علي جمعة يضع روشتة إيمانية للنجاة في زمن الفتن واختلاط أهل الحق بأهل ا

09:28 م
الإثنين 04 أغسطس 2025
كتب – علي شبل:
قدم الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، عدة نصائح بمثابة روشتة إيمانية للنجاة في زمن الفتن.
وقال فضيلة المفتي الأسبق انه على المؤمن أن يكثر من أعمال الخير عمومًا، ليعينه الله بذلك على الخروج من الفتن، وأن يبادر إلى تلك الأعمال استجابة لأمر سيدنا النبي ﷺ حيث يقول: «بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا، أو يمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا» [رواه مسلم]. ويقول ﷺ: «العبادة في الهرج» -وفي رواية: – «في الفتنة»- «كهجرة إلي» [رواه مسلم]؛ يعني بذلك أن لها ميزةً وفضلًا وأجرًا عظيمًا في أوقات الفتن.
وأشار جمعة إلى أنه قد علق الحافظ ابن رجب رحمه الله على هذا الحديث قائلًا: «وسبب ذلك أن الناس في زمن الفتن يتبعون أهواءهم ولا يرجعون إلى دين، فيكون حالهم شبيهًا بحال الجاهلية؛ فإذا انفرد من بينهم من يتمسك بدينه، ويعبد ربه، ويتبع مراضيه، ويجتنب مساخطه؛ كان بمنزلة من هاجر من بين أهل الجاهلية إلى رسول الله ﷺ، مؤمنًا به، متبعًا لأوامره، مجتنبًا لنواهيه»
وأضاف جمعة، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، أن من أعظم ما يعين المسلم على الخروج من تلك الفتن: كتاب الله عز وجل، كما وصفه بذلك الصادق المصدوق ﷺ، حيث قال: «إنها ستكون فتنة، قال: قلت فما المخرج؟ قال: كتاب الله، فيه نبأ من قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، من ابتغى الهدى (أو قال: العلم) من غيره أضله، هو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا يشبع منه العلماء، ولا يخلق عن كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، هو الذي تناهى الجن إذ سمعته حتى قالوا: (إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد) من قال به صدق، ومن عمل به أجر، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم» [رواه البيهقي في الشعب].
هذا فيما يخص الفتن التي تصيب الإنسان فتغبش عليه الرؤية.
أما النوع الثاني من الفتن – يقول جمعة- وهو اختلاط أهل الحق بأهل الباطل حتى يصعب التمييز بينهم، فقد أشار إليه القرآن، مبينًا أن هؤلاء المندسين الذين يُحدثون الفتنة لا يخفون عليه سبحانه، فقال تعالى: {قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ المُعَوِّقِينَ مِنكُمْ وَالْقَائِلِينَ لإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلاَ يَأْتُونَ البَأْسَ إِلاَّ قَلِيلًا}.
ويلفت عضو هيئة كبار العلماء إلى أنه قد ذكر النبي ﷺ ذلك الزمان الذي يختلط فيه الحق بالباطل، ويفتتن الناس فيه حتى يُظنَّ أن الكاذب صادق، والصادق كاذب، فقال ﷺ: «يأتي على الناس سنوات خدّاعات؛ يُُصدَّق فيها الكاذب، ويُكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة. قيل: وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة» [أحمد وابن ماجه والحاكم].
وفي حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه، وهو حديث طويل، قال فيه ﷺ: «وَلَنْ يَكُونَ ذَلِكَ كَذَلِكَ حَتَّى تَرَوْا أُمُورًا عِظَامًا يَتَفَاقَمُ شَأْنُهَا فِي أَنْفُسِكُمْ، وَتَسَاءَلُونَ بَيْنَكُمْ: هَلْ كَانَ نَبِيِّكُمْ ذِكْرُ لَكُمْ مِنْهَا ذِكْرًا؟» [أخرجه احمد]
وتابع جمعة: يبدو أننا نعيش في تلك الحال؛ حيث خرج الرويبضة ليتكلم في الشأن العام، ويساهم في الفتنة، محاولًا جعل الحق باطلًا والباطل حقًا، مُرهبًا الناس فكريًا: إما هو، وإما الجحيم!
ثم إذا تأملت، وجدت جحيمه هي الجنة، وجنته هي الجحيم، لأنه دجال من الدجاجلة.
وقد قال رسول الله ﷺ في شأن الدجال: «يخرج الدجال، معه نهر ونار، فمن وقع في ناره وجب أجره وحط وزره، ومن وقع في نهره وجب وزره وحط أجره» [أخرجه أحمد وأبو داود].
والمخرج من ذلك كله هو: الصبر، والتمسك بالحرية الملتزمة بالحق والدين، وترك الرويبضة يكتشفه الناس بتفاهته وهشاشة فكره، والاستمرار في بناء إعلام جاد ملتزم، يُطرد به الهش والغث، ويربي المجتمع على التمييز بين الحق والباطل.
اقرأ أيضًا:
“صلوا كما رأيتموني أصلي”.. تعرف على مكروهات الصلاة حتى يكتمل الثواب
قصة امتحان أهل بغداد للإمام البخاري.. ماذا فعلوا وكيف كان رده ولماذا ألّف كتابه؟
3 أمور واجبة على التاجر.. الإفتاء توضح حكم إضافة المصنعية على مشغولات الذهب والفضة
بالفيديو| أمين الفتوى يوضح حكم الجلوس في الصلاة: يبطل الفريضة في هذه الحالة
أمين الفتوى يوضح ما هو التنكيس في قراءة القرآن المنهي عنه شرعًا