شيخهم مات حزنًا بعد حلق شاربه.. ماذا تعرف عن طائفة الدروز في سوريا؟

05:08 م
الأربعاء 16 يوليو 2025
كتب- علي شبل:
أثار مقطع انتشر على نطاق واسع موجة حزن واستنكار في أوساط أهالي بلدة الثعلة السورية، بعد قيام مجموعة مسلحة تتبع القوات الحكومية السورية بحلق شارب الشيخ مرهج شاهين، أحد كبار شيوخ الطائفة الدرزية بسوريا.
ونقلت شبكة “السويداء 24” عن مقربين من الشيخ مرهج شاهين، الذي تعرض للإهانة وحلق شاربه، أنه فارق الحياة متأثراً بحالة من الحزن الشديد، لا سيما أنه في العقد الثامن من عمره.
وأفادت مصادر بأن الشيخ شاهين لازم منزله منذ وقوع الحادثة، ولم يغادره عقب دخول قوات الأمن السوري إلى قريته الواقعة في ريف السويداء الغربي، بحسب ما ذكرت الشبكة نفسها.
من هم الدروز والطائفة الدرزية؟
الدروز في سوريا هم ثالث أكبر جماعة دينية في البلاد، ويشكلون حوالي 3.2% من السكان. يتركز وجودهم في منطقة جبل الدروز (محافظة السويداء) والمناطق الريفية والجبلية شرق وجنوب دمشق. الدروز هم طائفة إبراهيمية توحيدية، ويُعرفون أيضًا باسم “الموحدون” أو “بنو معروف”.
يعود تاريخ وجود الدروز في سوريا إلى قرون مضت، حيث هاجروا من لبنان في القرن الثامن عشر واستقروا في منطقة جبل الدروز، ويتركز وجودهم بشكل رئيسي في محافظة السويداء، حيث يشكلون الأغلبية. كما يتواجدون في مناطق أخرى مثل جرمانا وصحنايا بالقرب من دمشق، وجبل السماق في إدلب.
يعتنق الدروز ديانة التوحيد، وهي ديانة باطنية مشتقة من الإسماعيلية، لكن بعضهم لا يعتبرون أنفسهم مسلمين، حيث يركزون على التوحيد والتقية (إخفاء المعتقدات لأسباب أمنية).
ولدى الدروز طبقة رجال دين تسمى “العقال”، ورئيسهم يُعرف بشيخ العقل. كما يوجد زعماء دينيون واجتماعيون يحظون بالاحترام، مثل مشايخ العقل الثلاثة في سوريا: الشيخ حكمت الهجري، والشيخ حمود الحناوي، والشيخ يوسف جربوع، وفقًا لبي بي سي.
دورهم في الصراع السوري: كان للدروز دور في الصراع السوري، حيث انقسموا بين مؤيد للنظام ومعارض له. يقول موقع BBC عربي إن بعضهم رفض الخدمة العسكرية أو الانضمام للميليشيات الموالية للحكومة، بينما أكد آخرون ولاءهم للنظام السوري السابق لبشار الأسد، بحسب موقع CNN Arabic.
ويعيش بعض الدروز في الجولان السوري المحتل، وهناك علاقات مع إسرائيل، حيث يرفض بعضهم الجنسية الإسرائيلية، ويقيم نحو 150 ألف درزي في إسرائيل، الغالبية منهم يعتبرون أنفسهم إسرائيليين واندمجوا بالفعل في المجتمع الإسرائيلي وجيشه. بينما يقيم 23 ألف درزي في الجزء الذي تحتله إسرائيل من هضبة الجولان، ويتسمك غالبيتهم بالهوية السورية، رافضين الجنسية الإسرائيلية.
عقيدة الطائفة الدرزية
تعد الطائفة الدرزية في سوريا، والمعروفة أيضًا باسم “الموحدين”، هي أقلية دينية تتبع مذهباً خاصاً يسمى “التوحيد” وهو مزيج من عناصر إسلامية (تحديداً من المذهب الشيعي الإسماعيلي) وفلسفات أخرى مثل الغنوصية والأفلاطونية والمسيحية.
يؤمن الدروز بوحدانية الله المطلقة وأنه خالق الكون، وأن العقل البشري قاصر عن إدراك حقيقة الله، ويعتقدون بتناسخ الأرواح، حيث تنتقل الروح بعد الموت إلى جسد مولود جديد، وتقتصر هذه العملية على انتقال الروح بين الذكور والإناث الدروز فقط.
يعتمد الدروز، في منهجهم، على كتاب “رسائل الحكمة” الذي يحتوي على تعاليمهم الدينية، وهو ما يعتبرونه تفسيراً باطنياً للقرآن الكريم، ويقتصر تداول هذا الكتاب على رجال الدين الدروز.
يلتزم الدروز بعدم التبشير بعقيدتهم وعدم قبول أي شخص من خارج الطائفة، ويسمحون فقط لأبناء الطائفة بالاطلاع على تعاليمهم الدينية بعد بلوغهم سن الأربعين.
وتتميز العقيدة الدرزية بالسرية في بعض جوانبها، حيث يرون أن هذا الأمر يساهم في الحفاظ على هويتهم، وفي بعض الحالات، قد يلجأ الدروز إلى التقيّة (إخفاء المعتقدات لأسباب أمنية) تجنباً للمشاكل أو الصراعات مع الديانات الأخرى.
يؤمن الدروز بسبع وصايا أساسية، منها “صدق اللسان” و”حفظ الإخوان” و”البراءة من الأبالسة والطغيان”.
ويفضل الدروز الزواج من داخل الطائفة، ولكنهم لا يمانعون الزواج من أتباع الديانات الأخرى إذا كان هناك قبول ورضا من الطرفين.
اقرأ أيضًا:
علي جمعة يكشف عن الكلمات العشر الطيبات: أوصى بها النبي ﷺ
كيف نعرف أننا صادقون مع الله؟”.. الدكتور أسامة قابيل يجيب
السيد عبد الباري: الدنيا ليست دار النعيم والراحة لكن يجب السعى والعمل فيها