مقالات

علي جمعة يكشف عن حقيقة إيمانية مهمة وكيف نحولها إلى منهج حياة



11:04 ص


الأربعاء 30 يوليه 2025

كتب- علي شبل:

كشف الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف عن حقيقة إيمانية مهمة في قول الله تعالى: {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ}، حيث يُقرِّر ربُّنا – سبحانه وتعالى – تلك الحقيقة الإيمانية لكي يعتمد عليها الإنسانُ في حياته، وفي سيره إلى الله، وفي علاقته مع نفسه ومع غيره.

ويقول جمعة: والحقائقُ الإيمانيةُ في القرآن يُقِرُّها اللهُ – سبحانه وتعالى – لنا من أجل أن تستقيمَ حياتُنا، لا من أجل أن نُصَدِّقَها فحسب، أو نُوقِنَ بها فحسب، بل لِنُحوِّلَها إلى منهجِ حياةٍ نعيشُه.

واستشهد بقول الله تعالى: {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ}، مضيفا: فعندما تقرؤها باعتبار أنها حقيقةٌ، وأن كلَّ ما في السماواتِ وما في الأرضِ إنما هو في مُلكِ الله، وتعتقدُ ذلك اعتقادًا جازمًا؛ فهذا لا يكفي.

واضاف جمعة، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك: فلا يكفي عملُ القلب، بل يجب أن يتحوَّلَ هذا العملُ القلبيُّ إلى سلوكٍ، وأن يظهر في صورةِ حياة.

{وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ } كيف نُحوِّل هذه الحقيقة الإيمانية إلى منهجِ حياة؟، يقول جمعة:

أولاً: الرضا عن الله.

فالرِّضا يُنمِّي عندك قدرةَ التأمُّل، ويمنع عنك الإحباط؛ لأنك تبحث عن الحكمة وراء ما ترى.

والرِّضا يُعلِّمك: “لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم”، ويجعلك تفعل كلَّ فعلٍ من أجل الله، وتبحث في كلِّ فعلٍ عن رضا الله. فلا تحزن ولا تنهار عند نزول المصائب، بل ينزل عليك الصبر، لِمَ؟ لأنك راضٍ. قال تعالى: { قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ } .

ثانيًا :التسليم لله.

الله غالبٌ على أمره، فلابد أن تفعل الأسباب، وتلتزم بالأوامر، لكن تتيقَّن أن الأمر كلَّه لله. لا تنتظر النتائج، ولا يتعلَّق قلبُك بالنجاح، بل يتعلَّق بالله وحده.

ثالثًا : التوكل على الله.

أن تثق بما في يد الله، لا بما في يد الناس. فمن توكل على الله لم يخفْ إلا الله، ومن خاف الله أخاف الله منه كلَّ شيء، ومن لم يخف الله خاف من كلِّ شيء؛ خاف على رزقه، وعلى حياته، وعلى أمنه، وعلى سلامته، وعلى جسده، وعلى أولاده، وأهله، وماله… يخاف من كل شيء، بينما من خاف الله وحده لم يخَفْ غيره، فتخاف منه كل الأشياء.

ويضيف الدكتور علي جمعة: حكى لنا مشايخنا أن العباد والعلماء إذا تجردوا وخافوا الله، أخاف اللهُ منهم الملوكَ والأباطرةَ والحكّام، ومن ذلك ما يُروى عن الإمام النووي، حين وقف في وجه السلطان الظاهر بيبرس في قضية الحوطة على الغوطة – والحوطة هي: الاستملاك أو مصادرة الأراضي، والغوطة هي المنطقة الخضراء المحيطة بالشام – فغضب السلطان، وأراد البطش به. فلما رآه الظاهر بيبرس، ارتعد وخاف منه. فقالوا له: ألم تقل إنك ستقتله؟! قال: رأيتُ فحلًا سيأكلني!

وختم: وما ذاك إلا لأنه كان يخاف الله، فجعله الله مهيبًا في قلوب العباد، ولأنه كان يعلم يقينًا أن: {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ}.

اقرأ أيضا:

علي جمعة: لا يجوز إخراج رفات الميت وانتهاك حرمته إلا في وجود علة

ما سبب تسمية سيدنا جبريل بالروح القدس في القرآن الكريم؟.. المفتي يوضح

حكم استحمام البنت لأبيها بسبب مرضه هل يجوز في الشرع أم لا؟.. أمين الفتوى يجيب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى