علي جمعة يصف روشتة قرآنية للنجاة من الفتن و”الفوضى الإعلامية والتربوية”: يجب أن نعلم من أين نبدأ

06:50 م
الأحد 04 مايو 2025
كتب – علي شبل:
قدم الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، عدة نصائح وردت في آيات القرآن الكريم والسنة النبوية، تعد بمثابة روشتة إيمانية للنجاة في زمن تتلاحق فيه الفتن والأزمات.
ويقول جمعة: نحن في زمن كثرت فيه الفتن، واشتدت الحاجة إلى دعوة صادقة تُخاطب الأمة – أئمتها وعامتها – وتوقظها من نحن في زمنٍ كثرت فيه الفتن، واشتدت الحاجة إلى دعوةٍ صادقة تُخاطب الأمة — أئمتها وعامتها — وتوقظها من غفلتها، ولا بد أن نعلم من أين نبدأ.
وكشف جمعة، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، أنه في ختام سورة الشعراء نجد منهاجًا تربويًّا لمن أراد أن يبدأ من جديد، في زمنٍ عاد فيه الإسلام غريبًا كما بدأ، وقد بشّرنا رسول الله ﷺ بألا نيأس، فقال: «طُوبَى لِلْغُرَبَاءِ»، وقال: «لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي قَائِمَةٌ بِأَمْرِ الله، لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ أَوْ خَالَفَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ عَلَى النَّاس».
قال تعالى: {فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ * وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ * وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ * وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ * الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ * إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ * تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ} [الشعراء: 213 – 222]
وقدم فضيلة المفتي الأسبق عدة نصائح مهمة، قائلًا:
لنبدأ بتربية أبنائنا على الإيمان بالله وتوحيده، والإقرار بالتكليف، والتصديق بالآخرة. نعلمهم حب الله ورسوله، ونترجم ذلك سلوكًا في واقع الحياة.. ولا نيأس من كثرة الفساد؛ بل نُعلي كلام الله ورسوله ﷺ، ونجعله مرجعًا وبوصلة.
وابدأ بنفسك ثم بمن تعول، ثم بمن يليك. {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} بعلاقةٍ يسودها الرحمة وخفض الجناح، لا القهر ولا التسلط.. وإذا لم تجد الاستجابة، فاصبر، واستمر في طريقك. {فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ }.
وإذا تفشى الباطل، واستُحسن الهوى، وسيطرت الأنانية، فاعتنِ بخاصتك، وثبّت نفسك على المعروف، (ائْتَمِرُوا بِالمَعْرُوفِ، وَتَنَاهَوْا عَنِ المُنْكَرِ، حَتَّى إِذَا رَأَيْتَ شُحًّا مُطَاعاً، وَهَوًى مُتَّبَعاً، وَدُنْيَا مُؤْثَرَةً، وَإِعْجَابَ كُلِّ ذِي رَأْيٍ بِرَأْيِهِ، فَعَلَيْكَ بِخَاصَّةِ نَفْسِكَ وَدَعِ الْعَوَامَّ).
ولا تكن إمَّعة، بل وَطِّن نفسك على الخير وإن فسد الناس. قال ﷺ: (لا تَكُونُوا إِمَّعةً تَقُولُونَ إِن أَحْسَنَ النَّاسُ أَحْسَنَّا، وإِنْ ظَلَمُوا ظَلَمْنَا، وَلَكِنْ وَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ، إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَنْ تُحْسِنُوا، وإِنْ اسَاءُوا فَلاَ تَظْلمُوا)..
ولفت عضو هيئة كبار العلماء إلى أن كل ذلك لا يكون إلا بالاستعانة بالله والتعلّق به سبحانه؛ فهو الهادي، وهو الموفِّق. فاجعل قلبك معلقًا به دائمًا.
ثم يُحذِّرنا سبحانه من البيئة الخارجية التي لن تتركك تسير في طريق التربية وتعليق القلوب برب العالمين، بل إن من المفسدين مَن يشوِّش عليك دينك وطريقك، قال تعالى:{هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ * تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ } لابد علينا أن نعلم أنه كذاب لأنه لا يريد وجه الله.
{ يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ} ، ممن يشيع القيل والقال، ويبنون العقول على ما يُسمع بلا تثبّت، وقد حذر النبي ﷺ من ذلك فقال: (كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ) أخرجه مسلم في مقدمة صحيحه باعتباره حديثاً ضابطًا للتوثيق.
فلنبدأ من جديد، بعد أن سقطنا في هذه الفوضى الإعلامية والتربوية. نربّي أبناءنا على حب الله ورسوله، ونتعلّق بربّ الناس، لا بدنيا زائلة.
وختم جمعة، قائلًا: ولنُعاهد أنفسنا أن نرفع شعار قوله تعالى: {فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ} شعارًا نضعه فوق رؤوسنا، وفى قلوبنا، وفى سلوكنا، حتى نخرج مما نحن فيه، من غير يأس أو إحباط.
اقرأ أيضاً:
طريقة مجربة لعلاج الفتور في الصلاة والعبادة.. ينصح بها خالد الجندي