مقالات

عالم أزهري يوضح حكم من لا يعترف بأحاديت الأحاد في بناء الأحكام عليها: الأسانيد ثلاثة


04:21 م


الثلاثاء 15 أكتوبر 2024

كـتب- علي شبل:

تلقى الدكتور عطية لاشين، أستاذ الشريعة وعضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، سؤالًا من شخص يقول في رسالته: من المسلمين من لا يعترف بأحاديت الأحاد في بناء الأحكام عليها. فهل هذا صحيح؟.

في رده، أوضح لاشين أن المصادر التي بُنيت عليها الأحكام في الشريعة الإسلامية وكانت محل اتفاق بين أهل العلم أربعة: الكتاب، السنة، الإجماع، والقياس. وعلى ذلك أجمع أهل العلم.

وأضاف لاشين، في رده عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، أن سيدنا محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث معاذًا إلى أهل اليمن ليعلمهم شرائع الإسلام، وأراد النبي عليه الصلاة والسلام أن يطمئن على قيام سيدنا معاذ بمهمته خير قيام، فاختبره قائلًا له: بمَ تقضي إن عرض لك القضاء؟ قال: أقضي بكتاب الله عز وجل. قال: فإن لم تجد؟ قال: فبسنة الرسول صلى الله عليه وسلم. قال: فإن لم تجد؟ قال: أجتهد رأيي ولا آلو. فسر بذلك سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي الله ورسوله.

وبخصوص واقعة السؤال، يقول لاشين إن الأحاديث المروية عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم تنقسم من حيث سندها إلى أقسام هي:

1. الحديث المتواتر: وهو الذي رواه جمعٌ عن جمعٍ في جميع طبقات السند، مما يؤمن تواطؤهم على الكذب.

2. الحديث المشهور: وهو الذي بدأ في سلسلة سنده الأولى آحادًا ثم صار متواترًا بعد ذلك.

3. حديث الآحاد: وهو الذي رواه واحدٌ عن واحدٍ من أول السند إلى آخره.

ولفت عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف إلى أن هذه الأقسام الثلاثة تعتبر حجةً ومصدرًا من مصادر التشريع في الفقه الإسلامي طالما ثبتت صحة هذه الأحاديث.

والدليل على ذلك ما يلي:

أولًا: حديث بعث سيدنا معاذ إلى أهل اليمن ليبلغهم دين الإسلام، فإنه كان واحدًا، ورغم ذلك لم يعترض أهل اليمن على تبليغهم شريعة الله عز وجل وقبلوا بلاغه.

ثانيًا: قصة تحويل القبلة، فإن الذي أخبر بهذا التحويل لمن كانوا يصلون موجهين وجوههم إلى بيت المقدس واحدٌ، ولم يرفضوا قوله بل صدقوه واعتبروه حجةً عليهم وأداروا وجوههم تجاه البيت الحرام وهم يصلون.

وختم لاشين موضحا أن هذا غيض من فيض من الأدلة التي تعتبر حديث الآحاد حجة تُبنى عليها الأحكام.. والله أعلم.

اقرأ أيضًا:

طلق زوجته تحت تأثير مخدر «التامول» فهل يقع الطلاق؟.. الشيخ أبوبكر يرد

مستشهدًا بحديث على ضريح الحسين.. أستاذ بالأزهر: فضائل آل البيت لا تحتاج إلى أحاديث مكذوبة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى