عالم أزهري يوضح معنى آية “الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما

08:06 م
الأحد 03 أغسطس 2025
كتب – علي شبل:
تلقى الدكتور عطية لاشين، أستاذ الشريعة وعضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، سؤالا من شخص يقول في رسالته: ما معنى قوله تعالى : “الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما آتاهم الله من فضله”؟.
وفي رده، يوضح العالم الأزهري أن الآية بدأت بذم البخل والبخلاء وياليت البخيل يقتصر ببخله على نفسه فقط ولكنه يأمر غيره بذلك لكيلا يكون شاذاً بين أفراد المجتمع فالسيئ يريد أن يكون الناس مثله كذلك، وفي ذلك قال الحق سبحانه واصفاً البخيل: “ولا يحض علي طعام المسكين”، وفي آية أخرى يقول الحق سبحانه مُعَرِّفاً من يكذب بدينه فقال: “فذلك الذي يدع اليتيم ولا يحض علي طعام المسكين”.
وأضاف لاشين، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، موضحا المعنى الثاني الذي أشارت إليه الآية والذي ورد في قول الحق سبحانه وتعالى: “ويكتمون ما آتاهم الله من فضله”، وهذا الجزء الثاني من الآية يحتمل أحد معنيين:
١-المعني الاول؛ أن لها علاقة بالجزء الأول منها -“الذين يبخلون…..”- ويكون الجميع في معرض ذم البخيل الذي يبخل ويستر ويكتم ما أنعم الله عليه ويجحده هادفاً من ذلك عدم إعطاء ذوي الحقوق مما أنعم الله به عليه وأصحاب الحقوق هم الزوجة، والأولاد، والوالدان، والاقربون، واليتامى، والمساكين، وأصحاب الحاجات والمعاويز.
وهذه صفة مرذولة ممقوتة لا يرضاها الله لعباده وفي ذلك روت كتب السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إياكم والشح فإنه أهلك من كان قبلكم، أمرهم بالقطيعة فقطعوا وأمرهم بالفجور ففجروا”.
فهؤلاء البخلاء لا يعاملون إخوانهم بما يعاملهم الله به ويحبون المال حباً جماً ويأكلون التراث أكلا لما ولذلك لا يظهر عليهم أثر الغنى في الوقت الذي قال فيه الحق سبحانه: “وأما بنعمة ربك فحدث”. وقال المعصوم صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أنعم نعمة على عبد أحب أن يظهر أثرها عليه”، وفي الدعاء المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم: “واجعلنا شاكرين نعمتك، مثنين بها عليك، قابليها، واتممها علينا”.
٢- المعنى الثاني -المراد من قوله تعالى: “ويكتمون ما آتاهم الله من فضله”- أنها تخبر عن اليهود والنصارى الذين بخلوا بخلاً معنوياً وكتموا معرفتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه نبي الله حقاً ورسوله صدقاً: “الذين آتيناهم الكتب يعرفونه كما يعرفون أبنائهم وإن فريقاً منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون”، وفي آية أخرى: “الذين آتيناهم الكتب يعرفونه كما يعرفون أبنائهم، الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون”… والله أعلم.
اقرأ أيضًا:
“صلوا كما رأيتموني أصلي”.. تعرف على مكروهات الصلاة حتى يكتمل الثواب
قصة امتحان أهل بغداد للإمام البخاري.. ماذا فعلوا وكيف كان رده ولماذا ألّف كتابه؟