما يترجم إلى مزيد من ارتفاع الأسعار.
ولفت إلى معركة ترامب الدائرة حاليًا مع شريكه السابق إيلون ماسك رائد السيارات الكهربائية، إذ دأب ترامب على معارضة الائتمان الضريبي الفيدرالي للسيارات الكهربائية والذي يعتبره جزءًا من خدعة خضراء جديدة ستضر بصناعة السيارات، بحسب وصفه”.
ويعتقد الخبير الاقتصادي بأن مثل هذه السياسات لا تقتصر آثارها على السوق فحسب، بل تمتد إلى ثقة المستثمرين؛ إذ قد يؤدي عدم وضوح التوجهات أو التراجع عن السياسات الداعمة للطاقة النظيفة إلى إضعاف ثقة المستثمرين في القطاع.