مقالات

“رياض الصائمين” بالأزهر: وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت معاول للهدم والتفرقة والعنف



02:18 م


الإثنين 24 مارس 2025

كتب – علي شبل:

أوضح الشيخ أحمد السعيد، الواعظ بمجمع البحوث الإسلامية، أن الرفق والعنف يمثلان وجهين متناقضين، حيث يعيش من يسلك طريق الرفق محبوبًا، بينما يعاني من يسير في طريق العنف من النبذ والتجاهل، فطريقة التعامل مع الآخرين تحدد نجاح الفرد في الحياة، وقد زخرت الآيات القرآنية ومواقف السنة النبوية بالحديث عن الرفق، ففي دعوته إلى الله، كان النبي ﷺ رحيمًا حتى مع خصومه وكان يقابل جهلهم بالحِلم، وفي معاملة الأهل، كان النبي ﷺ يخدم أهله، وحتى في التعامل مع المخطئين، دعا النبي ﷺ إلى عدم تعنيف المخطئين، على عكس العقوبات في الجاهلية، وفي الرفق بالحيوان، جاءت السنة النبوية للتأكيد على أهمية الرفق بالحيوانات وعدم تحميلها ما لا تطيق، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ: ” بينما رجل يمشي، اشتد عليه العطش، فنزل بئرًا فشرب، ثم رأى كلبًا يلهث، فقال: لقد بلغ هذا من العطش مثل الذي بلغ بي، فنزل البئر فسقى الكلب، فشكر الله له، فغفر له” (رواه مسلم).

وتابع الواعظ بمجمع البحوث الإسلامية، خلال اللقاء اليومي من ملتقى “رياض الصائمين”، والذي عقد اليوم تحت عنوان”الإنسان بين الرفق والعنف”: إن الرفق له كبير الأثر في تعزيز الاطمئنان والثقة والتعاون بين أفراد الأسرة والمجتمع وخلق جيل متوازن، بينما العنف يؤدي إلى التوتر والصراعات بين المجتمعات، داعيًا الجميع إلى اتباع نهج الرفق الذي يتماشى مع الفطرة الإنسانية، والنظر في حياة النبي ﷺ كنموذج للرفق والعفو.

من جانبه ذكر الدكتور محمد عبد الخالق، الباحث برواق العلوم الشرعية والعربية بالجامع، أننا إذا تأملنا في نسيج المجتمع والواقع الحالي، رأينا بوضوح ظاهرة العنف وقد بسطت سلطانها وتفشت في المجتمع، حتى بلغت أواصر الأسرة، فاضطربت العلاقة بين الزوجين، واحتدّ الشقاق بين الآباء والأبناء، و الجيران، والأصدقاء، وتفشي العنف في وسائل التواصل الاجتماعي نتيجة كلمات بذيئة لا ترضي الله سبحانه وتعالى، وبدل أن تكون تلك الصفحات جسورًا للتواصل والتآلف والتراحم، صارت معاول للهدم والتفرقة والعنف. فهذا كله ينذر بالشقاء والتعاسة، لا للأفراد فحسب، بل للمجتمع بأسره، فتهييج الناس وتأليبهم فنّ خبيث، يُتقنه دعاة الفتن، ألم يكن مقتل سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه نتاجًا لهذه الفوضى؟ ألم تكن موقعتا الجمل وصفين ثمرة مريرة من ثمار هذا الخلل؟

وأضاف: لقد أوصى النبي ﷺ بالرفق: «إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا يُنزع من شيء إلا شانه»، فعلينا أن نزن الكلمة قبل النطق بها أو كتابتها، ونسأل أنفسنا: هل هناك لفظ ألين وأرفق ؟فإن وجدنا، فلنأخذ به وإلا فلا، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ(أَلَا أُخْبِرُكم بمَن يَحْرُمُ على النَّارِ، وبمَن تَحْرُمُ عليه النَّارُ؟ على كلِّ قريبٍ هيِّنٍ سهْلٍ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى