مقالات

علي جمعة: الإسلام ليس دين حرب وكل غزوات النبي مات فيها 1000 من الطرفين



08:39 م


الثلاثاء 13 مايو 2025

كتب- محمد قادوس:

أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر ومفتي الجمهورية الأسبق، أن المغازي النبوية كانت من دلائل النبوة وليست أمرًا يُستحى منه أو يُنتقص به من السيرة النبوية، مشيرًا إلى أن ما تعرض له النبي ﷺ من أحداث وغزوات لم يكن إلا جزءًا يسيرًا من سيرته، وجاء دومًا في سياق الدفاع لا العدوان.

وقال عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الجمهورية الأسبق، خلال بوكاست “مع نور الدين”، المذاع على قناة” الناس”: نحن أمام شيء معجز؛ كيف يكون النبي ﷺ في قلب الحدث ويدير الأمور بكل هذا التوازن، أليس هذا دليلًا أن القرآن من عند الله؟”، مشيرًا إلى أن عبارة “ولكم في القصاص حياة” تتجلى فيها البلاغة الإلهية والمعنى الإنساني العميق في كلمتين فقط.

وشدد على أن الدين الإسلامي ليس دين حرب أو قتال، بل هو دين سلام في جوهره، مستدلًا بآيات القرآن الكريم: “وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا”، و”لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ”، وقال: “الدين نفسه اسمه الإسلام من السلام، تحية المسلمين السلام، لا القتال ولا الحرب.

وأشار جمعة إلى أن كثيرًا من الناس يختزلون السيرة النبوية في الغزوات، رغم أن هذه الغزوات لم تكن إلا في السنوات العشر الأخيرة من عمر الرسالة، ولم تتجاوز 27 غزوة حضرها النبي، ولم يقع قتال فعلي إلا في سبع منها، سقط فيها حوالي ألف قتيل من الطرفين.

وأضاف: “في سنة واحدة فقط في باريس، ضحايا حوادث الطرق بلغوا أضعاف هذا الرقم، فهل يُعقل اتهام الإسلام بالعنف بينما تزهق الأرواح يوميًا في غير قتال؟”.

وفي سياق متصل، أكد الدكتور علي جمعة أن الشبهات التي تُثار حول الإسلام كل يوم، إنما تزيد المؤمنين يقينًا وتثبتًا، قائلاً: “كل شبهة لما بنبحثها علميًا، بهدوء ومنهج واستقراء، بتتحول لدليل جديد على عظمة هذا الدين، الشبهات تقوينا، لأنها تكشف زيف ما يُقال وتُظهر وجه الإسلام الحق”.

وأوضح: “لما يُقال إن الإسلام بُني على السيف، نعود إلى القرآن فنجد أن الرفق زينة، والعنف مذموم، وأن العلاقة مع الآخر مبنية على الرحمة، ووصايا القرآن كانت دائمًا تدعو للعفو والصفح: ‘فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره'”.

وتابع: “نحن لسنا في موضع دفاع، بل نحن نُعلّم البشرية مبادئ الحرب الرحيمة التي استفادت منها لاحقًا اتفاقيات جنيف، الإسلام لم يُشعل الحروب بل علّم العالم كيف يُنهيها بكرامة وعدل ورحمة، المغازي سُمّيت بهذا الاسم لأنها كانت الأشق على النبي ﷺ، لكنها كانت أرقى دروس الإنسانية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى