10:55 ص
الجمعة 31 يناير 2025
كتب – علي شبل:
كشف الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه وعضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف عن فتوى شرعية مهمة تتعلق بالوفاء بتلنذر وصعوبة تحقيقه.
بداية، عرّف العالم الأزهري النذر وأحكامه، قائلًا: النذر في الشرع هو التزام قربة لم تفرض بأصل الشرع. فالنذر لا يكون في الواجبات الشرعية كالصلاة والصيام المفروض، لأن الواجبات ثابتة بأصل الشرع ولا يُضيف النذر لها حكمًا جديدًا.
أما النذر – يوضح لاشين – فيكون في الأمور المستحبة والمندوبة كصيام النوافل أو قيام الليل، فيصير هذا المستحب واجبًا بالنذر. ويجوز النذر أيضًا في الأمور المباحة، كأن ينذر الإنسان عمل خير معين.
أما النذر في المحرمات أو المكروهات فلا يصح، ولا يجوز الوفاء به، مثل نذر قطيعة الرحم أو الامتناع عن الكلام أو الجلوس تحت الشمس، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في شأن نذر أحد الصحابة: “مروه فليجلس وليستظل وليتكلم، وليتم صومه” [رواه البخاري].
وردا على سؤال من سيدة تقول إنها نذرت صيام أيام من شوال غير الأيام الستة المندوب صيامها، وأصبحت مع تقدم العمر عاجزة عن الوفاء بالنذر، فيقول لاشين إن الشريعة الإسلامية تُيسر عليها وتُرشدها إلى مخرج شرعي للتحلل من هذا النذر.
عند العجز عن الوفاء بالنذر، تكون كفارته ككفارة اليمين، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: “كفارة النذر كفارة يمين” [رواه مسلم].
وأوضح عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف كفارة النذر، وهي:
إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم.
أو كسوة عشرة مساكين.
فإن لم تستطع ذلك، فعليها صيام ثلاثة أيام.
وبهذا تكون قد تحللت من النذر دون إثم عليها.
ونبه لاشين، في بيان فتواه عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، إلى امر مهم، قائلًا: إذا كان النذر قد تعلق بأمر معقول وتيسرت القدرة على الوفاء به في وقت سابق، فيجب الوفاء به حينها. أما في حال العجز أو استحالة تحقيقه كما هو الحال هنا، فتُكتفى بالكفارة المذكورة.. والله أعلم.
اقرأ أيضًا:
“صلوا كما رأيتموني أصلي”.. تعرف على مكروهات الصلاة حتى يكتمل الثواب
قصة امتحان أهل بغداد للإمام البخاري.. ماذا فعلوا وكيف كان رده ولماذا ألّف كتابه؟
3 أمور واجبة على التاجر.. الإفتاء توضح حكم إضافة المصنعية على مشغولات الذهب والفضة