مقالات

علي جمعة: لا يجوز التعبد بالقرآن إلا باللغة العربية.. وترجمة المعاني لا تُغني عن الأصل



08:36 م


الثلاثاء 06 مايو 2025

كتب- محمد قادوس:

شدد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي مصر السابق، على أن التعبد بتلاوة القرآن الكريم لا يصح إلا باللغة العربية، مؤكدًا أن ما يتم ترجمته إلى لغات أخرى يُعد “ترجمة لمعاني القرآن”، وليس القرآن ذاته، ولا يترتب على تلاوته الأجر أو الأحكام الشرعية المرتبطة بتلاوة القرآن باللغة التي نزل بها.

وقال عضو هيئة كبار العلماء، لا يجوز التعبد بغير اللغة العربية، وهذا أمر متفق عليه بين المسلمين في جميع أنحاء العالم، الطفل المسلم في آسيا أو إفريقيا أو أوروبا أو أمريكا يحفظ القرآن بالعربية حتى وإن لم يفهم معناه، لأنه لا يصح التعبد إلا بالنص العربي.

وأشار إلى أن القرآن الكريم تُرجمت معانيه إلى أكثر من 132 لغة حول العالم، وقد تُرجم إلى الإنجليزية فقط ما يقرب من 300 مرة، وإلى الفرنسية حوالي 40 مرة، وإلى لغات أخرى كاليابانية التي لها ثلاث أو أربع ترجمات؛ ومع ذلك، لم يُعرف أن أحدًا حفظ القرآن بأي لغة غير العربية، رغم تعدد الترجمات، مما يُعد أحد أوجه إعجاز القرآن الكريم.

وأضاف جمعة خلال بودكاست “مع نور الدين”، المذاع على قناة” الناس”: أن الإحصاءات المتعلقة بترجمات معاني القرآن، أجراها مركز الحضارة والتاريخ التابع لمنظمة الإيسيسكو ومنظمة التعاون الإسلامي في جدة، حيث رصدت ترجمات إلى 64 لغة فقط، رغم أن عدد اللغات التي تُرجمت إليها المعاني يتجاوز ذلك بكثير، لكن بعضها لا يوجد منه سوى نسخة أو اثنتين، مما يعكس تفاوت الانتشار.

وأوضح: الذي يقرأ القرآن بلغته الأصلية يتعبد، أما من يقرأ الترجمة، فذلك لفهم المعنى فقط، وليس للتعبد، لذلك لا نجد أحدًا يحفظ القرآن باللاتينية أو بالإنجليزية، بل يحفظه الجميع بالعربية، وهذا من خصائص القرآن التي لا نجدها في أي نص ديني آخر.

وأكد على أن اللغة العربية ليست مجرد وعاء شكلي للقرآن، بل جزء من ذاته وجوهره، فلا يمكن فصله عنها، ولا يمكن التعبد به إلا بها، قائلاً: “من أراد أن يفهم المعنى فليقرأ الترجمة، أما من أراد أن يقرأ القرآن كما أنزل ويتعبد به، فليقرأه بالعربية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى