مقالات

علي جمعة ينصح: اجعلوا هذه الآيات دستورًا لحياتكم كلِّها



10:15 م


الأحد 06 يوليه 2025

كتب – علي شبل:

نصح الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، بأخذ القرآن الكريم دستورا في حياة المسلم، وخص بعض الآيات الكريمة لما فيها من خير وهدى، داعيًا إلى أن نسير في طريق الله بنهجٍ جديد، نجعل فيه الله تعالى مقصودَنا، ورضاه مطلوبَنا: كان من دعاء الصالحين: «إلهي أنت مقصودي، ورضاك مطلوبي».

ويقول جمعة: جددوا حياتكم لله، واتركوا ما وراءكم، فإن الله سبحانه وتعالى هو رجاؤُكم وأرجى منكم، وطمعُكم في رحمته، ألا ترون أنه ابتدأ كتابه العزيز بقوله: ﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾، موضحًا أن القرآن عرفنا بذلك أن هذا الدين يسر، وأنه رحمةٌ من رب العالمين للعالمين، وأن رحمة ربنا سبقت غضبَه، كما قال تعالى: ﴿وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ﴾.

قال ﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾، ولم يقل: بسم الله الجبّار المنتقم، بل جعلها بين الرحمن والرحمة؛ لأننا لا نُطيق السير في هذه الدنيا إلا برجاء رحمته، ولا نستطيع الثبات إلا ونحن نأمل فيها ونتعلّق بها.

وأضاف جمعة، في منشور عبر صفحته الرسمية على فيسبوك: يُحكى أن جماعةً من العارفين اجتمعوا يتذاكرون القرآن، فقال أحدهم: قرأت القرآن كله من أوّله إلى آخره، فما وجدت أرجى من قوله تعالى : {حم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (2) غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ} [غافر: 1 – 3].فقدم جماله على جلاله، ورحمته على عذابه، ووعده على وعيده، وترغيبه على ترهيبه .

وقال آخر: قرأت القرآن كله من أوّله إلى آخره، فما وجدت أرجى من قوله تعالى : {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ} [الحجر: 49، 50] . فقدم جماله على جلاله، ورحمته على غضبه، وترغيبه على ترهيبه، ووعده على وعيده .

وقال ثالث: قرأت القرآن كله، فما وجدت فيه أرجى من قوله تعالى : { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53].

وقال رابع: قرأت القرآن كله، فما وجدت فيه أرجى من قوله تعالى : {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ } [الأنعام: 82] .

فالطريق إلى الله ممشاه حلو، ومسراه طيب، كله أنوارٌ تتنزّل، وأسرارٌ تنكشف، وقلوبٌ تتلذذ بالعبادة، وتتحصن من غضب ربها في الدنيا والآخرة.

ونصح فضيلة المفتي الأسبق: اجعلوا هذه الآيات دستورًا لحياتكم كلِّها: { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} ولو كنتَ قد فعلتَ كل ذنب، ثم جئتَ إلى الله تائبًا، لتابَ عليك، وغفر لك، وقبلك في عداد المقبولين، كما يقبلُ المتقينَ الذين حفظهم الله من المعصية.

{إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (54) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ } [الزمر: 53 – 55]

فهيِّئ نفسك من الآن للامتحان والاختبار، فإذا جاء، وجدك مستعدًا، ثابتًا، موقنًا بوعد الله.

اقرأ أيضا:

يراودني التفكير في امرأة أفتقدها ووساوس حول العقيدة عند الصلاة.. ماذا أفعل؟.. والبحوث الإسلامية يجيب

هل توجد زكاة على ذهب الزينة؟.. تعرف على رد أمين الفتوى (فيديو)

ما حكم قراءة الإمام آية فيها سجدة تلاوة في الصلاة السرية؟.. الإفتاء تجيب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى