ضجة قراءة الفاتحة على البابا فرنسيس.. رئيس إندونيسيا السابق يجدد جدل الترحم على غير المسلمين (فيديو)

06:40 م
الأربعاء 30 أبريل 2025
كتب – علي شبل:
أثار مشهد الرئيس الإندونيسي السابق، جوكو ويدودو، وهو يدعو ويقرأ الفاتحة على روح البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان الراحل، وأمام نعشه، جدلاً وتفاعلاً واسعاً بين نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي الذين تداولوا مقطع فيديو نشره خلال حضور جنازة البابا الراحل.
وكان الرئيس الإندونيسي قد نشر مقطع فيديو على صفحته الرسمية بمنصة “إنستغرام” يظهر ملخصا من حضوره للمراسم ومنها لقطة قراءة الفاتحة على نعش البابا فرنسيس، الأمر الذي جدد الجدل حول حكم الترحم على غير المسلمين.
شاهد مقطع فيديو قراءة رئيس إندونيسيا السابق الفاتحة أمام نعش البابا فرنسيس
رأي الإفتاء المصرية في حكم الترحم على غير المسلمين
وهناك آراء متباينة حول جواز الترحم والصلاة والدعاء وغيرها من الأمور المتعلقة بالميت إذا كان غير مسلم، فتقول دار الإفتاء المصرية حول حمن الدعاء لغير المسلم انه لا مانع من أن تدعو لغير المسلم؛ فلا حجر على الطمع في كرم الله تعالى بل ذلك أمر مشروع.
أما قوله -سبحانه وتعالى-: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَن يَسۡتَغۡفِرُواْ لِلۡمُشۡرِكِينَ وَلَوۡ كَانُوٓاْ أُوْلِي قُرۡبَىٰ مِنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمۡ أَنَّهُمۡ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَحِيمِ}[التوبة: 113]، فتقول الإفتاء إنه أناط في الآية حرمة الاستغفار بكون المستغفَر له قد تبين أنه من أصحاب الجحيم، ومفهوم ذلك أنه إذا لم يتبين للمستغفِر ذلك فلا مانع من الاستغفار.
وكان الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء، بين رأي الشرع في الترحم على شيرين أبو عاقلة، الإعلامية الفلسطينية التي لقيت مصرعها برصاص الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، قائلًا إن الترحم على غير المسلم الذي عرف عنه الطيبة والأخلاق الكريمة، فإذا أراد المسلم أن يدعو له بالرحمة بالمعنى العام، فهذا جائز.
جاء ذلك في إجابته على أحد السائلين عبر صفحة دار الإفتاء المصرية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، يقول في سؤاله: «معجب ومتعاطف مع شخصية ليست على الإسلام، ومات وخايف أدعوله بالرحمة، فما الحكم في ذلك؟».
وأكد أمين الفتوى: «الترحم على غير المسلم الذي عرف عنه الطيبة والأخلاق الكريمة، وأنه لا يعادي الإسلام ولا يحاربه، فإذا أراد المسلم أن يدعو له بالرحمة بالمعنى العام، فهذا جائز».
خالد الجندي: لا توجد آية في القرآن تنهى عن الترحم على غير المسلم
وكان الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أوضح أن رحمة الله غير المغفرة، مشيرًا إلى أنه لا يجوز أن تطلب المغفرة لغير المسلم، ولكن تطلب له الرحمة.
وأوضح الجندي خلال حلقة سابقة من برنامجه «لعلهم يفقهون»، والمعروض عبر فضائية dmc، أن طلب الرحمة لغير المسلم ليس معناه بالضرورة الخروج من العذاب، ولكنه قد يخفف العذاب في جهنم. وأشار إلى أنه لا توجد آية في القرآن الكريم تنهى عن الترحم على غير المسلم، مشيرًا لقوله تعالى: «وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا». وتابع: «قد يكون أحد الأبوين كافرًا، وأغلب الصحابة أبواهم كانوا من الكفار. هذا من جمال الإسلام وحلاوة تذوقك لمعنى الرحمة».
وبين عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية أن هذا الكلام قد لا يعجب البعض ويتساءلون كيف ندعو بالرحمة لكافر؟! مؤكدًا أن الدعاء بالرحمة لكل شيء، مستدلًا بقوله تعالى: «وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ».
رأي مفتي السعودية السابق الشيخ عبدالعزيز بن باز
وممن قالوا بعدم جواز ذلك هو مفتي المملكة العربية السعودية الراحل، عبدالعزيز بن باز، الذي قال في إجابة على سؤال منشور على موقعه الرسمي: “ما من مات من اليهود أو النصارى أو عباد الأوثان وهكذا من مات تاركًا للصلاة أو جاحدًا لوجوبها هؤلاء كلهم لا يدعى لهم ولا يترحم عليهم ولا يستغفر لهم؛ لقول الله: (مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُوْلِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ) [التوبة:113]، وقد ثبت في الحديث الصحيح عن النبي عليه الصلاة والسلام: أنه استأذن ربه أن يستغفر لأمه فلم يأذن له سبحانه مع أنها ماتت في الجاهلية لم تدرك الإسلام لكنها ماتت على دين قومها على عبادة الأوثان، فاستأذن ربه فلم يأذن له أن يستغفر لها، فإذا كان امرأة ماتت في الجاهلية على دين الأوثان لم يؤذن له أن يستغفر لها وهي أمه، فكيف بغيرها عليه الصلاة والسلام؟ فالذي مات على الكفر لا يستغفر له ولا يدعى له، لا تارك الصلاة، ولا عابد القبور، ولا اليهودي، ولا النصراني، ولا الشيوعي، ولا القادياني، ولا أشباههم ممن يتعاطى ما يكفره ويخرجه من دائرة الإسلام”.
الغامدي: لا أدلة شرعية تمنع الترحم على غير المسلمين
بالمقابل، قال المدير العام السابق لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مكة بالمملكة العربية السعودية، عبدالعزيز الغامدي بتصريحات سابقة العام 2021 إنه لا “وجود لأدلة تمنع الترحم على الكافر”، موضحا: “أرى أنه يجوز الترحم على الكافر لأنه ليس استغفارا، وقد فرق الله سبحانه وتعالى، وإنما نهى على الاستغفار ’ ما كان للنبي والذين آمنو أن يستغفروا للمشركين‘ وهذا نهي عن الاستغفار فقط..”
وتابع الغامدي حينها قائلا: “أما الرحمة فهي أوسع، رحمة الله وسعت كل شيء وليس مقتضى الرحمة أن يخرج الكافر من النار أو أنه يدخل الجنة وإنما تكون بالتخفيف من عذابه، كما سُئل النبي صل الله عليه وسلم عن عمه، قال قل نفعت عمك بشيء فقد كان يدافع عنك؟ قال نعم هو في ضحضاح من النار ولولاي لكان في الدرك الأسفل منها”، لافتا إلى أن “الترحم غير الاستغفار والترحم جائز وليس فيه غضاضة بل هو فيه إظهار لعظمة رحمة الله وأنها وسعت كل شيء كما قال جل وعلا..”
وردا على حديث النبي محمد حول طلب الاستغفار لأمه، قال الغامدي في تدوينة نشرت العام 2021: “حديث ان الله لم يأذن للرسول ان يستغفر لامه ضعيف الاسناد منكر المتن فأم رسول الله من أهل الفترة ماتت قبل ان يبعث الرسول، وفي سنده مروان بن معاوية مدلس تكثر روايته عن الضعفاء والمجهولين وفيه يزيد بن كيسان قال أبو حاتم :لا يحتج به، ولينه يحيى القطان قليلا وقال ابن حبان يخطئ ويخالف”.
اقرأ أيضاً:
الهزار الشرعي.. 3 آداب وشروط للمُزاح يكشف عنها أمين الفتوى
هل يجوز للحاج التبديل بين أنواع الحج؟.. أمين الفتوى يوضح (فيديو)
ما حكم الصلاة خلف إمام يُخطئ في الفاتحة؟.. أمين الفتوى: يجب إعادة الصلاة في هذه الحالة
بالفيديو- أمين الفتوى يكشف عن أفضل طريقة لحفظ القرآن: مجرد النظر في المصحف عبادة